الحضارة الاسلامية و الامة الاسلامية الواحدة مقولتان متلازمتان
الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : ثمة وحدة اعتبارية في الاسلام يشار اليها بأمّة الاسلام مقرونة بالنظام السياسي ، و أن ملاك الانتماء الى هذا النظام يكمن في « أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ » .شارك آية الله الشيخ محسن الاراكي ، الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، في الندوة الفكرية التي أقامتها جامعة ابو علي بن سينا بمدينة همدان تحت عنوان " الامة الاسلامية الواحدة ، السبيل الى الحضارة الاسلامية " ، حيث كانت لسماحته كلمة لفت فيها الى أن الحضارة الاسلامية و الامة الاسلامية الواحدة مقولتان متلازمتان ، موضحاً : المقصود من الامة هو جماعة مترابطة من البشر تتحرك نحو هدف محدد . و لهذا يوحي مصطلح الامة بسمات الترابط و الهدفية و الحركية .
و أضاف سماحته : أننا نعرّف المجتمع الاسلامي باعتباره أمّة ، لأنه عبارة عن جماعة مترابطة تتحرك نحو هدف واحد .
و أشار آية الله الاراكي الى أن لدينا نوعين من الوحدة ، وحدة اعتبارية و وحدة حقيقية ، مضيفاً : الوحدة الاعتبارية هي الوحدة التي توجد بين الجماعة بناء على عقد ما . فاذا ما كانت هناك جماعة تعيش في منطقة جغرافية و سياسية واحدة ، فأنها تعد بمثابة امة واحدة استناداً الى الدستور .
و تابع سماحته : الوحدة الاعتبارية التي يراها الاسلام تعرف بعنوان أمة الاسلام من خلال النظام السياسي ، و ان ملاك الانتماء الى هذا النظام هو «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ، و قبول الشهادتين لنظام الاسلام السياسي .
و لفت آية الله الاراكي الى تعريف العلمانيين للاله موضحاً : العلمانيون يعتقدون بأن الله تعالى هو الخالق ، و لكن الخالق تقاعد بعد الانتهاء من خلق العالم ، أي فوض أمر العالم الى الخلق .
و اضاف : من وجهة نظر هؤلاء أن الله موجود مقدس ، يذهبون في ايام الاحد الى الكنيسة يصلون له ، و يكنون له الاحترام ، و أن مثل هذا يتعارض تماماً ما يذكره القرآن الكريم عن الله .
و أشار آية الله الاراكي الى أن القرآن يتحدث عن الله تعالى باعتباره خالقاً له الأمر و الحكم ، مضيفاً : حكم الله تعالى يختلف عن حكم الآخرين ، لان الله تعالى منزّه و احكامه تتسم بالعدل و الطهارة .
و مضى سماحته يقول : الله تعالى ملك و سلطان الناس ، و هو الوحيد في عالم الوجود الذي يستحق أن يلقب بالملك و السلطان . و عندما نقول أن الله تعالى هو الحاكم فهذا يعني أن الحكم له وحده ، لأن الحاكم يعني من يمتلك الارادة العليا و أن حكمه نافذ و ملزم .
و أوضح الامين العام لمجمع التقريب : عندما نقول الله أكبر يعني أن الله هو الاعلى ، و ان هذا العلو و التسامي يدل على مقام الحاكمية لله تعالى ، لذا فان أي سلوك أو تصرف نقوم به يعبّر عن تبعيتنا لحكم ما شيئنا أمّ أبينا .
و أشار سماحته : أن كل أمر لا يخرج عن حالتين ، إما أن يكون مصدره الله تعالى أو هوى النفس ، و لهذا فان سلوك الانسان و تصرفاته إما نابعة عن ميوله النفسانية ، أو توجهاته الالهية .
و تابع آية الله الاراكي : أن حاكمية الله تعالى لا تقتصر على اصولها الدينية و الاسلامية ، بل العقل أيضاً يؤمن بأن الله تعالى هو الحاكم ، و نحن عندما نقول " أشهد أن لا إله إلا الله " ، نقرّ و نعترف بإلوهية الله و بحقيقة العبادة ، ذلك ان الاله يعني المعبود و من يليق به الحكم و يستحقه .
و لفت آية الله الاراكي الى أن الامة الاسلامية الواحدة تستمد وجوده في ضوء " اشهد ان لا اله إلا الله" ، مضيفاً : الله تعالى هو الحاكم ، و الرسول الاكرم (ص) المأمور الاول ، و عندما ننطق بالشهادتين و نقبل النظام السياسي للاسلام ، ذلك يعني في الحقيقة القبول بالحاكمية الالهية التي بشّر بها نبي الاسلام (ص) .
و أضاف سماحته : أن اساس تشكّل الامة الاسلامية يكمن في الشهادتين ، فإذا ما أسلمنا و تطابق سلوكنا و تصرفاتنا الارادية مع يريده الله تعالى ويرشدنا اليه الرسول الاكرم (ص) ، حينها تتبلور الهوية ، الهوية المحمدية التي تجسد ارادة الله تعالى و توجهات رسوله الكريم .
و مضى آية الله الاراكي يقول : و بناء على هوية الرسول الاكرم (ص) تتشكل الهوية الواحدة التي هي تجسيد للوحدة الحقيقية . فمع النطق بالشهادتين تبدأ الوحدة ، و من ثم و من خلال اتباع رسول الاسلام (ص) ، تنتقل الى الهوية الاجتماعية الواحدة .
و تابع سماحته : الهوية الواحدة هذه لها أبّ واحد ، ذلك أن نبي الاسلام العظيم يعتبر أبّ هذه الهوية و مجسداً لها ، و أن جميع الذين ينتمون الى هذه الهوية يعتبرون أخوة . و حينما تتشكل الهوية الواحدة حينها تتبلور الامة الواحدة ، التي تجسد الوحدة الحقيقية .
و يوضح آية الله الاراكي : الرسول الاكرم (ص) يصف أفراد المجتمع الايماني بالجسد الواحد إذا ما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى . و لهذا عندما يظلم طفل في فلسطين فأننا نذرف الدموع من أجله ، و هو تجسيد للامة الواحدة التي يتألم بعضها مواساة للبعض الآخر .
و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : هوية الرسول الاكرم (ص) وحدة و تسليم لله تعالى ، و ان هذه الهوية الموحدة توجد مدينة ، مدينة عرفية في منطقة جغرافية ما ، و أخرى حقيقية حيث تعتبر المدينة الحقيقية ملاكاً و معياراً للحضارة .
و أضاف سماحته : أننا نعرّف المجتمع الاسلامي باعتباره أمّة ، لأنه عبارة عن جماعة مترابطة تتحرك نحو هدف واحد .
و أشار آية الله الاراكي الى أن لدينا نوعين من الوحدة ، وحدة اعتبارية و وحدة حقيقية ، مضيفاً : الوحدة الاعتبارية هي الوحدة التي توجد بين الجماعة بناء على عقد ما . فاذا ما كانت هناك جماعة تعيش في منطقة جغرافية و سياسية واحدة ، فأنها تعد بمثابة امة واحدة استناداً الى الدستور .
و تابع سماحته : الوحدة الاعتبارية التي يراها الاسلام تعرف بعنوان أمة الاسلام من خلال النظام السياسي ، و ان ملاك الانتماء الى هذا النظام هو «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» ، و قبول الشهادتين لنظام الاسلام السياسي .
و لفت آية الله الاراكي الى تعريف العلمانيين للاله موضحاً : العلمانيون يعتقدون بأن الله تعالى هو الخالق ، و لكن الخالق تقاعد بعد الانتهاء من خلق العالم ، أي فوض أمر العالم الى الخلق .
و اضاف : من وجهة نظر هؤلاء أن الله موجود مقدس ، يذهبون في ايام الاحد الى الكنيسة يصلون له ، و يكنون له الاحترام ، و أن مثل هذا يتعارض تماماً ما يذكره القرآن الكريم عن الله .
و أشار آية الله الاراكي الى أن القرآن يتحدث عن الله تعالى باعتباره خالقاً له الأمر و الحكم ، مضيفاً : حكم الله تعالى يختلف عن حكم الآخرين ، لان الله تعالى منزّه و احكامه تتسم بالعدل و الطهارة .
و مضى سماحته يقول : الله تعالى ملك و سلطان الناس ، و هو الوحيد في عالم الوجود الذي يستحق أن يلقب بالملك و السلطان . و عندما نقول أن الله تعالى هو الحاكم فهذا يعني أن الحكم له وحده ، لأن الحاكم يعني من يمتلك الارادة العليا و أن حكمه نافذ و ملزم .
و أوضح الامين العام لمجمع التقريب : عندما نقول الله أكبر يعني أن الله هو الاعلى ، و ان هذا العلو و التسامي يدل على مقام الحاكمية لله تعالى ، لذا فان أي سلوك أو تصرف نقوم به يعبّر عن تبعيتنا لحكم ما شيئنا أمّ أبينا .
و أشار سماحته : أن كل أمر لا يخرج عن حالتين ، إما أن يكون مصدره الله تعالى أو هوى النفس ، و لهذا فان سلوك الانسان و تصرفاته إما نابعة عن ميوله النفسانية ، أو توجهاته الالهية .
و تابع آية الله الاراكي : أن حاكمية الله تعالى لا تقتصر على اصولها الدينية و الاسلامية ، بل العقل أيضاً يؤمن بأن الله تعالى هو الحاكم ، و نحن عندما نقول " أشهد أن لا إله إلا الله " ، نقرّ و نعترف بإلوهية الله و بحقيقة العبادة ، ذلك ان الاله يعني المعبود و من يليق به الحكم و يستحقه .
و لفت آية الله الاراكي الى أن الامة الاسلامية الواحدة تستمد وجوده في ضوء " اشهد ان لا اله إلا الله" ، مضيفاً : الله تعالى هو الحاكم ، و الرسول الاكرم (ص) المأمور الاول ، و عندما ننطق بالشهادتين و نقبل النظام السياسي للاسلام ، ذلك يعني في الحقيقة القبول بالحاكمية الالهية التي بشّر بها نبي الاسلام (ص) .
و أضاف سماحته : أن اساس تشكّل الامة الاسلامية يكمن في الشهادتين ، فإذا ما أسلمنا و تطابق سلوكنا و تصرفاتنا الارادية مع يريده الله تعالى ويرشدنا اليه الرسول الاكرم (ص) ، حينها تتبلور الهوية ، الهوية المحمدية التي تجسد ارادة الله تعالى و توجهات رسوله الكريم .
و مضى آية الله الاراكي يقول : و بناء على هوية الرسول الاكرم (ص) تتشكل الهوية الواحدة التي هي تجسيد للوحدة الحقيقية . فمع النطق بالشهادتين تبدأ الوحدة ، و من ثم و من خلال اتباع رسول الاسلام (ص) ، تنتقل الى الهوية الاجتماعية الواحدة .
و تابع سماحته : الهوية الواحدة هذه لها أبّ واحد ، ذلك أن نبي الاسلام العظيم يعتبر أبّ هذه الهوية و مجسداً لها ، و أن جميع الذين ينتمون الى هذه الهوية يعتبرون أخوة . و حينما تتشكل الهوية الواحدة حينها تتبلور الامة الواحدة ، التي تجسد الوحدة الحقيقية .
و يوضح آية الله الاراكي : الرسول الاكرم (ص) يصف أفراد المجتمع الايماني بالجسد الواحد إذا ما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى . و لهذا عندما يظلم طفل في فلسطين فأننا نذرف الدموع من أجله ، و هو تجسيد للامة الواحدة التي يتألم بعضها مواساة للبعض الآخر .
و خلص الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية للقول : هوية الرسول الاكرم (ص) وحدة و تسليم لله تعالى ، و ان هذه الهوية الموحدة توجد مدينة ، مدينة عرفية في منطقة جغرافية ما ، و أخرى حقيقية حيث تعتبر المدينة الحقيقية ملاكاً و معياراً للحضارة .