السيد عمار الحکيم: ينبغي ترتيب وتبويب وتنظيم العلاقات الإسلامية على مستوى الأمة الواحدة
أکد رئیس تیار الحکمة الوطني العراقي، السید عمار الحکیم، أن المعادلة المثلى التي نحقق من خلالها مشروعنا الوحدوي هو الاعتراف بوحدة العقيدة الإسلامية الموحدة، مضيفا أن العالم الإسلامي بحاجة إلی ترتيب وتبويب وتنظيم العلاقات الإسلامية على مستوى الأمة الواحدة.
وخلال كلمته في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد بشكل افتراضي في العاصمة طهران تحت عنوان "الاتحاد الاسلامي، السلام واجتناب الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي "؛ قال السيد عمار الحکيم: إن أمتنا الإسلامية الواحدة الممتدة من مشارق الأرض لمغاربها تتسم بنقاط قوة تؤهلها لتكون الحضارة القائمة والرائدة للبشرية جمعاء.
وأضاف: أن الأمة الإسلامية تمتلك إرثا دينيا كبيرا يستند على مصادر الوحي والرسالة والنبوة متمثلا في منظومات عديدة تشريعية ومعرفية وأخلاقية وفلسفية تجعل منه إرثا جاذبا ومقنعا يتطلع إليه الآخرون إذا ما تم عرضه وتقديمه للعالم بشكل أمثل كما إنه عامل أساسي في تماسك الأمة وتقاربها ووحدتها.
وأشار إلی أن الأمة الإسلامية أمة کبيرة عدديا فهي تقارب اليوم المليارين من سكان الأرض وهي في الوقت نفسه أمة شابة ومتجددة ومتطلعة لمستقبل أفضل، لانها تملك الموارد الطبيعية التي يساعدها على النهوض والتقدم وبناء مستقبل افضل لها وللبشرية .
وشدد علی أن هذه النقاط وغيرها تجعل من أمتنا الإسلامية أمة حضارية وحيوية قادرة على النهوض والمشاركة في عمران الأرض وتعزيز الدين وتثبيت القيم والتحاور والمشاركة مع الأمم الأخرى لصالح البشرية كل البشرية ولغرض أسمى هو تحقيق سعادة الإنسان في دارين الدنيا والآخرة معا.
وبين أن الوحدة الإسلامية ليست وحدة جغرافية جامدة وليست تجاوزا قسريا على حقائق ووقائع التاريخ والحضارية كما هي الإمبراطوريات والدول الإستعمارية التوسعية أو الطموحات الشخصية أو الجماعية المتطرفة والعابرة للحدود والأوطان والقارات بل إنها وحدة قيمية وحضارية وسلوكية وروحية تتمثل في جوانب مشرقة.
وفي جانب آخر من کلمته، دعا رئیس تیار الحکمة الوطني العراقي إلی إرساء دعائم الوحدة بين المسلمين ، من خلال الاعتراف بالعقائد المشتركة والتعددية القومية ، لبناء حضارة اسلامية منفتحة على سائر الحضارات .
ومضی يقول: إن ما نذهب إليه هو إعادة ترتيب وتبويب وتنظيم لعلاقاتنا الإسلامية على مستوى الأمة الواحدة والدول الإسلامية المتعددة والعالم الذي نقطنه ونريد أن نكون شريكا أساسيا وفاعلا فيه.
السيد عامل الحکيم أکد أن كل المشاريع الوحدوية الإسلامية التي بُنيت على أساس المجاملات والشعارات العابرة أو المطالبة بغلبة طرف دون آخر أو الساعية للاتحاد القسري السياسي والجغرافي قد فشلت وليس أمامنا إلا إعادة النظر وتأكيد البوصلة باتجاه وحدة إسلامية حقيقية حضارية ومستقرة وفاعلة تعالج الإخفاقات السابقة وتفتح الطريق أمام نظرية واقعية ممكنة التطبيق.
وفي جانب آخر من کلمته، دعا رئيس تيار الحکمة الوطني العراقي إلی نبذ الخلافات والابتعاد عن العنف وخطاب التکفير، لان البنى المعرفية للاسلام لا تحتاج اللجوء الى العنف والارهاب لترويجها حيث تؤهلها للصدارة والريادة والمشاركة مع الاخرين ، مؤكدا ان الشعوب الاسلامية تنتظر منا التنظير والسعي والحراك لتحقيق اهدافها وتطلعاتها في التقدم والتطور على كافة المستويات .
وأوضح الحکيم قائلا: إن الوحدة التي ندعو إلیها مبتنية على أسس قوية قادرة على إستنهاض شعوبنا لمقاومة الإنحراف والإستكبار والإستهداف من قبل أعداء الأمة وهي الأقدر على صيانة المبادئ والعقيدة والأخلاق لأبناء الأمة وهي الكفيلة بتوحيد موقفنا تجاه القضايا الأساسية في عالمنا الإسلامي كقضية فلسطين العادلة التي سيستعيد فيها أبناء الشعب الفلسطيني أرضهم وحقوقهم.
وفي ختام کلمته، تقدم السيد عمار الحکيم بالشكر الجزيل والثناء الجميل للجمهورية الإسلامية في إيران وعلى رأسها قائد الثورة الإسلامية سماحة "الإمام السيد الخامنهاي" (دام ظله) على رعايته المستمرة لمشاریع الوحدة الإسلامية والحضارة الإسلامية وكل ما له بصلة بنهوض هذه الأمة وعزتها وكرامتها.