الخصائص الواقعية للرسول الأعظم (ص)
خاص بالموقع الاعلامي للتقريب:عقدت الجلسة الثانية لمؤتمر الوحدة الاسلامية صباح يوم السبت في فندق استقلال تحت رعاية الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي في سلطة عمان والشيخ تاج الدين الهلالي مفتي استراليا.
ثم ألقى عدد من المشاركين محاضراتهم من بينهم آية الله واعظ زاده خراساني الذي تطرق الى سيرة الرسول السمحاء في السلوك التشريعي، وأشار الى بعض الخصائص النبوية في سيرته.
ثم القى الدكتور خالد زهري من علماء المغرب مقالته تحت عنوان خصائص النبي محمد (ص) وأخلاقه من خلال زبور مخطوط، حيث بدأ بالكلام: لقد كان الفتح المبين عندما عثر على مخطوط غريب من نوعه، ويحمل عنوان كتاب المقدس ورد ذكره في القرآن والسنة والآثار، وهو الزبور، وجاء فيه اشارات واضحة ببعض خصائص النبي الكريم محمد صلى الله عليه وآله.
ولا جرم أن من أهم خصائص زبور داود، أنه جاء مبشراً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومفصلاً لخصائصه، وذاكراً أخلاقه وبعض معالم سيرته.
ثم تطرق الى الاسرائيليات التي كان من المحتمل ان تنص اليها زبور داود واثبت بأن الزبور ليس واقعياً، وهذا الزبور وجد في مكتبة (الحسينيات) في الرباط.
ثم قال: هذا، وقد تعامل علماء الاسلام مع الزبور، الموجود في العهد القديم، بنحوين:
النحو الأول: اعتماد على تراجم عربية، ورد فيها التصريح باسم «محمد»، أو «محمود»، أو مشتقاتهما.
النحو الثاني: تأويل النصوص بما يؤدي معنى البشارة بمحمد، بالتنبيه على بعض صفاته، التي ينفرد بها، والاشارة الى أفضلية لأمته.
ووجد بعض الاشارات الى محمد، إما صريحة أو بالتلميح، فأثبت «أنه ليس زبوراً حقيقياً، بالمفهوم الاسلامي، للعلل الفادحة، في متنه، ولغياب السند الواجب توثيقه.
وما يمكن قوله، هو أنه زبور ملفق ومزوّر، حيث جمعت الاسرائيليات، التي توافق بعض أخلاق الاسلام، وبثّ آيات قرآنية بينها، بعد تصنيفه بما يوافق بعض أهم خصائص القرآن، كتقسيمه إلى سور، وافتتاح كل سورة بالبسملة.
لكن، يبدو أن جامع هذا الزبور، لم يكن له دراية واسعة، ولا معرفة عميقة، بالكتب السماوية، وأخذ يخالط بالكتب، حيث لا يعرف بما هو توراتي، وما هو انجيلي، وما هو قرآني.
ثم ألقى الاستاذ محمد صلاح الدين المستاوي كلمته حول صور من وقائع الرسول الأعظم، حيث فسّر بعض الظواهر الواقعية من حياة رسول الله (ص) قائلاً: لقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الواقعية والتلاؤم مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها مما جعله عليه الصلاة والسلام قريبا من الناس مثلما أنه قريب من الله.
لقد كان عليه الصلاة والسلام بشراً سوياً يمشي في الأسواق ويأكل الطعام ويصوم ويفطر ويصلي وينام ويتزوج النساء يعلم بكل ذلك أصحابه رضوان الله عليهم حتى يظلوا سالكين لمنهج الوسطية والاعتدال في كل تصرف، فهذا المنهج هو الصراط المستقيم وهو المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلاّ هالك، لأجل ذلك فانه عليه الصلاة والسلام حذر من يحيد عن هذا المنهج حتى لو كان عن حسن نية واجتهاد المقصد منه التقرب الى الله والإحراز على مرضاته سبحانه وتعالى قال: (من رغب عن سنتي فليس منّي).
وبعد ان تم تبيان الصورة الحقيقية للسيرة النبوية في حياته، يمكن أن نصل الى النتيجة الملموسة.
ان هذه الواقعية تجعل من تعاليم الاسلام صالحة لكل زمان ولكل مكان بشرط أن ينظر الى هذه التعاليم نظرة عميقة مستنيرة تراعي مختلف الأبعاد لا هدف لها الى إسعاد الانسان في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة جاعلة نصب عيني المسلم ذلك الحديث الشريف: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) والحديث الآخر الذي يبشر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلم بأنه (يبلغ بنيته ما لا يبلغه بعمله) بهذا التصور السليم وبهذه الرؤية الصحيحة لهديه عليه الصلاة والسلام الذي هو معين لا ينضب ونور لا يخفت في الاستجابة له الصلاح والفلاح (استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم) صدق الله العلي العظيم.
ثم تطرق كامل ابو بكر شريف من اثيوبيا الى خصائص السيرة النبوية في البدء تطرق الى اروع ما ذكره التاريخ من سيرة العظماء حيث قال: رأيت أن أذكر بعضاً من خصاله الحميدة وأخلاقه الكريمة التي هي نبراس الهدى والتي هي قبسات ربانية من سيرة خير البرية أسوقها للمسلمين ليتآسوا بها وليسيروا على نهجها.
ثم تطرق الى التسامح واليسر حيث عرف الرسول (ص) بالمسامحة وحسن المعاملة بين الناس في القضاء والمعاملة وعرف بالعدل والمساواة بين الناس مهتدياً بهدى الله سبحانه وتعالى الذي أمره بالعدل والاحسان، ثم تناول سلوك الانسان والعبودية.
ثم اعتلى المنصة ادريس قدوس رئيس هيئة العلماء المسلمين في ساحل عاج وتناول عن سيرة الرسول وأخلاقه والتعامل مع المسلمين آنذاك.