وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد وابن جرير والطبراني وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم والبيهقي كلاهما في الدلائل عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي قال : " بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم الحرث بن ربعي أبو قتادة ومحلم بن جثامة بن قيس الليثي فخرجنا حتى إذا كنا ببطن أضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قعود له معه متيع له وقطب من لبن فلما مر بنا سلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة لشيء كان بينه وبينه فقتله وأخذ بعيره ومتاعه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا .
الآية " .
وأخرج ابن إسحاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبغوي في معجمه من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه نحوه وفيه فقال النبي صلى الله عليه وآله : " أقتلته بعدما قال : آمنت بالله ؟ ! فنزل القرآن " .
وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله محلم بن جثامة مبعثا فلقيهم عامر بن الأضبط فحياهم بتحية الإسلام وكانت بينهم إحنة في الجاهلية فرماه محلم بسهم فقتله فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجاء محلم في بردين فجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وآله ليستغفر له فقال : لا غفر الله لك .
فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه فلفظته الأرض فجاؤوا النبي صلى الله عليه وآله فذكروا ذلك له فقال : إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظكم ثم طرحوه في جبل وألقوا عليه الحجارة فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم .
الآية " .
واخرج البزار والدارقطني في الإفراد والطبراني عن ابن عباس قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سرية فيها المقداد بن الأسود فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح فقال : أشهد أن لا إله إلا الله .
فأهوى إليه المقداد فقتله .
فقال له رجل من أصحابه : أقتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله ؟ ! والله لأذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا : يا رسول الله إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد .
فقال : ادعوا إلي المقداد فقال : يا مقداد أقتلت