استاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم:

الدعوة إلى الأخوة الإسلامية انما هي دعوة إلهية ربانية قرآنية

الدعوة إلى الأخوة الإسلامية انما هي دعوة إلهية ربانية قرآنية

قال: استاذ البحث الخارج في الحوزة العلمية في قم اية الله "محمد هادي یوسفي غروي": إذن فالدعوة إلى الأخوة الإسلامية الإيمانية ومقتضياتها ومستلزماتها إنما هي دعوة إلهية ربانية قرآنية.

وخلال كلمة له في الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الدولية الـ 37، اضاف اية الله غروي: إنما المسلمون إخوة ومع ذلك لا يلتفت البعض في الأمة الإسلامية إلى هذا النداء الإلهي ولا يحاول أن يمتثل لأمر الله سبحانه وتعالى وبالواقع إملاء الأخوة الإسلامية الإيمانية على المسلمين والمؤمنين إنما هو إملاء بمعنى إمتثال العبيد لله سبحانه وتعالى. هنالك من يدعون إمتثال العبودية لله سبحانه وتعالى والذين يدعون الإيمان برسوله وكتابه المنزل على نبيه ورسوله المرسل ومع ذلك لا يمتثلون بهذا الأمر الإلهي.
واضاف: هذا هو المقتضى للإيمان بالله ورسوله وكتابه ولذلك نرى أن الشاعر والكاتب الفارسي الشهير "سعدي الشيرازي" في أبياته التي نظمها على منوال الحديث النبوي الشريف يقول: "بنو آدم أعضاء الجسد الواحد" بينما المرحوم الأستاذ "الشهيد المطهري" رضوان الله تعالى عليه يأخذ هذه الملاحظة على هذا البيت من الشعر الفارسي للشاعر الفارسي الكبير الشهير "سعدي الشيرازي" ويقول: "إنما قال رسول الله مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ولم يقل كل أبناء الآدم". إنما ذلك مسامحة من ذلك الشاعر وسع دائرة الأخوة من الإيمانية الإسلامية إلى الأخوة الإنسانية البشرية وهذا يذكر بكلام أمير المؤمنين أمير البيان سلام الله عليه في كتابه إلى مالك الأشتر.
وتابع: يعني بناء على المعروف المشهور من نسبة الكتاب إلى أمير المؤمنين عليه السلام إلى عامله على مصر يومئذ وإن كان لم يتحقق في عمله لأن هناك من قتله بالسم وأخذ يضحك مستلقیا على قفاه ويقول إن لله جنودا من عسل سمه في عسل وقضى على حياته بذلك العسل وهو ينسب هذا الأمر إلى الله سبحانه وتعالى ويقول إن لله جنودا من عسل.
وصرح: لكن أمير المؤمنين بناء على المعروف المشهور المذكور في كتابه يعني كتاب كلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام نهج البلاغة من جمع المرحوم السيد الشريف الرضي الذي هو من أحفاد أمير المؤمنين عليه السلام والذي الكاتب المصري المعروف عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في آخر هذا الكتاب كأنما يقف على عبقرية من عبقريات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ويقول بالنسبة لهذا الكتاب: "إذا إفترضنا أن الكتاب لم يكن مستقيما مباشرة من كلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وإنما هو من يد حفيد من أحفاده وهو السيد الشريف الرضي فإنما هو بريشة فنان ماهر لم يحد عن وصف أمير المؤمنين عليه السلام في كلماته وأفكاره قيد شعرة" وهذا وصف دقيق لا بأس به عند التنازل عن صحة نسبة هذه الكلمات إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
واكد: فإذا كان أمير المؤمنين هذا منطقه وهذا فكره فكيف بالأخوة الإيمانية وكيف بمن يدعي أنه من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعة أبناءه الأئمة المعصومين عليهم السلام. هل لأحد وهو يدعي إتباع أئمة أهل البيت من بعد الحسنين عليهما السلام كعلي بن الحسين زين العابدين ثم إبنه محمد بن علی الباقر ثم إبنه جعفر بن محمد الصادق ثم إبنه موسى بن الكاظم ثم إبنه علي بن موسى الرضا ثم إبنه محمد بن علي الجواد ثم إبنه علي بن محمد الهادي ثم الحسن بن علي بن محمد العسكري يعني الإمامين العسكريين هل لأحد أن يدعي أن أي أحد من هؤلاء الأئمة أي أئمة أهل البيت حادوا عن هذا الطريق وهذا الفكر وهذا البيان قيد شعرة؟ لا والله إنهم دعاة الوحدة الإيمانية الإسلامية فأوسع من ذلك دعاة الوحدة البشرية الإنسانية فكيف بالوحدة الإيمانية الإسلامية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.