المؤتمر الدولي السادس والثلاثون للوحدة الإسلامية
باحث عراقي: أساس الوحدة هو الابتعاد عن التنازع بين المسلمين بمختلف مذاهبهم
قال الباحث العراقي في الشؤون الدينيه السيد سعد أحمد الأعرجي ان أساس فشل الوحدة، التنازع والتناحر وبعكس ذلك فإن أساس الوحدة هو الابتعاد عن التنازع بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم وأعراقهم.
وأضاف في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي، إن مفهوم الوحدة الإسلامية مفهوم واضح ومحدد وهو أن يكون المسلمون أمة واحدة متحدة وأن يكونوا أمة إسلامية لا مجرد شعوب إسلامية والفرق بينهما يتجلى في عنصر الهدف الواحد الذي يسعى لأجله الجميع.
وصرح بأن علينا أن نعلم أن الوحدة الإسلامية تتحقق بتحقق أمرين أو محورين هما أولا الوحدة السياسية وهي عبارة عن إعداد القوة وذلك إنطلاقا من قوله تعالى: "وَأَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ".
وتابع ان إعداد القوة من قبل جميع الفرق والمذاهب الإسلامية هو عبارة عن الوحدة السياسية على أن يوجَّه هذا الإعداد لأعداء الإسلام والمسلمين أي تشخيص العدو لأجل توجيه بوصلة القوة الإسلامية بإتجاهه .
وشدد على ان تحقيق الوحدة السياسية في الأمة يكمن في إعداد الأمة إعدادا فكريا لأجل تهيئة أمة قادرة على مواجهة التحديات الفكرية والشبهات العقدية وإعدادا اجتماعيا وذلك من خلال التركيز على رفع لغة الشتام والتعريض بين المسلمين وإعدادا ماديا قويا .
وأضاف: المسلمون محتاجون إلى القوة المادية لأجل القدرة على الوقوف أمام أعدائهم ومن منن الله تعالى على هذه الأمة أن الله تعالى جعل للبلدان الإسلامية السطوة الإقتصادية بما يمتلكون من قوة إقتصادية هائلة متمثلة بمصادر الطاقة كالنفط .
وأكد على ان البلدان الإسلامية لو سعت إلى إعداد أبنائها وبلدانها إعدادا إقتصاديا قويا بتسخير هذه الطاقات بالوجهة الصحيحة بعيدا عن هيمنة وسيطرة القوى العالمية الكبرى متحررة من العبودية لها لأصبحت من أكبر القوى التي يُحسب لها ألف حساب بل لأصبحت بيدها القدرة على التأثير على مصدر القرار ولأجل تحقيق هذا الهدف على حكومات البلاد الإسلامية تكريس طاقاتها وإمكاناتها المادية لشعوبها وللإسلام لإنتشال المسلمين من حالة الفقر والفاقة وجعلهم قوة حقيقية أمام المستكبرين.
وذكر ان المحور الثاني لتحقق الوحدة هو الوحدة الدينية، قائلا: إن تحقيق الوحدة الدينية رغم وجود المذاهب المتعددة في الأمة الإسلامية كالحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي القائم على الإقرار بشرعية هذه المذاهب وشرعية العمل بأي منها كذلك تتحقق فيما لو أن الأمة الإسلامية أقرت بشرعية باقي المذاهب الأخرى وجوازية العمل بها كالمذهب الإمامي الجعفري .
ورأى الأعرجي انه من الضروري عقد الندوات والمؤتمرات لأجل بيان القواسم المشتركة بين جميع المذاهب الإسلامية والتركيز عليها بدلا من الخلافات لأجل تحقيق هذه الوحدة للأمة الإسلامية .
ولفت الى أن ثمرة هذه المؤتمرات والندوات لاسيما ما تقدمه الجمهورية الإسلامية المباركة من السعي عن طريق المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب منذ سنوات عدة وإلى الآن تؤتي أكلها "إذاما التزمنا بقرارات المؤتمرات والتزمنا عمليا بتطبيقها ، فلا يكفي مجرد قراءة آيات من القرآن أو سرد الروايات والأحاديث الخاصة بالوحدة وإلقاء الكلمات والحضور في التجمعات بل لابد لنا جميعا الالتزام بتطبيق ما يقرر في هذه التجمعات وأن نعمل جاهدين لأجل إيصال هذه المقررات والأفكار إلى أبناء الأمة".