رسام كاريكاتير يهودي امريكي يصف نفسه بأنه جبان حقيقي لانه لم يؤيد نشر الرسوم الدنمركية
أعادت مجلة أمريكية نشر الرسوم الدنمركية التي أثارت جدلا كبيرا لاعتبارها مسيئة للنبي محمد وعلق عليها رسام الكاريكاتير الشهير ارت سبيجلمان الذي اقترح "مقياس الفتوى بالقنابل" لتصنيف درجة الاساءة.
ونشرت مجلة هاربر مقال سبيجلمان في عدد يونيو حزيران الذي ظهر في الاسواق يوم الثلاثاء لتنضم المجلة لعدد محدود من المطبوعات الامريكية التي أعادت نشر الرسوم التي اثارت احتجاجات قتل فيها 50 شخصا.
وكانت صحيفة يولاندس بوستن الدنمركية قد نشرت 12 رسما العام الماضي. واعادت صحف اخرى في أرجاء مختلفة من العالم وبخاصة في أوروبا نشرها بعد ذلك.
وأدان عدد من رجال الدين المسلمين الرسوم ودعت أقلية صغيرة الى ردود عنيفة.
وترتبط كلمة "فتوى" في أذهان البعض في الغرب باهدار الدم منذ أن أفتى آية الله روح الله الخميني مرشد الثورة الايرانية الراحل باهدار دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي عام 1989.
وفي المقال الذي حمل عنوان "رسم الدم.. رسوم غاضبة وفن الغضب" قال سبيجلمان وهو كاتب ساخر معروف اشتهر برسومه في صحيفة نيويوركر انه يجب رؤية الرسوم حتى يمكن فهمها.
وكتب في مقاله يقول "باعتباري رسام كاريكاتير علماني يهودي أعيش في نيويورك أبدأ باربع ضربات لنفسي لكنني حقيقة لا أريد أن يعلن أي مسلم غاضب الحرب علي." ووصف نفسه بأنه "جبان حقيقي".
وابلغ سبيجلمان رويترز في حديث هاتفي "لا اهدف الى تأجيج النيران... أعتقد أن النبرة كانت لرسام علماني حكيم وليست لمعلم (ديني) لكنني أردت أن أظهر... ما لا يمكن وصفه." وأضاف أنه دهش من أن اغلب اصدقائه لم يكونوا قد رأوا الرسوم.
وأشار سبيجلمان الى أن الرسوم "تبدو عادية وغير مسيئة" لعين علماني مما يكشف عن هوة في التفاهم.
وتابع "في عيني كعلماني ما يبدو لي كاهانة حقيقية هو أشياء مثل ما حدث في سجن أبوغريب" مشيرا الى ايذاء جنود أمريكيين لسجناء في سجن بالعراق.
وفي المقال يحلل سبيجلمان كل واحد من الرسوم وعددها 12 رسما من حيث الميزات الفنية ودرجة الاساءة باستخدام نظام تصنيف يعد من قنبلة واحدة الى اربع قنابل في "مقياس الفتوى بالقنابل".
وحصل رسم يصور النبي محمد مرتديا عمامة على شكل قنبلة والذي اعتبر الاكثر اساءة على درجة ثلاث قنابل على مقياس سبيجلمان الذي وصفه بأنه تعبير "مكرر" عن فكرة.
ومنح أعلى درجة اساءة على مقياسه وهي درجة أربع قنابل لرسم يصور خمسة أغطية رؤوس لنساء في خط مكون من رموز اسلامية مثل الهلال.
وقال انه ليس به "صورة تستحق" وفيما يتعلق بحرفية الرسم "ربما يستحق فتوى".
وأبلغ رويترز "لا أفهم حقيقة ما الذي يقوله الرسم سوى .. نحن لا نحب المسلمين.."
وانتقد المقال جميع أطراف الجدل الذي ثار على الرسوم.
فكتب سبيجلمان يقول "يولاندس بوستن.. وهي صحيفة لها تاريخ من الانحياز المناهض للمهاجرين.. بدت مراوغة بعض الشيء عندما التفت بعباءة حرية التعبير لتدعو رسامي الكاريكاتير لالقاء الشطائر في وجه محمد." وأضاف أن العديد من الصحف أعادت نشر الرسوم لتعزيز "انحيازاتها ضد المهاجرين والاسلام."
لكنه انتقد المطبوعات الامريكية لعدم نشرها الرسوم انطلاقا مما أسماه "الامانة السياسية التي تفوح منها رائحة النفاق والخوف."
وقال مشيرا الى رسامين سجنوا في الماضي "انا أؤمن فعلا بالحق في الاهانة."