خطباء الجمعة في لبنان: سنبقى مع كل شعبٍ مظلوم يُطالب بالعدالة والحرية
الشيخ عبد الامير قبلان
طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة , رجال الدين بـ"لعب دور انقاذي في وأد الفتن وإعادة وصل ما انقطع بين المذاهب والقوى الاسلامية، ولا سيما ان ما نشهده في اكثر من منطقة عربية من قتل واحتقان طائفي ينذر بعواقب وخيمة مما يستدعي ان تتداعى المرجعيات الدينية الى عقد لقاءات تشاورية لاخماد الفتن المذهبية التي يراد اشعالها في مناطق جديدة تمتلك الارضية الخصبة لاستقطاب التطرف".
ورأى الشيخ قبلان أنه "في الاجراءات القمعية للسلطات البحرينية مشروع فتنة جديدة يراد من خلالها ادخال البحرين في نفق مظلم من الاضطرابات والمشاكل، متسائلا عن الجدوى من سحب جنسية الشيخ عيسى القاسم , لافتا الى أن هذا العمل المدان شرعا وعقلا يشكل انتهاكا لحرمة عالم دين فضلا عن الاساءة الى مرجعية دينية لها مكانتها ودورها الفاعل".
ودعا الشيخ قبلان حكومة البحرين "للتراجع الفوري عن قرارها الجائر والعودة الى الحوار مع المعارضة البحرينية التي اثبتت انها تتمتع بمستوى عال من الحكمة والوعي والبصيرة والحرص على سيادة استقرار البحرين"، مؤكداً أن "الارهاب بشقيه التكفيري والصهيوني عدو للانسانية جمعاء اذ لا يفرق في اجرامه بين مذهب وعرق وطائفة ومنطقة، لان هؤلاء المجرمين اتخذوا من القتل وسيلة لاخضاع الناس واذلالها.
وطالب الشيخ قبلان العرب والمسلمين ان يستشعروا الخطر الداهم لكل قطر ودولة، فيتواصلوا ويتشاوروا ليشكلوا جبهة متراصة في مواجهة الارهاب التكفيري الذي لا يستثني اي بلد من شره، مؤكدا على ضرورة إعادة الحوار السعودي - الايراني تمهيدا لحل الازمات في منطقتنا العربية من خلال انتاج حلول سياسية توقف نزيف الدم وتعيد الامن والاستقرار الى سوريا والعراق واليمن وليبيا بما يجعل بلادنا حصناً منيعا بوجه الوصايات ويجنب امتنا المزيد من الشهداء والجرحى.
وتابع كما استطعنا في لبنان الحد من الخطر التكفيري بعد ان احبطنا مؤامرات وعدوان اسرائيلي ضد لبنان , منوها الى جهود الجيش والشعب والمقاومة وسهرهم على حفظ الامن والتعاون في ما بينهم لاحباط كل عمل عدواني , ومطالبا الجيوش العربية ان تعمق تعاونها وتعزز التنسيق في ما بينها وخاصة الجيشين السوري واللبناني لحماية البلدين والشعبين الشقيقين".
الشيخ عفيف النابلسي
أكد الشيخ عفيف النابلسي في خطبة الجمعة التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء (ع) في صيدا , أنه "لا يمكن الاستمرار بهذا المسلسل المتواصل من العنف الذي تمارسه حكومة آل خليفة في البحرين فحملات قمعية ضد الشعب، اعتقلات تعسفية، سحب الجنسيات عن رموز أصيلة في البلاد، تجميد عمل جمعيات معارِضة كجمعية الوفاق وصولاً إلى الخطوة الأكثر بلاهة واستفزازاً وجنوناً والمتمثلة بإسقاط الجنسية عن سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم".
وأشار سماحته إلى أن "هذا التصرف الأرعن لا يمكن السكوت عنه والذي يتضح من خلال العديد من المؤشرات أن وراءه السعودية التي تدفع إلى جرّ المنطقة إلى مزيد من التوتر إذا لم تكتفِ بإشعال نيران الفتنة في سوريا والعراق ولم تكتفِ بحرب شعواء مدمرة على الشعب اليمني بل واصلت تغذية الإجراءات الظالمة بحق الشعب البحريني وتحويل المطالب الوطنية إلى أزمة طائفية ".
وسأل الشيخ النابلسي "لماذا يلجأ الحكام في البلاد العربية وخصوصاً في الخليج إلى وصم كل مطلب اجتماعي أو سياسي بالمطلب الطائفي؟ لماذا كل من يرفع لواء المعارضة يتحول إلى عميل فيزج بالسجون أو يُنفى إلى خارج البلاد؟"، مؤكداً أن "التدابير القمعية في البحرين تجاوزت الخطوط الحمراء حتى بدأت بعض الصحف الغربية تطالب حكوماتها باتخاذ خطوات عقابية ضد مملكة آل خليفة ".
وأعرب الشيخ النابلسي عن أسفه "من هذا الصمت المدوي في العالم العربي والإسلامي الذي بات فيه مناصرة شعب البحرين المظلوم شبهة وتهمة"، مؤكداً أننا " سنبقى نناصر الشعب البحريني ولو قيل أكثر مما يقال اليوم وسنبقى نناصر الشعب الفلسطيني الذي يُراد أن ننأى بأنفسنا عنه وسنبقى مع كل شعبٍ مظلوم يُطالب بالعدالة والحرية".
وأشار إلى أن "الأعداء يريدون إيصالنا إلى مرحلة لا يبقى فيها مسلم ينصر مسلماً ، ولا تبقى قضايا المسلمين قضايا مترابطة عندها تسقط الأمة في وحول المذهبيات والطائفيات والقوميات والحساسيات والكراهية المتبادلة".
السيد علي فضل الله
استنكر سماحة العلامة السيد علي فضل الله في خطبتي صلاة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإماميين الحسنين (ع) في حارة حريك نزع الجنسية عن سماحة الشيخ عيسى قاسم، , معتبرا أنه لا أذى أو خطر يوازي نزع أحد أبعاد الإنسانية عن الإنسان، والعمل على التشكيك في وطنيّته، التي هي جزء من وجوده، والتي عاشها في كل تاريخه وحاضره.
ودعا السيد فضل الله إلى إعادة النظر في هذا القرار، حرصاً على هذا البلد الّذي نريده أن يبقى في الإطار الذي يعزّز التعايش والتلاقي بين أبنائه، رغم اختلاف مذاهبهم وطوائفهم, لافتا الى أنّ السّبيل لتحقيق استقرار الشعوب والبلدان، لا يكون بالعنف أو بشعور طائفة أو دين أو مذهب أو قومية بالغبن، بل بالحوار الّذي يؤدّي إلى بناء الوطن الّذي يُشعر الجميع بالرضا والاطمئنان.
وأضاف سماحته إننا نريد لكلِّ من هم في مواقع المسؤوليّة، أن ينتبهوا إلى الآثار والنتائج المدمّرة التي يولدها الشعور بالظلم على أكثر من صعيد, فالمسؤول الواعي والحاكم المسؤول هو الّذي لا يلدغ من جحر وقع فيه الآخرون، بل يستفيد منه لكي يجنّب نفسه أو شعبه ما لدغ فيه غيره.
كما هنأ السيد فضل الله العراقيين على بسط الدولة سلطتها على مناطق جديدة، كما حدث في الفلوجة، وإخراج أهلها من تحت سلطة الإرهاب، الّذي كان وسيبقى مشكلة للعراقيين جميعاً إن لم تستأصل جذوره .
المفتي الشيخ أحمد قبلان
أشار المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة , إلى أن "الثقة قد انعدمت، والأمل بات ضعيفاً بكل الحوارات والمبادرات وبكل الجلسات الحكومية وغير الحكومية التي لا طائل منها ولا جدوى طالما أن رأس الدولة غير موجود وباقي المؤسسات أسماء على غير مسمى، وحده الفشل هو المتحكم، والطاغي على كل مفاصل العملية السياسية، والمعطل لأي مفتاح يمكن أن يشكل منفذاً يخرجنا من كل هذه الأوزار التي تكاد تخنقنا وتخنق الوطن بكامله "، محذرا من "الواقع الذي بلغ مبلغاً غير مسبوق، وينذر بكوارث على المستويات كافة.
وتابع لا يجوز أبداً بعد الذي نحن فيه أن نبقي أمننا واستقرارنا وسلمنا الأهلي خاضعاً لتسويات إقليمية ودولية، لأن ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا لا يؤشر إلى أن الحلول في المنطقة باتت قريبة، وأن عملية القضاء على الإرهاب أصبحت وشيكة"، مؤكداً أن "الحل في لبنان لن يكون إلا لبنانياً وفي لبنان".
ودان المفتي قبلان "ما أقدمت عليه سلطات البحرين من تعدٍّ فاضح وغير أخلاقي بحق الشيخ عيسى قاسم وتجريده من جنسيته بتهمة مناداته بالديمقراطية ومطالبته بالعدالة الاجتماعية"، مؤكداً "وقوفنا إلى جانب هذا الرمز الوطني والديني".
ودعا المفتي قبلان السلطة في البحرين إلى "التراجع عن قراراتها التعسفية والانتقامية، لأن الأوطان تبنى بالعدل وليس بالظلم والتجنّي، تبنى بالتراحم والمساواة وليس بالضغينة والأحقاد، تبنى بالحوار وليس بالقطيعة والمحاصرة".
الشيخ صهيب حبلي
دعا الشيخ صهيب حبلي الأمة الإسلامية الى وقفة جادة لردع آل خليفة عن الحماقات التي يرتكبوها ضد أبناء البحرين الشرفاء المخلصين، وآخرها إسقاط الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم , وهو قامة وطنية مشهود لها بتاريخها الوطني الناصع، ممن وقف في وجه الظلم والإستبداد وساهموا بوضع دستور البلاد بعد الإستقلال.
وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة حذر الشيخ حبلي من تبعات هذه الخطوة الإستفزازية والتي تأتي في إطار سياسة التضييق وإلغاء الآخر، الذي ينتهجها هذا النظام الجائر بدعم من سلطات آل سعود، التي تريد جر البحرين الى حمام من الدم وذلك لصرف الأنظار عن هزائمها في اليمن وسوريا والعراق حيث تقوم بدعم جماعات الإرهاب.
من جهة ثانية, لفت الشيخ حبلي في ذكرى فتح مكة أن ما يقوم به آل سعود لجهة منع الحجاج من زيارة بيت الله الحرام وآداء فريضة الحج، تتجاوز ما إرتكبه كفار قريش عندما منعوا النبي (ص) من دخول مكة المكرمة فهؤلاء عادوا عن خطوتهم من خلال إتفاق الحديبية، بينما كفار آل سعود لم يعودوا عن قراراتهم.