المؤتمر الدولي السادس والثلاثون للوحدة الإسلامية
باحث ديني عراقي : مشروع التقريب بين المذاهب لايعالج بقرارات سياسية
قال الباحث الديني العراقي الشيخ علي عبد العليم العبودي إن هناك الكثير من الجهود التي بُذلت في سبيل تحويل مشروع التقريب من رؤية نظرية إلى حالة عملية وهناك محاولات سياسية حصلت في هذا المجال إلا أن هذا المشروع لم ينجح لأن المسئلة لا تُعالج سياسيا أو لا يمكن أن يتم حل إشكالياتها بقرارات سياسية.
وأضاف عضو تجمع علماء التقريب في العراق في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي، ان هناك أمور عملية يمكن بواسطتها تحقيق الفائدة للمجتمع أو مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية ، مؤكدا بأن علماء الإسلام لهم مسؤوليات كبيرة يُفترض أن يقوموا بها إلا أن قدرة الكثير منهم محدودة لأنهم في الغالب مقيدون بالرؤية النظرية أو بالقاعدة النظرية أو مقيدون بمؤسسات علمية ربما لا تتفاعل كثيرا مع فكرة التقريب.
وصرح بان من أهم الامور التي بواسطتها ينجح مشروع التقريب بين المذاهب هو زرع مفاهيم معينة في المجتمع من قبيل الإقرار بالاختلاف واحترام الاختلاف وعدم التصور بأن اعتقاد شخص ما بعقيدة معينة يعني بالضرورة إنه معاندة للحق وإنه يفعل ذلك إصرارا وعنادا وإنما قد يكون ناتجا عن التباين في وجهات النظر والاختلاف في المناهج.
وأعرب العبودي عن اعتقاده بان الدولة هي الأقدر على تبني مشروع التقريب وذلك من خلال التعامل مع المجتمع على أنه واحد وإعطاء مفهوم المواطنة وجعلها فكرة جوهرية وفكرة هامة وعدم التمييز بين الناس على أساس الإنتمائات وعدم إعطاء هويات مذهبية لمؤسسات الدولة فضلا عن دعمها للمشروع التعليمي.
وتابع قائلا: المدرسة لها دور كبير وأهميتها في أنها تزرع قيم معينة، قيم لا تنسجم مع فكرة التناحر المذهبي وتقوم المدرسة بتكريس منهج يقوم على أساس التعاون وعلى أساس التفكير المنطقي وعلى أساس الرؤية العلمية فضلا عن الاهتمام بالعدل، العدل هو المقياس الذي يقف أمامه جميع الناس بدرجة واحدة وبالتالي لا يشعر شخص ينتمي إلى جماعة دينية أو قومية أو إلى مكون معين بالظلم.
واعتبر العبودي بان قضية الوعي الاجتماعي مسألة مهمة تحتاج اليها المجتمعات الاسلاميىة مشيرا الى دورها الكبير في دفع الفتنة التي حصلت في العراق عقب الاحتلال الأمريكي ،مضيفا : نحن بحاجة إلى تطوير مناهجنا الدينية، علينا أن نعرف وأن ندرك دائما بأن المشترك هو الأساس وأن الله سبحانه وتعالى طلب منا أن نتمسك بالمشترك فقال في كتابه العزيز: "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ".
وطرح المتحدث في المؤتمر مسألة اخرى وهي أن من يسعى إلى جعل المجتمع متجانسا ومن يقرب الناس فيما بينهم في الحقيقة هي المدرسة الجامعة وسوق العمل المصالح المشتركة هذه التي تقوم بتجميع الناس ، معربا عن أسفه بان المسجد قد ضعُف دوره وصار بعض الأحیان وسيلة للتفريق "وهذه مشكلة كبيرة يجب أن نلتفت إليها ونهتم بها".
وأشار العبودي في ختام كلمته الى الكتاب الذي ألفه بعنوان "كشف الغمة بتأليف الأمة" ، معربا عن اعتقاده بان هذا الكتاب فيه منهجية جديدة في موضوع التقريب.