على هامش مشاركته في المؤتمر 35 للوحدة الاسلامية في طهران
السيد الندوي: معظم المتطرفين جهلة
اعتبر السيد سلمان الحسيني الندوي رئيس جبهة الاتحاد في الهند ان معظم المتشددين والمتطرفين جهلة.
واشار السيد الندوي في حوار خاص مع وكالة أنباء التقریب (تنا) على هامش مشاركته في المؤتمر الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية في العاصمة طهران، إلى أن المتشددين والمتطرفين حتى لو علموا شيئا جانب من الدين وربما القضايا السطحية منه. وخاصة القضايا التي تضيق الأطر فهؤلاء يرون الآخر كافر أو ملحد أو مرتد.
واعتبر مؤتمر الوحدة بانه حاجة الساعة خاصة وان الأمة الاسلامية مشتتة، مما يستدعي وحدة صفها، مشيرا الى أن انقسام المسلمين واختلافهم امرا مبتدعا، خاصة وان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قد جمع الناس من كافة المناطق في اطار واحد ومنصة واحدة وألف بينهم وكانوا أخوة متحابين وأسرة واحدة وجماعة واحدة، فاذا اردنا أن نكون محمديين فعلينا العودة الى العهد الزاهر لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ورد السيد الندوي على سؤال هل المقصود من الوحدة الاسلامية هو أن يذوب السني في الشيعي، بالقول: المقصود من الوحدة هي الوحدة في الدين والاسلام، وهذا الدين يشمل مناح كثيرة، فالاسلام عقيدة وعبادة واجتماع واقتصاد وسياسة وحكومة، وفيه متسع ومجال للجميع.
واضاف، ربما تجد صوفيا مهتم بتزكية النفس، فلا بأس بذلك، لأن الاسلام يهتم أيضا بتزكية النفس، وربما تجد من يهتم بالفقه والاسلام يولي أهمية بالغة للفقه، وكذلك الحال في مجال السياسة والاقتصاد، فالاسلام يهتم بكل هذه المجالات، وبالتالي لا ينبغي وجود عقائد مفرقة مادام الاسلام يستوعب الجميع.
وفي رده على سؤال، من المسؤول عن ظهور النزاعات والصراعات بين المسلمين، هل الدين أم علماء الدين أم وعي الناس أم التدخلات الأجنبية، شدد على أن الاسلام دين متكامل وليس هناك أية مشكلة في الدين أو في القرآن أو سنة النبي انما المشكلة في الفهم والوعي وفي التعامل بين المسلمين ولا ينبغي تجاهل دور الأعداء في اثارة المشاكل والخلافات، وطالما سعى الأعداء الى اثارة الخلافات وهذا هو ديدنهم فهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، بينما على المسلمين أن يشد بعضهم بعضا والامتثال لقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان".
وحول تجربة الهند في التعايش بين الطوائف والمذاهب، أكد أن نجاح تجربة التعايش الديني في الهند يعود الى الجهود التي بذلها العلماء الربانيون وخاصة كبار علماء الصوفية كالعالم نور الدين الجشت، فهؤلاء أشاعوا المحبة بين الناس وقبلوا الآخر وتعاملوا معه، الأمر الذي دفع ملايين الهندوس الى اعتناق الاسلام.
ونبه السيد الندوي الى أنه الى جانب الدور الذي لعبه علماء الصوفية في تكريس الوحدة، فانه تأسست منظمات تهتم بالتعاليم الشرعية الخاصة بالمسلمين وخاصة الأحوال الشخصية للمسلمين، وقد تأسست هيئة في هذا الاطار عام 1972، وشارك فيها السنة والشيعة والبهرة وسائر الطوائف كان الهدف هو التصدي لأي تدخل حكومي في الشريعة الاسلامية.
وأشار السيد الندوي الى تأسيس الامارة الشرعية في ولاية بهار عام 1919 والتي لعبت دورا في توحيد المسلمين، ثم انتقلت هذه التجربة الى ولايات هندية أخرى.
ولفت الى انه قام بتأسيس تجمع الاتحاد في الهند، وهي تجربة أيضا لجمع كافة الديانات وأتباعهم، سواء كانوا مسلمين أو هندوس ومسيحيين، خاصة وأن البشرية تنتمي الى أب واحد وأم واحدة، وبالتالي فالجميع ينتمون لهذه الأسرة بالانسانية، وربنا يقول "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم"، فلم يقل ربنا سبحانه وتعالى يا ايها المسلمون وانما عمم الدعووة على الجميع.