معرض ألماني للتفرقة بين الإسلام والإرهاب

معرض ألماني للتفرقة بين الإسلام والإرهاب

تحت عنوان "الدين المُساء استخدامه.. الإسلاميون في ألمانيا"، انطلق بالعاصمة الألمانية معرض متنقل يهدف إلى التفرقة بين الإسلام كدين يدعو إلى التسامح ونبذ العنف وبين الإرهاب والجماعات الداعمة له.
غير أن مراقبين رأوا أن بعض المعلومات المطروحة في المعرض، الذي ترعاه السلطات الألمانية، ذات طابع غربي في رؤيتها لقضايا متعلقة "بالإرهاب"، خصوصا بالنسبة للمنظمات المدافعة عن الاستقلال كحزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وأفاد مراسل شبكة "إسلام أون لاين" اليوم الخميس بأن المعرض بدأ فعالياته في وقت متأخر من مساء الثلاثاء 25-4-2006 برعاية "هيئة حماية الدستور" التابعة لوزارة الداخلية، والمكلفة بتجميع المعلومات عن الأنشطة الإرهابية والمتطرفة داخل ألمانيا وتحليلها وتقديمها للجهات الأمنية المعنية.
وفي موقعها على الإنترنت، لخصت الهيئة أهداف المعرض في: توضيح الفرق الشاسع بين الإسلام كدين وجهات تتبنى نشره عن طريق استخدام العنف وترويع الآمنين، وكذلك شرح المخاطر المحتملة التي يمكن التعرض لها من قبل مَن وصفتهم "بالمتطرفين الإسلاميين"، إضافة إلى عرض دور الهيئة في مجال العمل العام داخل ألمانيا.
وأوضح القائمون على المعرض أنه سيتنقل بين الولايات المختلفة، ويتركز داخل الجامعات والمنشآت الثقافية والبرلمانات المحلية ومقار البلديات.
وأوضحوا أنه يستهدف المسلمين وغير المسلمين المعنيين بالشئون السياسية، وخاصة الطلبة بالجامعات والمدارس.
"تهديد"!
هاينز فروم رئيس هيئة حماية الدستور
من جهته يقول هاينز فروم رئيس "هيئة حماية الدستور": إن "التيار الإسلامي لا يهدد فقط الحرية الديمقراطية ومبادئها، بل يهدد أيضا معتنقي الدين الإسلامي من المسالمين والمتسامحين".
ويوضح قائلا: "فمنذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة اتسعت رقعة الإرهاب بصورة كبيرة، وأصبح يشكل خطرًا واضحًا حتى وصل إلى غرب أوربا مع تفجيرات مدريد في مارس 2004، وتفجيرات لندن في يوليو 2005".
ويشير فروم إلى أن الأعمال الإرهابية التي تنفذ تحت ستار الإسلام لا ينبغي أن تسد الطريق أمام إدراك حقيقة أن "الغالبية العظمى من المسلمين في ألمانيا مسالمون ويحترمون القانون، ويوضحون في كل مناسبة أن الإسلام دين يرفض العنف والإرهاب".
6 أجنحة
وينقسم المعرض إلى ستة أجنحة، أولها يحمل عنوان "الإسلام.. أحد الديانات الكبرى". وتعرض بهذا الجناح أسس العقيدة الإسلامية، ومناطق انتشار الإسلام في العالم، إضافة إلى معلومات عن طبيعة حياة الأقلية المسلمة في ألمانيا التي يبلغ تعدادها نحو 3.2 ملايين مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 82 مليون نسمة.
وتؤكد المادة المستخدمة في هذا الجناح على أن 99% من المسلمين في ألمانيا يمارسون دينهم في سلام، ويحترمون مبادئ القانون الأساسي.
أما الجناح الثاني فيحمل عنوان "الإسلاميون الشرعيون.. بوجهين" ويتعرض لمنظمات تندرج تحت بند "التيار الإسلامي الشرعي"، موضحا أن بعض الإسلاميين في ألمانيا يمارسون أنشطة عبر مؤسسات وهيئات يتم تأسيسها بطرق شرعية.
ويعرض الجناح صورا لقادة الفكر الإسلامي في العالم العربي مثل: حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والمفكر سيد قطب.

"التيار الإسلامي"
كما خصص القائمون على المعرض ثلاثة أجنحة تتناول ظواهر يتم ربطها -بطريقة أو بأخرى- بالإسلام مثل: التطرف، والعنف، والجماعات المسلحة.
وأول هذه الأجنحة يحمل عنوان "الإسلاموية.. تيار فكري متطرف"، ويعني بشرح مصطلح "الإسلاموية" أو "الإسلام المؤدلج" الذي على أساسه ينطلق نشاط هيئة حماية الدستور، وكذلك يعرض لأصل وأسباب نشوء "التيار الإسلامي" ومناقضته "للديمقراطية". كما يعني الجناح بالفصل بين الدين الإسلامي وبين الفكر المتطرف لمن سماهم "الإسلاميين".
أما "الإسلاميون الذين يميلون للعنف.. كفاح من أجل تطبيق نظام الحكم الإسلامي" فهو عنوان الجناح الرابع الذي يعرض معلومات عن أهداف وأنشطة من وصفوا بـ"المفضلين لاستخدام العنف من المنظمات الإسلامية"، إلى جانب تقديم خلفيات عن تأسيس عدد من هذه المنظمات، مشيرا إلى أن الهدف منها تحقيق طموحات سياسية؛ خاصة تأسيس دولة الخلافة الإسلامية.
وجاء في هذا الجناح أن منظمات، مثل حماس في فلسطين، وحزب الله الشيعي في لبنان، هي منظمات إرهابية، وهو ما قال مراقبون: إنه يأتي في إطار النظرة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة وأوروبا لتلك المنظمات برفض الاعتراف بحقها المشروع في الدفاع عن النفس.
ويحمل الجناح الخامس عنوان "شبكات المجاهدين.. تركيبة الإرهاب"، وهو مخصص لإلقاء اللوم على "شبكة المجاهدين" في العمليات الإرهابية بجميع أنحاء العالم، وكذلك إيضاح مدى الخطر الذي يشكله "المجاهدون" في ألمانيا على أمن البلاد.
وأخيرا يأتي جناح "هيئة حماية الدستور.. من أجل الحرية"، وهو الجناح المخصص لعرض أنشطة (هيئة حماية الدستور) وهيكلها.
وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر شددت ألمانيا من إجراءاتها في مواجهة من سمتهم "الناشطين الإسلاميين" بعد القول بأن 3 ممن شاركوا في الهجمات أقاموا في مدينة هامبورج الألمانية، وترددوا على أحد مساجدها.
كما صعدت السلطات الألمانية من تشديدها الأمني ضد الأقلية المسلمة عقب تفجيرات لندن في يوليو الماضي، حيث أخضعت مقار منازل العديد من "الإسلاميين" في جميع الولايات الألمانية لرقابة مشددة من أجهزة الأمن، وخاصة من تصفهم "بالخطرين على الأمن".