استاذ جامعي يوناني : علینا أن نجدد الدعوة بالتصالح والتسامح بین علماء الأمة
قال عضو هيئة التدريس في جامعة ارسطو اليونانية الدکتور "یاشار شریف داماد اوغلو" : علینا أن نجدد الدعوة بالتصالح والتسامح بین علماء الأمة ونبذ الفرقة والتعصُّب المذهبي الهدّام و ذلك من خلال نشر ثقافة الوسطیة و السلام ومکافحة التطرف و الإرهاب.
وفي مقال له خلال الندوة الافتراضية للمؤتمر الدولي الـ 38 للوحدة الاسلامية، قال د. اوغلو : إننی أتوجه بنداءات ثلاث؛ نداءٌ للعالم العربي والإسلامي وإلی کل فرد من أفراد المسلمین، نداءٌ للإنسانیة جمیعا، نداءٌ لإخواننا الفلسطینیین؛ أما نداء العالم العربي و الإسلامی جمیعاً فإنه یجب علی علماء الأمة أن ینشروا بین الناسِ جمیعا سماحة الأمة الإسلامي و وسطیته التي تدعو الی التعایش و قبول الآخر و عدم الإقصاء والتشدد.
وأضاف : ان التشدد ورائه دعم مادّي و معنوي یستهدف تفرقة المسلمین في حین أن الإسلام یتّسع للجمیع.
وأكد : یجب علی جمیع علماء الأمة الإسلامیة، سنة وشیعة إصدارُ بیانٍ بتحریم قتل السني للشیعي وقتل الشیعي للسني؛ فإن التأریخ ملیئ باتفاقات السلام ونصر المظلومین، كم في عصر ما قبل الإسلام کان هناك إتفاق "حلف الفضول" في مکة المکرمة و بعد انطلاق الإسلام کانت هناك صحیفة المدینة المنورة وقبلها بسنوات کان هناك وثیقة المکة المکرمة.
وتابع اوغلو : علینا أن نجدد الدعوة بالتصالح والتسامح بین علماء الأمة ونبذ الفرقة وهذا لن یکون إلا بتحصین شباب الأمة و توعیتهم بمخاطر الوقوع في براثن التطرف و الإرهاب و بمواجهة الفکرة المتطرف.
وأردف الباحث الاكاديمي اليوناني : علینا جمیعاً تبنّي ثقافة الحوار و التسامح و التعایش المشترك فعلینا إرساء دعائم السلام و المحبة و التعایش المشترك بین الشعوب والمجتمعات المختلفة لیسود السلام بین الإنسانیة جمعاء مع الحفاظ علی هویتنا الإسلامیة.
وقال اغلو : إن الأدیان هي رسالات السلام إلی البشر؛ بل وإلى الحیوان و النبات والطبیعة بأسرها، وعلینا أن نعلم بأن الإسلام لا یُبیح للمسلمین القتال إلا في حالة واحدة؛ هي دفع العدوان عن النفس والأرض والوطن.
واوضح : إن الإسلام لا ینظر لغیر المسلمین من منظور العداء؛ مؤكدا بالقول "فلیعلم الجمیع أن الإسلام لیس هو الدین الذي علیه أن یثبت بأنه دین حوار وأنه دین تکامل الحضارات وتلاقح الثقافات و احترام الآخرین، فهذه الحقائق یعرفها لهذا الدین من یؤمن به و من لایؤمن به علی سواء".
وحول قضیة الشعب الفلسطیني، قال اوغلو : یا أیها الناس، ان قضية الشعب الفلسطيني قضیة عادلة محقّة و لا یُمکن لمن یمتلك ذرةً من العدل أن یری غیر ذلك، واردف : فلا تقفوا مکتوفي الأیدي أمام عُنصرية الصهاینة ولا تُواصلوا دعمَکم لذلك الکیان المحتل الغاصب و لا تقتلوا إنسانیتکم و لا تهلکوا ضمائرکم و لا تسمحوا لعدیم الضمیر والإنسانیة من أن یدُسُّ أقدس مکان البشریة جماعا.
واكد هذا الباحث الاكاديمي الاسلامي : إن الشعب الفلسطین ینادونکم فلا تخذلوهم فلا تکونوا عونا للظالم علیهم بسکوتکم ولا تکونوا شریکا في الجریمة بنسیانکم، بل کونوا عباد الله! مع المظلوم علی الظالمین.. يا أیها الناس لا تغرّنکم الدنیا وزخرفها فنعیم الدنیا زائل و وسائل السیاسة متعددة إلا أن الحق واحد لا یتعدد و ما تفعلونه الیوم سیُدَوَّن في التأریخ، خیراً کان أم شراً؛ فاکتبوا تأریخکم بمداد من النور و لا تکتبوا بدماء إخوانکم و لا برماد بیوتکم.
وختم مناديا أهل فلسطین : إن دمائکم هو دماؤنا وإنکم أصحاب الحق والقضیة ولو خذلکم العالم کله، فلا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن کنتم مؤمنین.