متكي في ملتقى " الوحدة و الحضارة الاسلامية المعاصرة " : الحضارات تولد في مواطن الاديان عموماً

متكي في ملتقى " الوحدة و الحضارة الاسلامية المعاصرة " : الحضارات تولد في مواطن الاديان عموماً
متكي في ملتقى " الوحدة و الحضارة الاسلامية المعاصرة " : الحضارات تولد في مواطن الاديان عموماً

في كلمة له بالملتقى الذي عقد بجامعة ( همدرد ) بمدينة دلهي الهندية تحت عنوان " الوحدة و الحضارة الاسلامية المعاصرة " ، أكد مساعد الشؤون الدولية في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن الحضارات كانت تعبّر على الدوام عن ثقافات المجتمعات البشرية ، ذلك أن الثقافات عبارة عن مزيج من المعتقدات و التصورات و العادات و التقاليد و السلوك الاجتماعي للافراد .

و اشار منوجهر متكي الى أن التعرف على المحتوى والمضمون و المظاهر الحضارية ممكناً عن طريقين ، موضحاً : الاول - مطالعة الآثار المكتوبة التي تركها ابناء تلك الحضارة ، حيث تعرفنا على المباني الفكرية و المبادىء الاعتقادية التي كان يؤمن بها المجتمع الذي صنع الحضارة . و الثاني-  مشاهدة و دراسة الآثار و المظاهر الخارجية لهذه الحضارة في مجال الفن و الآداب و العمارة و تشييد المدن ، و سن القوانيين الكفيلة بادارة المجتمع ، و العادات و التقاليد السائد في الحياة العام ،و نظام التعليم المعمول به ، و طبيعة النظرة و كيفية التعامل مع الطبيعة ، اضافة الى السلوكيات الشخصية و الاجتماعية لأفراد المجتمع و تعاملهم مع بعضهم البعض .

و أضاف : فمن خلال الطريق الاول نستطيع أن نتعرف على المنظومة الفكرية و المعالم الثقافية لهذه الحضارة . و نتعرف عن الطريق الآخر على البنية الاجتماعية و منطلقات البناء و الاعمار و المظاهر الخارجية و معالم تلك الحضارة .

و أوضح مساعد الشؤون الدولية في مجمع التقريب : ثمة أمر هام بالنسبة لنشوء الحضارات و هو أن البناء الحضاري في كل منطقة  و مجتمع ذات صلة مباشرة من جهة بالروح المهيمنة على الماهية الفكرية و العقائدية و الآفاق التفاهمية الحوارية النابعة عن الافكار و التصورات ، و من جهة أخرى بأذواق و مواهب و ابداع ابناء تلك الارض في تجسيد هواجسهم الثقافية و الفنية في مختلف المجالات .
 
و استطرد منوجهر متكي بالقول : الأمر الآخر هو أن الحضارات ولدت عموماً في مواطن الاديان . و بعبارة أخرى أن الاديان الكبرى كانت وراء نشوء الحضارات . فمن خلال نظرة سريعة الى الاديان القديمة في الهند و الصين و شرق آسيا ، فضلاً عن الاديان الابراهيمية في غرب آسيا ، ندرك جيداً أن الاديان ولدت عموماً في آسيا و بدأت رسالتها من هناك ، و بالتالي ولدت ابرز الحضارات الكبرى في هذه القارة العتيدة .

و تابع متكي : لدى مطالعة تعاليم الاديان و المذاهب نجد نوعاً من التناغم و الانسجام فيما بينها، و لعلّ في طليعة الموضوعات التي تشير اليها كافة الاديان ، لفت الانظار الى القوة الاولى الحاكمة في الوجود ألا و هو خالق الكون و الانسان . كما أن اماكن العبادة سواء المعابد و المساجد و الكنائس ، في كل بقعة من بقاع العالم ، تعد من أجمل الابنية التاريخية و اضخمها و اكثرها كلفة .

و مضى يقول : الأمر الآخر الذي اهتمت الاديان هو ، اتباع الانبياء و المرسلين في الحياة الفردية و الاجتماعية و التعامل و التواصل بين الافراد و المجتمعات . كذلك لفتت تعاليم الاديان الى ان هذا العالم لا يمثل نهاية كل شيئ ، و إنما ثمة عالم آخر يتولى مهمة تقييم ما صدر عنا به في هذه الدنيا . 

و لفت مساعد الشؤون الدولية في مجمع التقريب ، الى ان كافة الاديان في قارة آسيا العتيدة تشترك بايمانها  بثلاثة مبادىء هامة هي ، الايمان بالله ، و الايمان بالقادة الدينيين ، و الايمان بالدار الآخرة ، موضحاً : أن هذه البنى الاساسية الهادية المشتركة بين الاديان في آسيا ، ادّت الى ايجاد تشابه حقيقي في السلوكيات الثقافية و المعالم الحضارية لدى الشعوب الآسيوية . و بطبيعة الحال لابد من النظر الى المشتركات الثقافية هذه بمعزل عن تباين مواقف الحكومات و سياساتها ، ذلك ان الظلم و غياب العدالة و الفساد و حب السلطة ، دفع بعض الحكام للخروج عن دائرة هداية الاديان .

و أكد متكي : فيما عدا اليونان و روما القديمة ، لم تكن هناك حضارة في الغرب. لم يضطلع  الغرب بأي دور في البناء الحضاري .

و خلص مساعد الشؤون الدولية في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : في ظلال الوحدة تولد الحضارة ، و في خضم الاختلاف و التشرذم تتداعى الحضارات و تضمحل .