حسين رويوران : 99% من عمليات تحرير الموصل كان على عاتق القوات العراقية المشتركة
اكد الخبير في شؤون الشرق الاوسط الدكتور حسين رويوران ، انه 99% من المشاركين في عمليات تحرير نينوى كانوا منم القوات العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة والايزديين والمسيحيين .
وفي حواره مع وكالة انباء التقريب "تنا" اشار الى الاعتقاد السائد لدى الامريكان قبل البدء بعمليات التحرير هم ان الامريكيين كانوا يصرحون دائما بان الحرب ضد داعش ستطول بين خمس الى عشر سنوات بسبب ضعف القوات العراقية من الجيش والقوات الشعبية المتمثلة بالحشد الشعبي حسب زعمهم .
و اوضح رويوران انه 99% من المشاركين في معارك تحرير نينوى هم من القوات العراقية المشتركة وهذا يعني ان مشاركة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة كانت محدودة وضعيفة جدا ببعض الطلعات الجوية ولا تقارن بعمليات القوات العراقية .
واضاف قائلا ان تواجد داعش على الارض العراقية اعطى ذريعة لبعض القوات الاقليمية كالتركية للتغلغل في الاراضي العراقية بحجة محاربة الارهاب ولكن دون ان تقوم باي عملية ضد داعش ، مشيرا الى الدور المحدود جدا لسائر القوات الاجنبية في تحرير الموصل .
وتابع ان الدور الرئيسي في تحرير اطراف الموصل خصص لقوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي بينما حرب الاستنزاف وتحرير داخل مدينة الموصل كان للشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب بينما الجيش لم يتدخل مباشرة بامر من حيدر العبادي واكتفى بالضربات الجوية .
وفي هذا السياق اشار الى دور المستشارين العسكريين الايرانيين في مجال تدريب وتسليح قوات الحشد الشعبي كدور رئيسي ومصيري ولولاه لما استطاع الحشد بان يقوم بدور مهم في تحرير الموصل والقرى المحيطة به في الجانب الغربي للمدينة .
وعن مشاركة سائر القوميات والمذاهب الاخرى اشار الى المشاركة الواسعة والفعالة لاهل السنة وكذلك المسيحيين والايزديين وتحويل المناطق المسيحية للمسيحيين والمناطق الايزدية للايزديين بعد تحريرها من دنس تنظيم داعش الارهابي .
وفي هذا المجال اشار الى انضمام هذه القوات فيما بعد بالمؤسسة العسكرية الحكومية .
وعلى هذا الصعيد اشار الى التحدي الذي واجه عمليات التحرير من قبل الاكراد بسبب اعلامهم بتمسكهم بالارض التي يحررونها ، حسب ما جاء على لسان مسعود البارزاني ، خلافا للتوافق الذي حصل بين البيشمركة والحكومة المركزية وتراجعهم عن قرارهم على اثر الضغوط السياسية وارجاع تسويته الى حوار الاكراد مع الحكومة المركزية ، مشيرا الى تحرير مدينتي "سنجار" و "بعشيقة" على يد القوات الكردية .
وعن سبب اطالة هذه عمليات التحريب اوضح خبير شؤون الشرق الاوسط ان احد الاسباب يرجع الى محاولة عرقلة هذه العمليات من قبل الولايات المتحدة التي كانت تصرح دائما على لسان مسؤوليها السياسيين والعسكريين ان عمليات تحرير الموصل يستغرق بين خمسة او عشرة سنين لضعف الجيش العراقي وسائر القوات الشعبية حسب زعمهم ، ولکن القوات العراقیة وقوات الحشد الشعبي اثبتوا خلال عمليات التحرير التي طالت اكثر من ستة اشهر على قدرتهم علىى المناورة القتالية واستخدامهم التكتيكات العسكرية .
واوضح رويوران ان القوات المقاتلة العراقية كانوا في موضع المهاجم ومسلحي داعش الارهابي في موضع المدافع ومع هذا فان ضحايا القوات العراقية كان اقل بكثير من قتلى عناصر داعش وهذا افضل دليل على ان عمليات التحرير كانت تسير وفق برنامج دقيق وان القوات المشتركة كانت على اعلى مستوى من القوة والتماسك .
وحول اهم ما كان يعرقل تقدم القوات العراقية قال ان اهم عامل هو وجود المدنيين في مدينة الموصل واستخدام داعش التكفيري الارهابي لهؤلاء المدنيين كدروع بشرية امام تقدم القوات العراقية ، مشيرا الى ان العامل الاخر هو صعوبة هروب المدنيين من المدينة حيث كان التنظيم الارهابي يقوم بقتلهم اثناء هروبهم .
وتابع قائلا ان نجاة المدنيين من داخل الموصل ذات المليون نسمة كانت عملية صعبة ولكن مع ذلك استطاعت القوات العراقية وخلال عملية التحرير بان تخلي اكثر من 98% من المدنيين وتنجيهم من ارهاب داعش التكفيري حيث يعتبر بحد ذاته من اكبر مكاسب عمليات التحرير .
اما العامل الاخر الذي كان يعرقل تقدم القوات العراقية ويؤخر عمليات التحرير حسب رأي الخبير السياسي حسين رويوران هو العامل الامريكي حيث قامت طائراتهم الحربية بقصف مواقع الجيش العراقي والحشد الشعبي في تلعفر واطراف الموصل لعدة دفعات الا ان حذرت قوات الحشد الشعبي الامريكان برد فعل صارم فيما اذا كررت امريكا قصفها لهذه القوات مما ادى الى عدم وثوق القوات العراقية بقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة .