وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
مبادئ وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها في القرآن الكريم
۱۳۹۸/۰۳/۲۷ ۱۱:۳۶ 1506

مبادئ وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها في القرآن الكريم

 

 

مبادئ وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها في القرآن الكريم

 

فضيلة الشيخ محسن آل عصفور

مملكة البحرين

 

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى قيام يوم الدين .

 وبعد فإنّه يطيب لي أن أتقدم بهذا البحث تحت عنوان) مبادئ وحدة الأمّة الإسلاميّة ونهضتها في القرآن الكريم .

 مما لا شك فيه أن استنطاق هدي القرآن الكريم في مثل هذه الموضوعات البالغة الخطورة والأهمية ، والإستناد إليه والدعوة للتمسك به لعلاج أمراض الفرقة والشتات والتشتت التي تعصف بعالمنا الإسلامي بفعل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد شعوبه ودوله وعقيدته ليل نهار وسراً وجهاراً هو لجوء الى حصن اللّه الحصين والإستشفاء بدوائه الأمثل الأنفع وعلاجه الأفضل الأنجع واعتصام بحبل الله المتين وصراطه المبين (ومن يسلم وجهه إلى اللّه وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) ( لقمان ـ 22).

 ولا غرو في ذلك إذ هو محور رحى أشرف الرسالات وأعظمها و دستور ها الذي تشيد عليه قيم ومبادئ وأهداف الرسالة النبويّة الخاتمة المباركة .

 وفي الوقت الذي اشتمل فيه هذا القرآن الكريم على الإعجاز اللفظي والبياني والبلاغي بما لا يبلغ إليه مقدور البشر وخارت دونه الفكر بما لم يعهد له نظير فيما غبر من تاريخ أديان كل دهر في حال وشأن الكتب السماوية المنزلة كالزبور والتوراة والإنجيل، وفي الوقت الذي تحدى فيه عند نزوله العرب بقبائلها وفصحائها وبلغائها على الإتيان بمثله ومضارعته ومضاهاته فعجزوا عن ذلك وهم على ماهم عليه من قمة البيان والبلاغة والفصاحة فإنّه يتحدّى العالم اليوم بجميع ماأوتي من إمكانات وقدرات كما كان يتحدى العرب الأوائل في صدر الإسلام على الإتيان بمثله.

 كما أنّ من أبرز ما يتضمنه هذا القرآن المعجز من الغايات النبيلة والأهداف الكريمة هو الدعوة إلى إقرار الأسس والمثل والمبادئ والقيم الساميّة المثالية في هذه الحياة الدنيا و التي تكفل بمجموعها للإنسان عقيدة التوحيد الكاملة ووحدة العقيدة المتكاملة التي ينبثق عنها نظام اجتماعي متجانس تذوب فيه الفوارق العرقية والجنسية و الطبقية والفئوية والحزبية يشدّ بعضه بعضاً ، ويؤازر فيه القوي الضعيف، والغني الفقير ،والمنجد المستنجد والمستطيع المستطيل الملهوف الذليل .

 نعم إنّه نظام شامل لأوجه الحياة الإنسانية بالقيم والمشاعر المرهفة النبيلة ، والحياة الإجتماعية بالطبع والتطبع ويفي مضافاً للقاعدة الفكرية الصلبة المستقلة المستقاة من ثوابته بناء وإعداد وتأسيس النظام الاجتماعي المتآلف الودود السعيد،ويمنحه الرؤية الواضحة للحياة في هذه الدنيا وللحياة بعد هذه الدنيا من الخلود في النعيم المقيم أو الخلود في دركات الجحيم الأليم.

 يضاف إلى ذلك أننا نجد في القرآن وحده ومن خلال ما تضمنته آياته على الرغم من تفشي أسباب ومظاهر الخلاف والإختلاف بين المسلمين وتفرقهم إلى مذاهب ومشارب ومسالك ما يكفل وحدتهم وتوحيد صفهم الشيء الكثير بل وبناء حضارتهم التي سبق وأن خطت لنفسها على أرض هذه الرقعة من العالم في برهة يسيرة بعد انتشار الإسلام في عهدها الأوّل أعظم حضارة عرفها التاريخ الحديث وكان لها الفضل على ما وصل إليه العالم الغربي والشرقي من نهضة وتقدّم وتطور مادي على الرغم من أفول دولتهم وشوكتهم السياسية والعلمية بل كانت كتب علمائهم ابتداءاً من القرن الحادي عشر الميلادي المرجع ومدار الدراسة والتدريس ولقرون متمادية وكانت لغتهم لغة العلم التي يتبارى الغربيون والشرقيون على إتقانها وضبطها لينعموا ببركة ما حبا اللّه تعالى المسلمين به من علوم وثقافة وتمدن وعمارة.

  

فقه المشتركات الفقهية والإعتقادية

 و لا ننسى الإشارة إلى تجلي معاني وألفاظ وإشارات القواسم المشتركة الكثيرة في العقيدة و الفقه والثقافة التي حفظ القرآن معالمها ومظاهرها لكل من يدين به ويقتبس من هديه وينتهج منهاجه في العبادات و الواجبات و المحرمات والسنن والمندوبات

 وهي تصور بمجموعها محاسن الشريعة وثوابت الدين ومناهج الحق المبين والرباط الذي يجمع بين المسلمين تحت لواء الإسلام ويبرز هويتهم وماهيتهم وفكرهم ومنطلقاتهم العبادية والعقائدية والثقافية .

 ويجدر بعامة المسلمين علماء ومفكرين وباحثين التصنيف فيها وذكر الشواهد عليها وإحصائها وحصرها ليقف أبناء كل مذهب عليها فتضيق بذلك الشقة بينهم ،وينأوا عن الفرقة والشقاق وتتقارب قلوبهم وتندفع بذلك عنهم خطوب النفرة و تنغلق دروب الشتات كما قال سبحانه وتعالى:(شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصّينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه اللّه يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) ( الشورى ـ 13 )

 فالطهارة والوضوء والصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة وعدد ركعاتها وهيئتها من ركوع وسجود وقيام والإتجاه أثناءها الى جهة قبلة واحدة ،وصوم شهر رمضان، و الحج في شهر ذي الحجّة إلى مشاعر واحدة والطواف حول كعبة واحدة بشعائر واحدة و غير ذلك قد ورد النص عليها جميعاً في آيات القرآن الكريم بالتفصيل تارة وبالإيجاز تارة أخرى شواهد وبراهين حية على ذلك بما لا يدع مجالاً للشك ومتسعاً للتباعد والعداوة والبغضاء .

 نعم ذلك الدين بفضل القرآن الكريم الذي وحّد أعراب الجاهلية على ما عليه من قسوة وجحود وكفر وضلال وجهل وعمى وطغيان بنور الإيمان و هداية الدين فكيف لا يوحّد المسلمين المستضئين المستنيرين به وهم يترتلون قوله أناء الليل وأطراف النهار :

 (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا واذكروا نعمت اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبيّن اللّه لكم آياته لعلّكم تهتدون)( آل عمران ـ 103).

  

ويرشدهم إلى التزام المنطق وفقه الحوار وأدب الإختلاف

 (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى اللّه وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين * ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم ( فصلت ـ 33 ـ 34 ).

 ( ادع الى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ( النحل ـ 125 )

 ويرشدهم إلى فقه حل الخلافات ابتداءاً بعلاقات الزوجين داخل منظومة الأسرة في دائرتها المحدودة الضيقة وانتهاءاً بسياسة الأمّة في دائرتها الواسعة

 فيقول عزّ من قائل : (وإ ن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق اللّه بينهما إنّ اللّه كان عليماً خبيراً) ( النساء ـ 35 )

 (وإن إمرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير) ( النساء ـ 128 )

 ويقول ضمن دائرة الأمّة الواسعة : (وأطيعوا اللّه ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إنّ اللّه مع الصابرين) ( الأنفال ـ 46)

 (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر اللّه فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إنّ اللّه يحب المقسطين) ( الحجرات ـ 9 )

 (ياأيّها الذين آمنوا كونوا قوامين للّه شهداء بالقسط ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا اللّه إنّ اللّه خبير بما تعملون) ( المائدة ـ 8 )

 

  مبادئ وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها في القرآن الكريم

 وتصل النوبة بنا في هذا المقام الى تناول جملة من أهم ما نصّ عليه القرآن الكريم من مبادئ لتأسيس القاعدة التي تبتني عليها وحدة الأمة الإسلاميّة ونهضتها ويمكن إيجاز ها من خلال هذا السرد لهذه الطائفة من الآيات المباركة التي تدل عليها وذلك بالنحو التالي :

  

1 ـ المبدأ الأول

 الربانيّة

 قال سبحانه وتعالى: (كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) (آل عمران ــ97).

 وتعني وثاقة الصلة باللّه ويتحقق ذلك عن طريقين:ربانية الغاية والجهة ، وربانية المصدر والمنهج .

 فأمّا (الطريق الأول)

 وهو ربانية الغاية والجهة

 فقد أشار اليه سبحانه ونعالى بقوله: (يا أيها الانسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) (الانشقاق ــ6) (وأنّ إلى ربك المنتهى) (النجم ــ 24).

 ولهذه الربانية معطيات في النفس والحياة يمكن ذكرها بما يلي :

 

 (المعطى الأول)

 معرفة غاية الوجود الانساني

 (أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنّكم إلينا لا ترجعون) (المؤمنون ـ 115)

 

  (المعطى الثاني)

 الاهتداء إلى الفطرة

 قال تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة اللّه التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللّه) (الروم ــ03)

 

 (المعطى الثالث)

 سلامة النفس من التمزق والضياع

 قال تعالى: (إنّا هديناه السبيل إما شاكراً وإمّا كفوراً)( الإنسان ـ 4 )

 (وهديناه النجدين) ( البلد ـ 10 )

 

 (المعطى الرابع)

 التحرر من العبودية للأنانية والشهوات

 قال تعالى: (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها).

 (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (الحشر ــ 10)

 

(المعطى الخامس)

 تصحيح الغايات والأهداف لدى الافراد

 وذلك من خلال تعميق روح الإرتباط بالخالق جلّ وعلا وذلك بإثارة مبدئين:

 (الأول) استشعار مبدأ الرقابة الإلهيّة قال سبحانه وتعالى: (إن يعلم اللّه في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم) (الانفال ــ07).

 (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) (غافرــ91).

 (يعلم سرّهم ونجواهم وأن اللّه علام الغيوب) (التوبة ــ87).

  (الثاني) استحضار الرقابة الإلهيّة الفعليّة :

 قال عزّ من قائل:

 (ألم يعلم بأن اللّه يرى) (العلق ــ41).

 (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) (ق ــ61).

 وأمّا (الطريق الثاني)

 الذي تتحقق به وثاقة الصلة باللّه عز وجل:

 

وهو ربانية المصدر والمنهج

 فقد أشار اليه عزّ وجلّ بقوله : (ولوأنّما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات اللّه إن اللّه عزيز حكيم) (لقمان ــ72).

 (واللّه أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلّكم تشكرون) (النحل ـ 79) (علّم الانسان ما لم يعلم) (العلق ــ5) (خلق الانسان علمه البيان) (الرحمن ــ4).

 (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين) (الدخان ــ83).

 

ولهذه الربانية معطيات هي :

 (المعطى الأول)

 رأب النقص وعصمة الخط:

 وإليه الإشارة بقوله عزّ من قائل:

 (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللّه لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) (النساء ــ28).

(وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه) (الأنعام ــ351).

 (أنما الهكم إله واحد فاستقيموا اليه واستغفروه) (فصلت ــ6).

 (إن هو الا ذكر للعالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم) (التكوير ــ27 ـ 82).

 

(المعطى الثاني)

 نبذ سلطة النفس الأمَّارة ومظاهرها في الحياة:

 قال تعالى: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من اللّه) (القصص - 50).

 (يا داود إنا جعلناك خليفةً في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه) (ص ــ62).

 وقوله: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ( الجاثية ـ 18 )

 وقوله: (وأن احكم بينهم بما أنزل اللّه ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل اللّه إليك) (المائدة ــ94).

 

(المعطى الثالث)

 الغاء السلطة الشخصيّة الانسانية أمام السلطة الالهية العليا:

 قال تعالى: (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن) (المؤمنون ــ17).

 (من يحادد اللّه ورسوله فإن له نار جهنم خالداً فيها) (التوبة ــ36).

 (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى اللّه ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (الأحزاب ــ63).

 

(المعطى الرابع)

 القضاء على العبوديات الزائفة وتحرير الإنسانية من القيود المصطنعة الدخيلة:

 ،قال تعالى: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون) (الروم ــ02).وفي الحديث النبوي: (كلكم لآدم وآدم من تراب)

 (ولقد بعثنا في كل أمّة رسولاً أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطاغوت) (النحل ـ 36)

 (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) (الحج ـ 30)

  

2 ـ المبدأ الثاني

 (الإٍنْسَانِيَّة)

 ويمكن أن نلحظها جليّاً من خلال مجمل المحاور الرئيسيّة التالية:

 (المحور الأول) ما يتناول حفظ النفس ووقايتها :

 (من يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنّم خالداً فيها) (النساء ــ39).

 (من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا الناس جميعاً) (المائدة ــ23).

 (المحور الثاني) ما يتناول حفظ المال والعرض

 (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) (المائدة ــ83).

 (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) (النور ــ2).

 (المحور الثالث) ما يتناول حفظ الحقوق العامّة:

 (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلّكم تتقون) (البقرة ــ971).

 (من يعصِ اللّه ورسوله ويتعدَّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها) (النساء ــ41).

 (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب) (الحجرات ــ11).

 (ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) (الحجرات ــ21).

 ومن معطيات هذه الخصيصة كما نستفيده منها:

 

(المعطى الأول)

 مراعاة الكيان الانساني وطاقاته وما يصدر عنه من خلل وقصور في أنماط السلوك

 قال عز وجل: (لا يكلف اللّه نفساً الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) (البقرة ــ682).

 و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: (رفع عن أمتي تسعة الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لايطيقون وما اضطروا اليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة).

  

(المعطى الثاني)

 انتفاء العسر في التكليف وبناء الأحكام الشرعيّة بما يتناسب مع الارادة الانسانيّة وطموحاتها في الحياة:

 قال سبحانه وتعالى:

 (يريد اللّه بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة ــ581).

 (يريد اللّه أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفاً) (النساء ــ82).

 (ما يريد اللّه ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم) (المائدة ــ6).

 (وما اللّه يريد ظلماً للعباد) (غافر ــ13).

 (وما اللّه يريد ظلماً للعالمين) (آل عمران ــ801).

 قال تعالى: (ولا تنس نصيبك من الدنيا) (القصص ــ77).

 (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) (الكهف ــ64).

 (اللّه الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماءًا فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخّر لكم الأنهار وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها) (ابراهيم ــ23 ـ 34).

 

 (المعطى الثالث)

 آدمية البعثة وانسانيّة القدوة:

 قال عز وجل: (لقد كان لكم في رسول اللّه أسوة حسنة) (الأحزاب ــ12).

 (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى اليّ انما الهكم إله واحد) (الكهف ــ011).

 (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق) (الفرقان ــ7).

 (قل يا أيها الناس إني رسول اللّه إليكم جميعاً) (الأعراف ــ851).

 (ما على الرسول الا البلاغ واللّه يعلم ما تبدون وما تكتمون) (المائدة ــ99).

 (من يطع الرسول فقد أطاع اللّه) (النساء ــ08).

 (من يطع اللّه والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللّه عليهم) (النساء ــ96).

 (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم) (التوبة ــ821).

 (وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) (النور ــ45).

 

 (المعطى الرابع)

 ركائزية الانسانية في مبدئه واهدافه وغاياته:

 قال سبحانه وتعالى: (وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة) (البقرة ـ 30).(ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) (الاسراء ــ07).

 (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) (ق ـ 16)

  

3 ـ (المبدأ الثالث)

 القرآنيّة

 (وما علّمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين) (يس ـ 69)

 (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) ( البروج ـ 21 ـ 22)

 (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ( فصلت ـ 42)

 (يمح اللّه الباطل ويحق الحق بكلماته) (الشورى ـ 24)

 

 4 ـ (المبدأ الرابع)

 السلامة من التحريف

 قال تعالى: (إنا نحن نزّلنا الذكر وانا له لحافظون) (الحجر ــ9).

 (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون اللّه إن كنتم صادقين) (هود ـ 13)

  

5 ـ (المبدأ الخامس)

 نزاهة حملته

 قال تبارك وتعالى:

 (وإنك لعلى خلق عظيم) (القلم ــ4).

 (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) (يوسف ــ23).

 (فلما تبين أنه عدو اللّه تبرأ منه إن ابراهيم لأوّاه حليم) (التوبة ــ411).

 (إن ابراهيم لحليم أوّاه منيب) (هود ــ57).

 (أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم) (النور ــ62).

 

 6 ـ المبدأ السادس

 الشمول للمكان والانسان والزمان:

 قال تعالى :(ولكل أمّة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون)(يونس ـ 47)

 (ولكل درجات مما عملوا وماربّك بغافل عمّا يعملون) (الأنعام ـ 132)

 (لكل أمّة جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنّك في الأمر وادعُ إلى ربّك أنّك لعلى هدى مستقيم) (الحج ـ68)

 (تبصرةً وذكرى لكل عبد منيب) (ق ـ 8)

 (ومن يتوكّل على اللّه فهو حسبه إنّ اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكلّ شيء قدراً)( الطلاق ـ 3).

 

7 ـ المبدأ السابع

 الوسيطة أو التوازن

 قال عز من قائل: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) (الحديد ــ52).

 (والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) (الرحمن ــ7ــ9).

 (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر ــ94).

 (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) (الملك ــ3).

 إن اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكل شيء قدراً) (الطلاق ــ3).

 (خلق كل شيء فقدّره تقديراً) (الفرقان ــ2).

 

 8 ـ المبدأ الثامن

 الواقعيّة

 ولها معان:

 (الأول) واقعيّة المصدريّة الالهيّة وربّانيّة التشريع.

 (الثاني) المطابقية بين أحكامه وتقنيناته وبين موضوعاتها .

 (الثالث) واقعيّة التجانس الفطري مع حجم وطبيعة وحدود تلك التشريعات الإلهية حيث نجد أنّ المفروض منهاعلى الإنسان كلّه مما يتفق مع حدود إمكانيات القدرة البشرية المخاطبة بها وأن القدرة متوفرة على الإمتثال بها عند تلقيها بالقبول والطاعة وبذل الجهد والطاقة من دون فرق بين الفعل والترك .

 

 9 ـ المبدأ التاسع

 الوضوح

 (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (النحل ــ98).

 (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) (النحل ــ44).

 (يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً) (النساء ــ471).

 (وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن اللّه يهدي من يريد) (الحج ــ61).

 (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة ــ581).

 (بل هو آيات بيِّنات في صدور الذين أوتوا العلم) (العنكبوت ــ94).

 (وتلك حدود اللّه يبيّنها لقوم يعلمون) (البقرة ــ032).

 (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبيّنات والزبر) (النحل ــ34).

  

10 ـ المبدأ العاشر

 الجمع بين الثبات والمرونة

 في أحكامه ومبادئه وقيمه ومُثُلِهِ قال عزّ وجلّ:

 (ما فرطنا في الكتاب من شيء) (الأنعام ــ83).

 (ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) (الأنعام ــ95).

 (أفغير اللّه أبتغى حكماً وهو الذي أنزل اليكم الكتاب مفصلاً) (الانعام ــ411).

 (ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم وهدى ورحمة) (الاعراف ــ25).

 (ولا أصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين) (يونس ــ16).

 (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصِّلت من لدن حكيم خبير) (هود ــ1).

 (ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمؤمنين) (النحل ــ98).

  

11 ـ (المبدأ الحادي عشر)

 البرهانيّــة والاقناعيّــة

 قال تعالى:

 (تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (الأنبياء ــ42).

 (ءاله مع اللّه قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (البقرة ــ111).

 (أم اتخذوا من دونه ألهة قل هاتوا برهانكم) (النمل ــ46).

 (ها أنتم حاججتم فيما لكم به علم فلِمَ تحاجّون فيما ليس لكم به علم)(آل عمران ــ66).

 (قل فأتوا بكتاب من عند اللّه هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين)(القصص ــ94).

  

12 ـ المبدأ الثاني عشر

 الرحمانية

 قال عز وجل:

 ( والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحىم)(البقرة ــ361).

 (ربنا وسعت كل شيء رحمةً وعلماً)(غافر ــ7).

 (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)(الأنبياء ــ701).

 ( محمّد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)(الفتح ــ92).

 (هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون)(الجاثية ــ02).

 (ما يفتح اللّه للناس من رحمة فلا ممسك لها)(فاطر ــ2).

 (ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإنّ اللّه بكم لرؤوف رحيم)(الحديد ــ9).

 (وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها إن اللّه لغفور رحيم)(النحل ــ81).

 ولهذا المبدأ معطيات نوجزها بما يلي:

 

 (المعطى الأول)

 إنحصاراللطف والرحمة في الرسالة الخاتمة

 (أفغير دين اللّه يبغون)(آل عمران ــ38).

 (إن  الدين عند اللّه الاسلام)(آل عمران ــ91).

 (ذلك الدين القيم ولكن   أكثر الناس لا يعلمون)(الروم ــ03).

 (فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من اللّه)(الروم ــ34).

 (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(التوبة ــ33).

 

 (المعطى الثاني)

 المبالغة في المسامحة والمراعاة

 ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم واللّه غفور حليم)(البقرة ـ225)

 ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون)(الشورى ـ 25)

  

(المعطى الثالث)

 إرساء معالم المحبّة والتوادد والتآلف والالتحام

 قال سبحانه وتعالى:

 (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً)(الحديد ــ72).

 (وتواصوا بالمرحمة)(البلد ــ71).

 (إن اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى)(النحل ــ09).

 (وأحسنوا إن اللّه يحب المحسنين)(البقرة ــ591).

  

13 ـ (المبدأ الثالث عشر)

 حتميّة التطبيق واقرار أسسه ومبادئه

 قال عزّ اسمه:

 (تعالوا إلى ما أنزل اللّه والى الرسول)(النساء ــ16).

 (آمنوا بما نزل على محمّد وهو الحق من ربّهم) (محمّد )ص) ــ2).

 (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى باللّه شهيداً)(الفتح ــ82).

 (ومن لم يحكم بما أنزل اللّه فأولئك هم الكافرون)(المائدة ــ44).

 (كان الناس أمة واحدة فبعث اللّه النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)(البقرة ــ312).

 (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم اللّه)(البقرة ــ951).

 (وهذا الكتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا)(الأنعام ــ551).

 (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور) (ابراهيم ــ1).

 

 14 ـ (المبدأ الرابع عشر)

 العزّة والسمو والرفعة

 قال تبارك وتعالى:

 (من كان يريد العزة فللّه العزّة جميعاً) (فاطر ــ01).

 (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) (آل عمران ــ931).

 (وللّه العزّة ولرسوله وللمؤمنين)(المنافقون ــ8).

 (وكلمة اللّه هي العليا()التوبة ــ04).

  

15 ـ (المبدأ الخامس عشر)

 قدسيّة العهود والمواثيق

 قال عز من قائل:

 (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه)(الأحزاب ــ32).

 ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد اللّه أوفوا)(الانعام ــ251).

 (وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتم)(النحل ــ19).

 (وأوفوا بالعهد إن العهد كان عنه مسؤلاً)(الإسراء ــ43).

 (بلى من أوفى بعهده واتقى فإنَّ اللّه يحب المتقين)(آل عمران ــ67).

 (فأتموا إليهم عهدهم إلى مدّتهم)(التوبة ــ4).

 

 16 ـ (المبدأ السادس عشر)

 المثـاليّــــة

 قال سبحانه وتعالى:

 (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه للّه وهو محسن)(النساء ــ521).

 (وإذا حييتم بتحيّة فحيوا بأحسن منها أو ردوها)(النساء ــ68).

 (بشِّر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)(الزمر ــ71ــ81).

 (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)(الإسراء ــ35).

 (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلابالتي هي أحسن)(العنكبوت ــ64).

 (اللّه نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني)(الزمر ــ32).

 ( واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم)(الزمر ــ55).

 (ومن أحسن قولاً ممن دعا الى اللّه وعمل صالحاً)(فصلت ــ33).

 (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً)(الملك ــ2).

  

17 ـ (المبدأ السابع عشر)

 التغييريّة

 ( إنّ اللّه لا يغيّر الله مابقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم)(الرعد ـ 12)

 (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخُل الإيمان في قلوبكم)(الحجرات ــ41).

 (كبر مقتاً عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون)(الصف ــ3).

 ( الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلّ لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث ويضع عنهم صرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)(الأعراف ـ 157)

 

18 ـ (المبدأ الثامن عشر)

 الخاتميّة 

قال عز اسمه:

 (ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين)(الأحزاب ــ04).

 (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدّقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه)(المائدة ــ84).

 وفكرة النبوّة الخاتمة لها مدلولان:

 (أحدهما) سلبي ينفي ظهور نبوّة أخرى بعدها (والآخر) ايجابي يؤكد استمراريّة النبوّة الخاتمة مع الزمن بكل ما يحمل من عوامل التطور والتجديد حتّى إنقضاء الحياة الدنيويّة.

  

19 ـ (المبدأ التاسع عشر)

 الأُمَمِيَّة

 قال عَزَّ اسمه:

 (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربّكم فاعبدون)(الأنبياء ــ29).

 (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند اللّه أتقاكم)(الحجرات ــ31).

  

20 ـ (المبدأ العشرون)

 العـالميّـــة

 قال عز من قائل:

 (إنه لتنزيل ربّ العالمين)(الشعراء ــ291).

 (إن هو إلا ذكر للعالمين)(التكوير ــ72).

 أي ذكر وبيان وانذار عالمي المبدأ والعرض والأهداف والأسس والرسالة والبعثة وقال تبارك وتعالى:

 (فقال إني رسول رب العالمين)(الزخرف ــ64).

 (قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين)(الأنعام 90).

 و ندرك من خلال هذا الإستعراض الموجز لمبادئ وحدة الأمّة الإسلامية ونهضتها من خلال آيات القرآن الكريم عظمة الرسالة النبوية الخاتمة التي تتمثل فيما ترتكز عليه من فهم معنوي إجتماعي للحياة واحساس خلقي بها والخط العريض في هذا النظام هو اعتبار الفرد المسلم والمجتمع معاً وتأمين الحياة الفردية والإجتماعيّة بشكل متوازن،وضمان السعادة الأخرويّة مضافاً للدنيويّة.

 نعم هذه هي مبادئ الوحي المنزل التي تكفل وحدة الأمّة ونهضتها وهذا هو طريق خلاص المسلمين بالإسلام العظيم على هدي القرآن الكريم في أخصر عبارة وأروعها فهو عقيدة معنوية روحية وخلقيّة سلوكية راقية ينبثق عنها نظام متكامل للإنسانية يرسم لها طريقها الواضح المحدد في صورتها الجماعية ومعالم حضارتها العلميّة ويضع لها هدفاً أعلى في ذلك الطريق هو رضا اللّه سبحانه و تعالى ويعرفها على مكاسبها الدنيوية والأخروية منه.

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ارسال نظر