ضمان الاستمرارية ،التعامل الطبيعي بين المذاهب (سريان روح الأخوة والوحدة )
الشيخ عباس فاضل عباس
مسؤول مؤسسة الحوار الانساني
مكتب كركوك
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد واله وصحبه المرضيين .
اهنأ العالم الإسلامي بولادة سيد البشرية الذي بنور هدايته تعقد المؤتمرات في شرق الارض وغربها واهنا رسولنا ابا القاسم (ص) لولادة حفيده وامتداده الطبيعي الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه صاحب المدرسة المعروفة .
احيي الشعب الايراني واحيي الامام القائد السيد الخامنئي دام ظله وانا جد فخور لشرف الوقوف امامكم لاسماعكم بعض الكلمات المتواضعة وموضوعي ضمن برنامج المؤتمر في اطار المحور الثاني وفي سريان روح الاخوة والوحدة .
1- الوحدة الإسلامية في القرآن الكريم حيث ان الامة لما تزل تعاني من التفرقة والتمزق في الكثير من جالاتها ومن خلال مصدر مقدس كالقرآن الكريم يحظى بتسليم كل المسلمين ومن مختلف خلفياتهم المذهبية لان موضوع الوحدة يستهدف الفرقاء المسلمين انفسهم لينفتحوا عليه جميعاً.
الوحدة في الإسلام والمرجعية في القرآن
ربما ينفلق البعض من ابناء المذاهب تجاه الاخرين وهذا ما حصل في السابق ويحصل مع الاسف الشديد ولكن اذا سلم المسلمون جميعا لمرجعية القرآن الكريم على الحديث مهما كانت صحة سنده ووضوح دلالته قرب ذلك من دائرة المشتركات .
وان الله تعالى لم يترك عباده دون توجيه بل امرهم بالرجوع اليه .
2- ومن اخلاق الوحدويين .
يقال أن تاجرا ايرانيا جاء الى كربلاء في زمن المرحوم السيد ابو الحسن الاصفهاني وكان الرجل لايعرف السيد الاصفهاني من قبل ولايستطيع ان يميز صورته عن الاخرين وفي ليلة وصوله سال عن السيد فارشده بعضهم الى عالم اخر فسلم الحقوق التي كان يجب ان يسلمها الى السيد ظانا بانه هو السيد نفسه وفي الصباح الثاني يقول التاجر بدات الوم نفسي لم لم افرق بين السيد والعالم يقول تقدمت اليه وطالبته بورقة الايصال فاذا اعطاني معناه هو القابض فقال السيد لاباس تعال الي بعد الشروق فذهب اليه في داره فقال لي كم كان المال لان الاموال التي استلمتها مختلفة يقول التاجر وفي الليلة الاخرى شاهدت العالم الذي اعطيته المال عوضا عن السيد في الحرم وفي اليوم الاخر ذهبت الى السيد وقلت له سيدنا كيف تعطيني الوصل بما لم تستلمه فقلت له حكايتي فرد السيد الاصفهاني نعم عرفت انك اشتبهت فذلك يشبهني لكن ما الفرق بيني وبينه اليس هو عالم ايضا فتعجبت من اخلاقه فانه يحافظ على سمعة العلماء ويواظب على وحدة الصف فيجب علينا الحفاظ على وحدتنا ليس بالشعار والكلام المعسول الخالي من العمل بل بالسيرة الحسنة والاخلاق الحميدة فلذلك ترى القائلين بالوحدة كثيرين والعاملين به قليلين بل اقل من القليل فلذلك جرى علينا ما نحن فيه .
3- اما الخطوات في طريق الوحدة
*- اعتبار القرآن الكريم المرجع على كل ما دونه من الاحاديث والرجوع اليه في صياغة العلاقات بين المذاهب وتربية ابناء الامة على المشترك القرآني في شتي مناحي الحياة .
*- التأسي بالسيرة المطهرة وما فيها من صورة رائعة في حفظ وحدة المسلمين .
*- التعامل مع المذاهب الإسلامية بطريقة تحفظ لها كرامتها وكرامة معتنقيها وتحرم دماءهم واعراضهم واموالهم وكل ما يتعلق بهم وما حدث في العراق وذهب ضحية الارهاب الملايين من سنة 1968 ولحد الان لهذا السبب.
*- ايجاد اجواء الحوار واللقاء المستمر لتداول شؤون الامة والوقوف على مصالحها لتحديد المخاطر .
*- الامتناع عن لغة الفتاوى التكفيرية والتحريضية التي تدفع باتجاه اثارة النعرة الطائفية واستباحة الاخر المذهبي.
*- نشر ثقافة التقارب والقاء الضوء على المشتركات المذهبية في وسائل الاعلام المختلفة مثل الفضائيات والصحف والمؤتمرات .
*- تجنب البحث في الاختلافات العقائدية والتاريخية والفقهية .
*- جعل الوحدة الإسلامية بين شعوب بلدان العالم الإسلامي هما حقيقيا تتصاغر دونه باقي الهموم .
*- حبذا لو يعقد مؤتمر على مستوى القمة لرؤساء الدول الإسلامية على غرار مؤتمركم الكريم لان الناس على دين ملوكها .
4- اما سلوك القادة من علمائنا وهم كثر فكانوا يؤكدون على الوحدة الإسلامية فان السيد الشهيد الامام محمد باقر الصدر قدس سره كان ينادي (يا ابناء عمر ويا ابناء علي ) ما اروع هذا النداء لتوحيد الفكر والرؤى بين المسلمين جميعا .
وان الامام الخميني قدس سره لايزال صوته يدوي (( علينا ان نتحد فلا يصيب الإسلام مكروه )) ينظر بنظر القيادة الحقة لهذه الامة ولا يريد تفكيك اللحمة وضعفها .
والامام شرف الدين الموسوي كلامه المشهور (( الخلاف في الرأي لايفسد في الود قضية )) هؤلاء الاعلام وضعوا اللبنات الاساسية الصحيحة لبناء الإسلام السوي .
لم يعد اليوم امر الوحدة الإسلامية شانا إسلاميا بل اصبح شانا عالميا في وقت تضاربت فيه اطراف العالم واقتربت الثقافات وتشابكت المصالح ولاحت فيه المخاطر المشتركة وهو ما يجعل الامم الاخرى امام مسؤولية الانفتاح على الامة الإسلامية ونزع فتيل التوتر من الاوضاع التي استبدت بها ردحا طويلا من الزمن .
والمأمول من مؤتمركم الموقر ان يجعل برنامجا كريما لوحدة المسلمين يكون له صداه وهذا ما نصبو اليه فطوبى لاولئك الذين يوحدون المسلمين لان الإسلام هو واحد فنكون جسدا واحدا عند ذلك نكون بعيدي المدى وعميقي التفكير وضمان لبقائنا وقوتنا مهما تقلبت الظروف ويكون لنا المجال الاوسع لمشاريع اخرى ومؤسسات اخرى فنكبر في عين رسولنا وعند الله وجنة التوحيد تسعنا جميعا ان شاء الله والله الموفق .
ارسال نظر