فی حديثه لـ "تنا":
السيد فضل الله يميط اللثام عن الاتهامات الموجهة لوالده
عندما وجهنا اليه سؤال حول أن هناك من يتهم والده ويؤخذ عليه تراجعه عن الأسس والثوابت، قال السيد علي فضل الله: أين تخلى وتراجع السيد الوالد عن ذلك؟
وقال في حديث خاص مع وكالة أنباء التقریب "تنا" على هامش مشاركته في مؤتمر الوحدة الاسلامية السادس والثلاثين في طهران: اذا كان المقصود هو قضية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام فان هذا الموضوع لم يطرحه من باب التنازل وانما من باب النقاش العلمي مع الآخرين، وانه طرحه مع السيد عبد الحسين شرف الدين، وبالتالي فانه كان يطرح ذلك من الباب العلمي وليس التنازل، كما انه لم يطرح ذلك مؤخرا وانما كان يطرح ذلك في حوزة النجف عندما كان فيها.
وفيما يتعلق بشهادة أن عليا ولي الله في الآذان، أشار الى أنه لم يطرح ذلك أيضا من باب التقريب وانما من باب النصوص التي جاءت في هذا الاطار ، ومن باب أنه كان يعتقد أن القضايا المتعلقة بالصلاة هي قضايا تعبدية وينبغي الاقتصار على ما ورد فيها، كما انه كان يتحفظ على الاقامة التي كان يعتبرها البعض انها جزء من الصلاة، وبالتالي تناول هذه الأمور من باب علم وفقهي وليس تجاوزا للمعتقدات أو سعيا للتقارب المذهبي، لذلك فان عقائده هي ذات العقائد واذا طرح رأيا فانه يطرحه من الباب العلمي ومن خلال الآليات الموجودة في المذهب العلمي.
وبخصوص ما قيل انه تحفظ على ايران وولاية الفقيه وانه اعلن اتباعه لمرجعية النجف ونأى بنفسه عن النظام الايراني، قال السيد فضل الله ان علاقة والده مع ايران لم تتغير ولم تتبدل، وكان حفظ الجمهورية الاسلامية لديه من الأولويات، وذات مرة قال لأحد العلماء في ايران، لو ايران رجمتني بالحجارة ما تخليت عنها، فقد كان يعتبر المشروع الاسلامي في ايران مشروعه وطالما فكر وحلم به، وكان يقول، "ربما كانت لدي ملاحظات على الحكومة وأتحدث عن ذلك مع المسؤولين فيها، ولكنني أدافع عن ايران في الخارج وأحفظها في الخارج، وأتحدث عن أخطائها مع المسؤولين في الداخل".
وبخصوص الامتناع عن المجيء لايران لعدة سنوات قبل وفاته، أكد السيد فضل الله ان الأمر لا يتعلق بأن لديه موقف من المجيء أو انه يرفض المجيء وانما كان لديه رأي في قضية آليات المجيء، وشدد على أن المسؤولين الايرانيين كانوا يعرفون حقيقة مواقف والده، ويدركون ذلك حتى عندما يوجه بعض الانتقادات، غير ان ذلك لايعني أنه قاطع ايران وخاصمها وما الى ذلك مما يقال عنه، بل على العكس فان قوة العلاقة بينه وبين ايران لم تتغير وبقيت كما هي.
وأشار الى أن والده كان يعتبر حفظ الجمهورية الاسلامية من الأولويات التي لا يمكن التنازل عنها مهما حدث وحصل، وكان يؤكد على ذلك في جميع لقائه مع المسؤولين والسفراء الايرانيين وعلماء الدين، ولم يكن يؤمن بذلك مجاراة لأحد، بل كان يؤمن بضرورة الحفاظ على الجمهورية والوحدة والمقاومة.
وشدد على أن والده كان يعتبر التقريب بين المسلمين واجبا واساسيا في عمله الاسلامي والرسالي وكان يعرف أن الاعداء الذين لايريدون الخير بالاسلام والمسلمين وخط أهل البيت عليهم السلام يسعون لاثارة الفتنة بين المسلمين، ولذلك كان مستشرفا للمستقبل في هذا الاطار، وكان يعتبر ذلك من الأولويات، لذلك كان يعمل في هذا الاطار، ويعمل في الدعوة للوحدة الاسلامية، وقد أصّل للوحدة الاسلامية وتحدث عنها شعرا ونثرا وأشتغل في هذا الاطار لانه كان يعتبره ضرورة في عمله الرسالي.
واشار الى أن والده أصدر بعض الفتاوى في هذا الاطار، ومنذ فترة طويلة أصدر فتوى بعدم الاساءة لما يعتبره أهل السنة من المقدسات، وكان يدعو الشيعة الى الأخذ بم قاله أمير المؤمين عندما قال: اني أكره لكم أن تكون سبابين، لذلك أصدر فتاوى في هذا الاطار وكان سباقا لذلك، وكان مرجعا لأهل السنة كما هو الحال لأهل الشيعة.
وقال: كان السنة يأتون اليه ويجدون فيه الصدر الرحب، وقد كان يعمل في اطار التقريب ومن المؤكد أن تحقيق هذا الهدف لا يكون سريعا خاصة مع وجود التراكمات، ووجود من يسعى الى اثارة الفتنة، كما أن هناك من لا يعي أهمية الوحدة ويتصور أن أولويته هي أن يكون أمينا على مذهبه، بينما كان السيد الوالد مختلفا عن ذلك، فاذا وجدت بعض التعقيدات هنا وهناك.
وشدد على أن السيد فضل لم يتنازل عن الأصول والمبادئ الأساسية في الوقت الذي يؤكد فيه على المشتركات، وكان عقلاني في النظر الى مواقع الاختلاف ويحسن تقديم مواقع الاختلاف بطريقة لا تستفز الآخر.
وبخصوص ما يقال، أن حزب الله وأنصار الله والحشد الشعبي وابراهيم زكزاكي، و..و.. مشاريع اختلاف وتقسيم للأمة الاسلامية، قال: الرأي المختلف موجود في الأمة، وأطروحة ايران وأصدقائها، اطروحات تقريبية ولجمع الأمة، كما أن ايران تدعم القضية الفلسطينية على الرغم من أن معظم الفلسطينيين من السنة، كما انها عندما دعمت المقاومة اللبنانية ليس لأن المقاومة شيعية، أو لتحرير منطقة شيعية في لبنان، فاسرائيل كانت تحت مناطق سنية وشيعية وعندما تحررت فانها تحررت الجميع.
وفيما يتعلق بواقع الأمة الاسلامية في الوقت الراهن، هل هي بخير أو سوء؟ قال السيد فضل الله: نحن حاليا في مرحلة صراع ولسنا في مرحلة تقييم، صراع بين من يريد الوحدة أو لا يريدها وصراع بين من يريد التطبيع أو لا يريده، وصراع مع القوى الاستكبارية الي تجهز على العالم الاسلامي، ولكن هذا الصراع لم يعد كما كان في السابق صراع الضعفاء مع الأقوياء وانما صراع الأقوياء وصراع الند للند، فالصراع مع الكيان الصهيوني في لبنان لم يعد صراع القوي الذي يفرض ارادته، كذلك الصراع بين ايران وأميركا، فان ايرن تقف بوجه أميركا وتتصدى لها، كما أن العاملين في مجال الوحدة والتقريب لم يعودوا يدافعون عن أنفسهم وأفكارهم وانما يطرحون أفكارهم بكل قوة وجرأة، وبالتالي فنحن بخير، ولكننا في مرحلة الصراع.