المشاركين في المؤتمر : الغرب هو من صنع الارهاب لاثارة الخلافات بين المسلمين
هل كان الغرب حقيقتا صادقا فيما يدعيه لمكافحة الارهاب وانه جاء الى المنطقة لمحاربة الجماعات الارهابية التكفيرية التي باتت تهدد ليس فقط امن المنطقة بل العالم ؟
هذا السؤال طرحناه على هامش المؤتمر الدولي الثامن والعشرين للوحدة الاسلامية المنعقد بطهران حاليا مع عدد من المشاركين في المؤتمر حيث الاجابات كلها كانت بالنفي والاستنكار لمواقف الغرب مع ظاهرة الارهاب معتقدين انه يتعامل مع هذه الظاهرة مثل باقي القضايا بمعايير ازدواجية وان الارهاب والجماعات الارهابية هو من صنعها لتأمين مصالحهم في المنطقة منها تأمين الامن للكيان الصهيوني .
سعيد الشهابي
الكاتب والباحث سعيد شهابي قال لمراسلنا في هذا الخصوص ان الحرب ضد الارهاب بدأ قبل ١٢ عاما وكان محصورا في افغانستان ولكن اليوم تمدد الى العراق وسوريا وافريقيا ويتوسع يوميا على مستوى العالم الاسلامي ، لافتا ان الغرب لا يريد ان يخرج هذا الارهاب عن دائرة العالم الاسلامي الذي اخد يحصد الالاف من البرياء ، ليصل الى الغرب ولذا فهو غير جاد لمكافحته لان الارهاب تحول الى اداة لسوق اسلحته المكدسة ووسيلة لعودته بقوة الى المنطقة واشغال المسلمين بهذه القضية وابعادهم عن مشروع التغيير السياسي والقضاء على الصحوة الاسلامية المتنامية في العالم الاسلامي .
الشيخ محمد سعيد النعماني
واما الشيخ محمد سعيد النعماني فيرى ان الغرب هو من صنع الارهاب اما مباشرة او غير مباشرة وشعوبنا الاسلامية تعودت على شعارات وادعاءات المستعمر الغربي الكاذبة .
ولفت الشيخ النعماني ان الانظمة الاستبدادية التي سلطها الغرب على الشعوب الاسلامية هي احدى اسباب ظهور الارهاب والتطرف على اساس ان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار والاتجاه ولكن في بعض الاحيان يكون رد الفعل اكبر واوسع ، مشیرا الى ردود فعل الشعب الفلسطيني الطبيعية ازاء المظالم بحقه وهويته من قبل كيان صنعه الغرب في المنطقة قبل اكثر من ستين عاما وانتهك كل حقوقه فثار الشعب الفلسطيني ضده بمقاومته الحقة .
ولكنه اشار الى ان بعض من ردود الفعل هذه في بعض البلدان وبسبب الظلم والاضطهاد تخرج عن اصوله ومعاييره وتتحول الى مجاميع تركتب جرائم بحق الابرياء ، مشددا الى ان الغرب غير صادق في مكافحته للارهاب .
الشيخ عبد الناصر جبري
"إن الذي ربى ودعم وسلح المجاميع الارهابية التي تكفير وتقتل الاخرين من جلدتهم باسم الاسلام هو الادارة الامريكية والكيان الصهيوني " هذا ما جاء في تصريح للشيخ عبد النالصر جبري ، عضو تجمع علماء المسلمين ورئيس حركة الامة في لبنان ، الذي اكد في حديثه مع مراسل "تنا" ان الادارة الامريكية هددت بايجاد الفوضى الخلاقة على لسان وزير خارجيتها الاسبق "کاندولیزا رایس " علم ٢٠٠٦ في العالم الاسلامي واليوم نحن نلمس واقع هذه الفوضى في بلداننا .
وقال الشيخ جبري ان احدى دلائل الدعم الامريكي لهذه المجاميع هو ما شوهد اخيرا وكشفه الاعلام من ارسال الاسلحة الى هذه المجاميع في العراق عن طريق طائرات ما يسمى بالتحالف الدولي .
عضو تجمع علماء المسلمين بلنان يرى ان الاستعمار الغربي وخاصة الادارة الامريكية ، استغل البيئة الحاضنة في المجتمعات الاسلامية التي انتجت هذه المجاميع فقام بتغذيتها ودعمها لاثاة حروب طائفية في مجتمعاتنا باسم الدين والمذهب تارة وباسم القوميات تارة اخرى ، ليحصد من وراء ذلك مصالحه السياسية ويؤمن للكيان الاسرائيلي الامن والاستقرار .
وكرر الشيخ الجبري تأكيده ان الحركات مثل القاعدة وطالبان والقاديانية واليوم داعش هي عبارة عن خلايا نائمة للادارة الامريكية والمستعمر الغربي يستفيد منها متى اراد .
علي الهيل من قطر
"الغرب لم يأتي لمكافحة الارهاب في المنطقة لانه هو الذي خلق الارهاب " هذا ما اكد عليه احد ضيوف المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية السيد علي الهيل من قطر ، حيث اعتبر التحالف الدولي اكبر كذبة في التاريخ وان من اهداف صناعة الارهاب والارهابيين هو ابتزاز الشعوب العربية والاسلامية والهيمنة على ثرواتهم لان الامريكا هم من صنعوا القاعدة وضربوها واليوم صنعوا داعش وامثالها .
وشكك السيد علي الهيل من تعامل الغرب والتحالف الدولي في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي لان ضربات هذا التحالف لهذا التنظيم لم يضعفه بل زاد قوته وهذا يدل على ان الغرب غير صادق في حربه مع هذا التنظيم .
وعن الهدف من وراء صناعة العصابات الارهابية قال الهيل ان احدى هذه الاهداف هو حرف اذهان الشعوب الاسلامية عن عدوهم الرئيسي اي الكيان المحتل وخلق اعداء وهميين مثل الشيعة او ايران وداعش ولكي يفرضوا على الدول العربية والاسلامية بان "اسرائيل " ليست العدو ، مؤكدا ان كل ما يجري في المنطقة هو لخدمة الكيان الاسرائيلي وان ورقة داعش مستمرة بسبب تقاطع المصالح في هذه المنطقة .
واعرب الباحث القطري عن امله بان تتحد الدول العربية والاسلامية لكي تستطيع القضاء على ظاهرة الارهاب التي تهدد امنها واستقرارها .
الشيخ محمد خضر
وفي حديثنا مع الشيخ محمد الخضر من لبنان اكد ان الغرب ضد الاسلام بكل مكوناته وتياراته الوسطية والمتطرفة ولكنه يحرص عل استخدام الارهاب لتحقيق مصالحه وبالتالي فهو ضد الارهاب في بلاده (الغرب) ولكنه مع الارهاب في بلاد المسلمين .
واوضح الشيخ خضر ان الغرب يدعم الارهاب اعلاميا وماليا وعسكريا ويستخدمه اداة لخلق حروب واقتتال بين المسلمين بعناوين مختلفة مذهبية وقومية وسياسية لتدمير العالم الاسلامي والقضاء على حضارته وهويته وارجاع المسلمين الى عصر الجاهلية .
واعتبر الشيخ محمد الخضر ان السبيل الوحيد لخروج من هذه الازمة هو ان تتعاون جميع المؤسسات المدنية من احزاب وحركات وجمعيات ومراكز دينية وثقافية واعلامية لرفع المستوى المعرفي للشعوب الاسلامية حتى لا تتحول الى اداة لمشروع الفتنة .