باحثة اكاديمية لبنانية : عملية "طوفان الاقصى" جاءت كحدث يريد ان يغير وجه العالم

باحثة اكاديمية لبنانية : عملية "طوفان الاقصى" جاءت كحدث يريد ان يغير وجه العالم

اكدت الاستاذة في الجامعة اللبنانية "الدكتورة خديجة شهاب"، على اهمية عملية "طوفان الاقصى" التي اطلقتها المقاومة الفلسطينية، باعتبارها حدثا يريد ان يغير العالم؛ ولفتت الى ان التاريخ يعيد نفسه اليوم مع هذه العملية.


وفي كلمة عبر الفضاء الافتراضي امام المؤتمر الدولي الثامن والثلاثين للوحدة الاسلامية في طهران، قالت الدكتورة شهاب : ان حديثي يتمحور حول محور مقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم ودور الجمهورية الاسلامية الايرانية في دعم جبهة المقاومة بالتركيز على عملية الوعد الصادق.

واضافت : نحن نعلم ان عملية طوفان الاقصى لم تكن وليد اللحظة وانما جاءت كحدث يريد ان يغير وجه العالم؛ ذلك العالم المليء بالظلم والقهر لما يزيد على سبعة عقود عرف فيها الشعب الفلسطيني شتى انواع الظلم و القهر.

وتابعت : لا يخفى عن الاحد بان بداية الاحتلال كان على يد المستعمر البريطاني الذي وعد اليهود بان يقدم له "وطنا مستقلا" في فلسطين. وقد عاش الفلسطينيون جراء هذا الوعد من كارثة مؤكدة بعدما هجرت حوالي خمسمئة وثلاثين قرية واكثر من اثنين وستين الف منزل، وقتل على اثر هذه الكارثة حوالي 13 الف فلسطيني بينما طرد قرابة ما يعادل ثلاثة ارباع مليون فلسطيني من منازلهم ليصبحوا لاجئين؛ وهو ما يعادل ثلثى السكان في البلاد وهذا ما يعرف في تلك الحقبة بـ "النكبة الفلسطينية".

واوضحت الاستاذة شهاب : في ضوء هذه المعطيات يتبين ان التاريخ يعيد نفسه اليوم مع عملية طوفان الاقصى وان الحركة الصهيونية هي حركة استعمارية.

ولفتت الى، انه "بعد انتصار الثورة الاسلامية مباشرة، اغلقت ايران السفارة الاسرائيلية واستبدلتها بالسفارة الفلسطينية، وخصص الامام الخميني (قدس سره) يوم الجمعة الاخير من شهر رمضان المبارك يوما للقدس، وليكون يوما عالميا للتشهير بها وباهميتها و بمحوريتها، واشار بوضوح الى هذه القضية  الفلسطينية.

وتابعت : في المقابل راح الاحتلال مع الايام يعمل على عقد الاتفاقيات مع الدول العربية بمسميات مختلفة، "صفقة القرن" تارة و"التطبيع" تارة اخرى

واستطردت الباحثة الاكاديمية اللبنانية بالقول : كل هذه الاتفاقيات من اجل اطفاء شعلة القضية و العمل على توطين الشعب الفلسطيني في دول عربية والدول المطبعة مع الكيان. لكن ما تقدم الحديث به من دعم الامام الراحل (رض) للقضية الفلسطينية التي جعلها مركزية لم يستطع الكيان تحقيق حلمه بدولة مستقلة، اعاد الامل والروح للشعب الفلسطيني بقضيته، وقد فهم الجميع بان حقبة جديدة قد بدأت فيما يتعلق بقضية فلسطين وقد بث الامام الخميني (ره) الروح في الشعب الفلسطيني واليوم يثبت الشعب الفلسطيني وجوده بقوة، وكذلك استطاع نقل رسالته الى العالم ليهتز وينتفض جراء هذا التطور الخطير على مستوى القضية.

واكدت : لقد صرح الكثير لدى الفصائل الفلسطينية بدور الثورة الاسلامية في تزويد الفلسطينيين بالمال والسلاح والتدريب لاجل تحرير الارض ومقارعة المغتصب؛ فيقول "احمد عبد الرحمن" احد الباحثين في الشأنين العسكري والسياسي، ان "ايران دعت الي تجريم احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية في المؤسسات الدولية واعلنت معارضتها لجميع اتفاقيات الاطراف العربية مع تل ابيب ودعمت القضية الفلسطينية من خلال عقد مؤتمرات مختلفة بعد الثورة ووافق البرلمان الايراني على قانون دعم الانتفاضة و احتضنت الفصائل الفلسطينية التي اعلنت جاهزيتها للدفاع عن الارض وتحريرها ".

واردفت الدكتورة شهاب : في هذه اللحظة اصبحت الظروف مؤاتية للضربة فكان العالم على موعد مع سعبة تشرين الاول / اكتوبر مع اول استهداف مباغت لحركة المقاومة الاسلامية حماس لمواقع "الجيش" الاسرائيلي في غلاف قطاع غزة وقد تمكنت من السيطرة على قاعدة عسكرية كبيرة وعدد من المواقع على حدود القطاع.

واوضحت : لقد اسفرت هذه العملية غير المسبوقة، وفقا للمعطيات التي اعلنها "الجيش" الاسرائيلي حتى 12 تشرين الاول، عن مقتل الف ومئتي عسكري ومدني "اسرائيلي" واصابة نحو ثلاث الاف جريح بينهم العديد من كبار الضباط، كما اسرت حماس وفصائل اخرى من المقاومة الفلسطينية مئة و ثلاثة وعشرين "اسرائيليا"؛ اذن وجد العدو نفسه امام نوع جديد من العمليات اذ انه لم يتعود على القتال لاكثر من شهر و هو الذي بنى عقيدته العسكرية منذ سنين على مبدأ الحرب الخاطفة والضربة الاستباقية. لهذا فهو غير قادر على التكيف مع التصدي لهجوم مباغت على اراضيه و ان يكون في وضع دفاعي لمدة تزيد عن شهر وهذا كان احد الاسباب التي ادت الى انتصار المقاومة الاسلامية اليوم.

واستطردت : نظرا لما اشرنا اليه من دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لحركات المقاومة الاسلامية الفلسطينية، ففي هذا الاطار قام العدو بنيل من الجمهورية الاسلامية حيث امتدت يده على القنصلية الايرانية في دمشق واغتال عددا من كبار الضباط في هذه القنصلية لذلك قررت ايران الرد بعملية محدودة وتبين قدرتها العسكرية و جاهزيتها للميدان وانها على اتم الاستعداد للحرب على المستوى اللوجستي.

واوضحت شهاب : فجاءت عملية "الوعد الصادق" وصرح "الجيش" الاسرائيلي بان ايران اطلقت اكثر من ثلاثمئة مسيرة وصاروخا باتجاه "اسرائيل" معلنا اعتراض تسعة و تسعين بالمئة منها بواسطة نظام الدفاع الجوي. وكالعادة لم يعترف الكيان بالخسائر جراء هذه العملية وقلل من اهميتها.

وتابعت الاستاذة بالجامعة اللبنانية : في المقابل اعلن المرشد الاعلى للثورة الاسلامية السيد على الخامنئى بنجاح الهجوم الذي نفذته ايران في ثالث عشر من شهر ابريل /نيسان الماضي؛ مشددا على ان الجمهورية الاسلامية ارادت بان تظهر قوتها بصرف النظر عن عدد الاهداف، وبما يشير في هذا السياق الى ان ايران ارادت ان تحفظ من خلالها على قواعد الاشتباك التزاما منها باحترام القوانين العسكرية في هذه الحقبة التاريخية الحرجة.

واردفت القول : نشير ايضا في سياق متصل، ان ما قاله قائد القدس التابع لحرس الثورة الاسلامية "العميد اسماعيل قااني" بان حلف الناتو والعرب والغرب استخدموا كل امكانياتهم لتصدي عملية الوعد الصادق، مضيفا ان فرنسا والمانيا وبريطانيا التي اتت بطائراتها في عشية العملية، لا ينبغي ان تظن بان كل شيء قد انتهى بل ان محاسبة تلك الدول ستأتي.

ولفتت شهابن الى ان "ايران هي الوحيدة التي ردت على هذه العملية، وقد خلصنا بنتيجة كبيرة ان ايران التزمت بوعدها وكبار قادتها وعلى راسهم الامام الخامنئي بالرد على جريمة اغتيال عدد من قادة الحرس الثوري الايراني في القنصلية بدمشق وجاءت الوعد الصادق ايضا ردا على محاولات التشكيك بقدرات ايران، اضف الى رغبتها في الرد على عدوان وعنجهية الكيان الاسرائيلي".

واكدت الباحثة الاكاديمية اللبنانية الدكتور شهاب على، ان "ما قامت به اسرائيل من التقليل من اهمية هذا الرد لم يات اكله".