مؤتمر الوحدة الاسلامية - القدس محور وحدةالأمة - طهران
د. الهندي: المعركة معركة الأمة وليس معركة الفلسطينيين، ونحن كمقاومة في الخندق الأول
وأوضح د. الهندي خلال مؤتمر الوحدة الاسلامية - القدس محور وحدة الأمة الذي أقيم في طهران أن فلسطين تتعرض لأخطر مخطط لتصفيتها، والذي اتضحت معالمه من خلال تصفية القدس، وملف اللاجئين، والأرض في الضفة والقدس المحتلة، مشدداً على أن المرحلة الصعبة التي تعيشها القضية الفلسطينية تحتاج إلى إجراءات عملية أكثر من حاجاتها إلى شعارات.
وأشار د. الهندي إلى أن صفقة القرن باتت تطبق على الأرض وليس بحاجة إلى إعلان من قبل الإدارة الامريكية، لافتاً إلى أنَّ الصفقة تنفذ من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، إضافة لتصفية قضية وملف اللاجئين في الشتات في كلٍ من سوريا والأردن ولبنان، إذ أنَّ ملف اللجوء في الأردن تعرض للإذابة من خلال تفكيك التجمع الكبير للاجئين من خلال التجنيس، وفي سوريا تم تدمير مخيم اليرموك الذي يمثل رمزاً للجوء في الشتات، وفي لبنان يواجه اللاجئون تضييق كبير الأمر الذي يمهد لتفكيك هذه التجمعات الفلسطينية القريبة من فلسطين، والتي كانت تشكل عامل خطر وقلق للاحتلال الإسرائيلي.
أما على صعيد تهويد ومصادرة الأراضي، أشار الهندي إلى أنَّ الإسرائيليين صادروا ما نسبته 60% من أراضي الضفة المحتلة منذ المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية التي قادها فريق أوسلو، إضافة لتسارع وتيرة تهويد مدينة القدس المحتلة، لافتاً إلى أنَّ المقاومة قادرة على التصدي للمخططات التصفوية.
وأوضح أنَّ مهمة المقاومة وشعبنا الفلسطيني هي الإبقاء على حالة الاشتباك مستمر مع العدو الإسرائيلي، في كل الأحوال وعلى مدار الوقت، قائلاً "على الرغم من إمكانيات المقاومة المحدودة والمتواضعة مقارنة بالترسانة العسكرية الإسرائيلية، إلا أننا مطمئنون للإرادة التي يتحلى بها أبناء الشعب الفلسطيني، إضافة إلى انتماء هذا الشعب إلى أمة عريقة وممتدة وقادرة على تغيير الواقع".
وقال: مستمرون في أداء واجبنا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، سواء وقف معنا الآخرين أو تآمروا علينا سنستمر في هذه الطريق وعلى هذا النهج، مضيفاً "نحن لا ندفع عن أرضنا فقط ومستقبل أبنائنا بل ندافع عن عقيدتنا ومقدسات الأمة في فلسطين والمسلمين جميعاً".
وعن جولة القتال الأخيرة مع الاحتلال، أشار إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي توهم أنه قادر على استعادة الردع تجاه الشعب الفلسطيني، لكن المقاومة وصمود شعبنا قلب المعادلة لتردع غزة إسرائيل من خلال قصف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وذكر الهندي أن إسرائيل أيقنت أنها ليس باستطاعتها إخضاع قطاع غزة بأي طريقة لا بالحصار ولا من خلال الهجمات العسكرية العدوانية، قائلاً "إسرائيل باتت تحسب لغزة ألف حساب لغزة، ويئست من محاولة إخضاعها وكلنا ثقة في نصر الله وتحقيق وعد الله بإساءة وجوه بني إسرائيل، ويئس إسرائيل من اخضاع قطاع غزة يجعلنا نعيش في ظلال قوله تعالى (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ).
في السياق، أشار إلى أن الأطماع الإسرائيلية لا تقتصر على فلسطين وإنما تريد إخضاع الشرق الإسلامي كله تحت سيطرته، قائلاً "خطر إسرائيل يمتد الى الأقطار الإسلامية جمعياً، لذلك نقول إن المعركة معركة الأمة وليس معركة الفلسطينيين، ونحن كمقاومة في الخندق الأول سنستمر في الدفاع عن الامة والعقيدة".
وتوجه الهندي بالشكر والتحية للجمهورية الإسلامية لدعمها المتواصل للمقاومة في فلسطين.