استاذ جامعي في ساحل العاج : قوى الهيمنة العالمية وظف الإرهاب للضغط على دول المنطقة

استاذ جامعي في ساحل العاج : قوى الهيمنة العالمية وظف الإرهاب للضغط على دول المنطقة

قال الاستاذ الجامعي في ساحل العاج "البروفيسور کامارا موریتیة" : ان قوى الهيمنة العالمية تحاول استخدام الإرهاب كوسيلة للضغط على دول المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب.


وأضاف "البروفيسور کامارا موریتیة" في مقاله امام الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الـ 37 بطهران : خلال هذا الاجتماع المهم للغاية، أريد اليوم أن أتحدث معكم عن موضوع النفاق في مكافحة الإرهاب ومن المستفيد من الأعمال الإرهابية في العالم؟ في الحقيقة هذا السؤال يثير العديد من التساؤلات حول سبب هذه الظاهرة وطرق التعامل معها.منذ عام 2001 عندما وقع هجوم إرهابي خطير في أمريكا، أثيرت قضية الإرهاب في العالم كظاهرة جديدة .

وتابع : منذ ذلك التاريخ كم عدد الأعمال الإرهابية التي حدثت في العالم وكم عدد القنابل والهجمات الإرهابية التي استخدمت بين الدول وضد الناس؟ أحداث أدانها الغربيون، لكن هل كانت هكذا عملا؟ ينبغي أن نرى كم من دولة تعرضت لأعمال إرهابية ومغرضة وكيف كان رد فعلها؟

ولفت هذا الباحث الافريقي بأن، "هل تم إهمال القوانين الدولية والحقوق الدولية وحقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب؟ كيف ينبغي لنا أن نقول للإنسانية إن الأعمال الإرهابية التي نواجهها اليوم هي أشد خطورة بكثير من الأعمال التي ارتكبت قبل بضع سنوات؟

وأضاف : عندما يطول مرضك رغم العلاج، فمن الواضح أن العلاج لم يكن مستجيبا وفعالا أو أن المرض لم يتم تشخيصه بشكل صحيح. وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، فإن المشكلة نفسها. إذا لم تكن كفاحاتنا فعالة، فهناك مشكلة أساسية.

وتابع : فيما يتعلق بالارهاب، لا بد من الإشارة إلى بعض النقاط :
بداية، ينبغي القول إن هذه الكفاحات سيتم النظر إليها وفقاً للمواقف الجيوسياسية والاستراتيجية، وينبغي أن نرى ما إذا كانت ستفيد الوضع السياسي أم لا. ولماذا، على سبيل المثال، في الهجمات الإرهابية التي نفذت عام 2001، بدأت بداية الحرب على الإرهاب، وتلاها بدء الحرب في أفغانستان والعراق، وتم تدمير هاتين الدولتين وفي حين أن الإرهابيين المتورطين في حادثة عام 2001 لم يكونوا عراقيين أو أفغان، بل كانوا مواطنين من لبنان ومصر والمملكة العربية السعودية وغيرها و بالتعرف عليهم، تبين أنهم انتحروا وفق الخطة السابقة حتى الموت، والتي رافقتها بالطبع مجموعة من مصادر الإلهام، بما في ذلك الدعم المالي والروحي والفكري. والسؤال المطروح الآن هو من أو هؤلاء الذين يحاربون الإرهاب طواعية وبطريقة عادية على أساس النفاق ؟

و أضاف "البروفيسور کامارا موریتیة" : في الواقع، يمكن أن يكون للأعمال الإرهابية والأشخاص الذين يرتكبون أعمالًا إرهابية مصالح سياسية واقتصادية وجيواستراتيجية لبعض البلدان. إن الأعمال الإرهابية في غرب أفريقيا مستمرة منذ فترة طويلة، ويمكن القول إنها أدت في السنوات الخمس عشرة الماضية إلى مقتل عدد لا يحصى من الأشخاص. إن الإرهابيين من الدول المجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر وغانا وتوغو ومنطقة الساحل هم في الأساس قوى مرتبطة بدول أجنبية وفي منطقة الساحل دائما ما يتركون مئات أو حتى آلاف القتلى بسبب العمليات الإرهابية.

ومضى الى القول : على سبيل المثال، في الجزائر، قتلت الجماعات الجهادية عددًا كبيرًا من الأشخاص، ولجأ الكثيرون إلى مالي، ومنذ عام 2014، استقر أكثر من خمسة آلاف جندي في منطقة الساحل، ودول مثل النيجر وغانا وغيرها. متورطون جدًا في قضية الإرهاب. ولكن بدلا من المساعدة من الدول القوية، نرى انتشار الإرهاب والجماعات الإرهابية في هذه المنطقة. ولذلك أدت هذه القضية إلى ظهور انقلابات في بوركينا فاسو والنيجر، وطالبت هاتان الدولتان بطرد القوات الفرنسية .

و أوضح الأستاذ الجامعي في ساحل العاج، "صحيح أن مكافحة الإرهاب أمر ضروري، لكن هذه المهمة لا ينبغي أن تُعهد إلى المنتفعين الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة. ولذلك فإن طريقة وأسلوب مكافحة الإرهاب يجب أن يتم بالتعاون مع الدول التي عانت من هذه الهجمات الإرهابية".

و أكمل قائلا : على سبيل المثال، سأذكر مالي، ماذا حدث في مالي؟ إن تهريب المخدرات، الذي يتم تنفيذه منذ سنوات عديدة من حدود بوركينا فاسو ونيجر، يعود في الواقع بفوائد على بعض البلدان. ولذلك، إذا كنا مصممين على إيجاد حل لمحاربة الإرهاب وتجارة المخدرات وإحلال الأمن، فلا بد من اتخاذ خطوات مهمة بحضور الدول المعنية ودون مراعاة مصالح المنتفعين وتدخلاتهم. هذه هي الخطوة الأكثر أهمية التي يجب اتخاذها قبل اتخاذ أي إجراء.