بداء اعمال المؤتمر الدولي الثالث و العشرون للوحدة الاسلامية في طهران
افتتح اليوم الثلاثاء 2/3/2010 المؤتمر الدولي الثالث والعشرين للوحدة الإسلامية تحت عنوان "الأمة بين المذهبية والطائفية" وقد حضر المؤتمر عدد كبير من العلماء والمفكرين من العالم الإسلامي من مختلف المذاهب الإسلامية.
المؤتمر انتخب هذا العنوان ليؤكد على أهمية التعددية لبناء حوار بنّاء وازالة الحواجز المذهبية والطائفية وحتى الثقافية للوصول الى الغاية التي دعانا بها القرآن الكريم والرسول الأعظم (ص) ألا وهي وحدة الصف ووحدة الموقف الإسلامي ونبذ العصبيات العمياء والتشدد والتطرف التي لا تنتج سوى العداواة والأحقاد والتباعد بين أفراد الأمة الإسلامية الواحدة.
افتتح المؤتمر آية الله التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب حيث شرح في كلمته أهم نشاطات المجمع العالمي للتقريب في المجالات المختلفة من نشر مجلات وكتب تقريبية وتخصصية الى اقامة مؤتمرات وملتقيات في مجال الوحدة والتقريب.
وقال ان اهم نشاطات المجمع عبارة عن: اقامة أكثر من مئة مؤتمر وملتقى في الداخل والخارج، ارسال وفود علمية الى الخارج، المشاركة في عشرات معارض للكتب، تأسيس جامعة مذاهب الإسلامية، تأسيس وكالة أنباء التقريب التي تهتم بنشر أهم اخبار العالم الإسلامي.
وبعدها جاءت كلمة آية الله رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام حيث اشار في كلمته الى أهمية العالم الإسلامي وإمكاناته وطاقاته البشرية والإستراتيجية حيث تستطيع هذه الإمكانات أن تحول العالم الإسلامي الى قوة عظمى ولكن بسبب التشتت والإختلافات المتزايدة لم يستطع أن يستخدم هذه الإمكانات بشكل الصحيح.
ومن ثم تطرق الى أنواع الإختلافات الموجودة بين المذاهب الإسلامية وقسّمها الى ثلاث صنوف:
القسم الأول؛ الإختلافات الكلامية
والقسم الثاني: الإختلافات الفقهية
والقسم الثالث: الإختلافات السياسية
وأكد سماحته: ان القسمين، الأول والثاني متعلق بالعلماء، حيث يستطيع العلماء وفي اجواء من الأخوة والتفاهم والاستدلالات العقلانية والمنطقية أن يتوصّلوا الى حلول مناسبة.
وأضاف قائلاً: لقد جاء في القرآن الكريم "ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فاتقون" وهذا يدل على ان التقوى من العناصر المهمة في الحوار والإتحاد ولولا التقوى لتحوّل الحوار الى نزاع ومشادّات.
ثم اشار سماحته الى الاختلافات السياسية بأنها من شأن السياسيون والحكومات وليس من شأن العلماء ولكن مع هذا قد تأسست منظمة المؤتمر الإسلامي ليكون لها دور في الشأن السياسي ولكن مع الأسف والى يومنا هذا لم يكن لها دور فاعل ومؤثر.
وأكد سماحته ان احدى اسباب الإختلافات المذهبية الجهل والإبتعاد عن الإخلاق الإسلامية ونحن اليوم بأشد الحاجة الى ترسيخ الأخلاق الحسنة واقترح ان تكون هناك مادة دراسية رسمية باسم الأخلاق في الجامعات والحوزات العلمية.
ومن ثم أشار الى أهمية ودور الإجتهاد في الإسلام وقال: ان القرآن والسنة النبوية لم تبيّن وتشرح لنا جميع القوانين التي يحتاجها البشر لأن كثير من المستحدثات لم يأت بها القرآن ولا السنة النبوية، فعلينا ان نجتهد من الأصول المطروحة في القرآن والسنة. وهذا يحتاج الى أن نبتعد عن التعصّب والجمود الفكري الذي لا يزال قائماً عند بعض التيارات في العالم الإسلامي.
وفي بيانه لمعنى الجمود الفكري قال: ان الجمود والعصبية تعني عدم قبول أفكار وآراء الآخرين حتى من غير مذهبنا وديننا، بينما القرآن الكريم يوصينا ان نسمع كلام الآخرين حتى من أهل الكتاب وننتخب المعقول والمنطقي كما جاء في القرآن الكريم "وجادلوا أهل الكتاب بالتي هي أحسن"، "وبشّر عبادي الذين يستمعون القول ويتبعون أحسنه".
وأكد آية الله رفسنجاني ان إحدى مقومات الوحدة هي التبادل الثقافي والفكري في أجواء من الحرية الفكرية والابتعاد عن العصبيّات العمياء.
وأشار ان العالم في تطوّر ونمو سريع وكل يوم نواجه مستحدثات علمية وفكرية جديدة يجب علينا ان نستفيد منها ونستخدمها في إطار ثقافتنا الإسلامية.
ومن ثم أشار الى تأسيس جامعة المذاهب الإسلامية في طهران واقترح أن تؤسس سائر الدول الإسلامية مثل هذه الجامعة لإيجاد أجواء من التقارب والتآلف الحقيقي بين أتباع المذاهب الإسلامية.
الحوادث المؤلمة التي أصابت ولازالت تصيب الشعب الفلسطيني في غزة وقبلها الشعب اللبناني من جرّاء الأعتداءات الإسرائيلية على هذين البلدين جاءت نتيجة الاختلافات القائمة بين الدول الإسلامية، فلو كانت هذه الدول متحدة حسب ما أكد عليه الشيخ الرفسنجاني لما استطاع العدو الصهيوني أن يرتكب هذه الجرائم البشعة، واليوم نرى ان حصار غزة مستمر والعالم الإسلامي يتفرج.