الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني
الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني
بسم الله الرحمن الرحيم
هو الشيخ محمد واعظ زاده ابن المرحوم الشيخ مهدي الخراساني ابن ملا أحمد واعظ زاده الخراساني ابن الحاج محمد حسين واعظ المشهدي ابن محمد حسن المدرس وكان من مشاهير وعاظ ذلك العصر وقد عمّر اكثر من سبعين بذلها في الوعظ والإرشاد.
ولد المترجم في مدينة الامام الرضا ـ عليه السلام ـ في 23 / ذي القعدة / 1343 هـ في بيت ديني وروحاني وبعد تحصيله المرحلة الابتدائية في مدارس مشهد انتسب إلى الحوزة العلمية في مشهد المقدسة وبعد انتقال والده إلى مدينة النجف في عهد المرجع الديني الكبير السيد أبي الحسن الأصفهاني كان من المقربين له وكان يقوم بالخطابة في مسجد عمران وكان من المقربين عند السيد وكان المترجم يصحبه أحياناً. وعند إقامة المترجم في النجف حوالي ثلاث سنوات كان يواصل تحصيله الحوزوي وقد قرأ المقدمات ومقدار من المطول وشرح اللمعة على يد المرحوم الشيخ مرتضى الطالقاني والكفاية على يد المرجع الكبير السيد أبي الحسن الأصفهاني.
بعد تحصيله العلمي في النجف الأشرف عاد ليواصل دراسته في الحوزة العلميّة في مدينة مشهد المقدسة وبعدها انتقل إلى مدينة قم ليواصل دراسته أيضاً وبعد إنهائه الدراسات عاد مجددا إلى مدينة مشهد وكان خلال وجوده في مسقط رأسه يدرس في كلية الإلهيات لجامعة مشهد ويتقلد حاليا الأمانة العامة لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلاميّة(1).
له آثار مطبوعة وأخرى تحت الطبع منها:
1 ـ الفرق بين الحق والحكم في الفقه الإمامي.
2 ـ أسس التقريب وسبله.
3 ـ المراكز الحضارية في العراق ودورها التقريبي بين المذاهب الإسلاميّة.
4 ـ الحج في السنّة.
5 ـ نقد لمقال (الحديث عند الشيعة).
6 ـ رسالة الأمين العام الشيخ محمد واعظ زاده الخراساني إلى الشيخ ابن باز.
____________________________
1 ـ نقلنا هذه الترجمة عن مجلة الحوزة (الفارسية) العدد 41 سنة 1369 هـ ش.
تحت الطبع:
1 ـ رسالة الوحدة.
2 ـ صوت الوحدة.
3 ـ منزلة أهل البيت في الجوامع الإسلاميّة.
وغيرها من المقالات والآثار والمصاحبات التي ملأت المجلات وتصدرت الكتب والآثار العلمية.
له في مجالات التقريب كتابات ومقالات وبيانات نقتطف منها:
لقد عاش العلماء الاماممضة بسبب معاناة المسلمين الدامية من التفرقة والتشتت، والضعف والامتهان، والغلبة على أمرهم، وكذلك كانوا يشعرون بالأسى لفداحة الأخطار التي كانت تهدد الإسلام، لقد أدركوا تلك الحقيقة المرة المتمثلة بتفرق اتباع المذاهب الإسلاميّة مع وجود نقاط الالتقاء الكثيرة التي تجمعهم، مضافا إلى تمسكهم بأصول الإسلام مما ولد عندهم حالة من التشكيك والاستغراب تمخضت عن خصومة وتشاوم مؤسفين، وهذا بنفسه أشد حربة بيد أعداء الإسلام لإيجاد صدع عميق في كيان الأُمة الإسلاميّة، وتغذية الخصومات والنزاعات بين المسلمين، والتاريخ الإسلامي خير شاهد على ما نقول. حيث اشتغل حكام المسلمين، كذلك المستعمرون الأجانب في القرون الأخيرة بهذه الحربة القاطعة المسمومة مرارا لتحقيق مآربهم المشؤومة وسلاحهم الفتاك دوما وأبدا (فرق تسد).
كان المؤسسون لدار التقريب من العلماء المخلصين متحمسين للإصلاح و﴿ انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى. وربطنا على قلوبهم﴾ (الكهف 12 ـ 13) وبعد سنين طويلة من المناقشات وتبادل الآراء وتلاقح الأفكار اتخذوا موقفا حكيما نابعا من رؤية إسلامية نقية ومستندا إلى منهج منطقي منظم، حيث حذروا المسلمين من التفرقة البغيضة والنزاع العقيم الخطير.
كانت دار التقريب مقر النشاطات (جماعة التقريب بين المذاهب الإسلاميّة) بالقاهرة وضمت الجماعة علماء من الطراز الأول، ينتمون لمختلف المذاهب الإسلاميّة. وقام هؤلاء العلماء بتوطيد أواصر الاخوة فيما بينهم خلال سنين طويلة كما أدرك بعضهم البعض الآخر وتفاهموا فيما بينهم وتآلفوا على حب الله، فسادت الاخوة الإسلاميّة والثقة المتبادلة أجواءهم.
وان مجلة (رسالة الإسلام) هي المجلة المتحدثة باسم (جماعة التقريب) والناشرة لأفكارها وأفكار غيرها من الشخصيات الإسلاميّة حيث كانوا، يعبرون عن آرائهم بشكل صريح في إطار المبادي الإسلاميّة العامة، والقواسم المشتركة التي تجمعهم مع التزامهم بانتمائهم المذهبي وبينهم علماء من المذاهب الأربعة لأهل السنة ومذهب الشيعة الإمامية والزيدية. وكان كل منهم يطرح مذهبه كما هو مع رفض ما من شأنه التفرقة وسوء الظن، إذ يفرقون بين المباديء الإسلاميّة العامة المشتركة التي تلزم بها كل مسلم وبين المسائل المذهبية الخاصة لكل منهم. إن هذه المجلة مدرسة متنقلة، لم تضمر إلاّ الخير والنصيحة للمسلمين ومنبر إعلامي راسخ للمصلحين من أبناء العالم الإسلامي، لذلك سرعان ما اصبح لها موضع قدم في كافة أرجاء الأقطار الإسلاميّة، ونالت ثقة علماء المذاهب وأصبحت محط أنظار المفكرين الإسلاميين فكانوا يتحفونها وينقدوها بكل نزاهة وتحمس، وكانت تطرح فيها جميع هذه الآراء والأفكار والتساؤلات مع أجوبتها المناسبة، ولأول مرة وبعد قرون من الغربة والجفاء، كان علماء المذاهب الإسلاميّة يعبرون عن آرائهم وأفكارهم جنبا إلى جنب على صفحات تلك المجلة الغرّاء.