الشیخ التسخیری: كنت اتمنى وقوف الازهر الى جانب الثورة
تطرق آية الله محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في حديث خاص لوكالة أنباء التقريب (تنا) الى الثورة المصرية وقال: كنت أتمنى أن يقف الأزهر الشريف مع هذه الثورة الشريفة والمباركة , وليقوم بتوجيه الجماهير الى الهدف المنشود وهذه هي بالتحديد مسؤولية العلماء حيث ورد في الحديث الشريف "العلماء ورثة الأنبياء"، فهذه الثورة تصب في ذات الاطار وهي دفعة للنهوض بكرامة الشعب ومنحه الحرية المطلوبة ورفض السياسة الديكتاتورية الحاكمة في مصر لثلاثين عاما، والتي كانت تتحكم بمصير الشعب وتسلم كل مقدرات المصريين للعدوين الأميركي والصهيوني، وكنت أتمنى أن يظهر علماء الأزهر في ميدان التحرير ليعلن ويتبنى هذه المبادئ بكل قوة.
وبشأن انتقاد بعض الأوساط المصرية بما فيها شيخ الأزهر لتصريحات المسؤولين الايرانيين والنصائح التي قدمها قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي للمصريين قال الشيخ التسخيري: الامام القائد وجه نصائحه للجماهير في مصر وعندما رد على المخططات الصهيونية والاستعمارية فانه بذلك قام بواجب العالم الديني والقائد المسؤول أمام العالم الاسلامي، وكنت أتمنى لو وقف الأزهر الى جانب تصريحات القائد وأكدها وبالتالي أعطى الثورة زخمها المطلوب، ولا أعتقد مطلقا أن حديث الامام القائد يعد تدخلا في الشأن المصري، اذ لم يكن حديثه حديثا سياسيا محضا وانما كان حديثا اسلاميا منطلقا من القلب ومن شعوره بالمسؤولية وفي اطار تقييمه لمسيرة الثورة الاسلامية .
وحول غياب دور الأزهر وعلماء الدين المصريين عن هذه الثورة قال الشيخ التسخيري: أعتقد أن العلماء في العالم الاسلامي يجب أن يقفوا كلهم الى جانب هذه الحركة الاصلاحية المباركة التي انطلقت في ارض الكنانة وأعتقد أن التقصير في هذا المجال لا يغتفر، اذ يجب أن نقف نحن العلماء اينما كنا الى جانب هذه الحركات الشعبية المؤمنة والمباركة والتي تبشر بألف خير، ويستدعي من علماء الدين اتخاذ موقف أقوى بتأييد هذه الثورة .
وأنا هنا أدين تصريحات بعض العلماء الذين يرددون أصداء أقوال الآخرين، وأندد بما وصفه البعض الثورة بأنها ثورة عبثية وأنها تثير الفتنة وغير ذلك من الأوصاف، وغاية ما يقال عن هؤلاء بأنهم جاهلون بحقيقة هذه المسيرة التحررية الظافرة ، وأسأل الله أن يهديهم للحق وأن يجمعوا العلماء جميعا على أن يقولوا كلمة الحق أمام الجائرين وأمام الطغاة، لأن ما يجري كلمة حق بوجه امام جائر، وأنها صرخة ربانية تحقق المطلوب الاسلامي وتحقق الأهداف الكبرى.
وحيا الشيخ التسخيري الشعبين التونسي والمصري وبارك لهم ثورتهم وقال: ينبغي أن أحيي الشعبين التونسي والمصري على انتفاضتهم الكبرى وأرجو لهم كل الموفقية وأعتقد أن هذه النهضة الجماهيرية العارمة صحيح أنها بدأت بتونس وتواصلت في مصر الكنانة لكنها في الواقع تبشر باتساعها الى مناطق أخرى وأنها وثبة الشعوب الاسلامية ضد الطغاة الذين كرسوا جهودهم من أجل سلب هذه الشعوب حقها في الحرية والكرامة بل سلبوها لقمة العيش وأكبر جريمة ارتكبها هؤلاء الطغاة أنهم منعوا تطبيق الاسلام وأحكامه وتعاليمه في الحياة الانسانية، وقد سلموا مقاليد بلادهم للاستكبار العالمي والمخططات الاستكبارية الحاقدة وبالتالي استسلموا للعدو الصهيوني الغادر.
وأضاف: أنا أعتقد أننا يجب أن نحيي هذه الجماهير ونعتبر أن هذه النهضة في الواقع آتت أكلها في القضاء على الكثير من القوانين الديكتاتورية وتقديم الوعود في اعادة حقوق الشعب وهذه النهضة ردا جماهيريا على سياسة الاذلال التي مارسها النظام الديكتاتوري المصري ضد الشعب نتيجة خضوعه أمام الغرب والعدو الصهيوني الغادر، وأعتقد أن هذه الثورة التي اندلعت في قلب العالم الاسلامي ضخت دماءا وقوة جديدة للعالم الاسلامي في ثورته ضد المستبدين والطغاة والمنحرفين، وأبارك للشعب المصري ثورته وأسأل الله على أن يعطيه العزيمة للاستمرار في حركته المباركة لتحقيق كافة الأهداف التي سعت اليها ثورة الشباب وعبرت عنها في ميدان التحرير .
اجرى الحوار : صالح الحائري