آیة الله الدکتور مبلغي : التقريب ليس امرا هامشيا بل ياتي على راس المشاريع التي لابد للمسلمين ان يهتموا بها
قال عضو مجلس خبراء القيادة في ايران "اية الله الدكتور احمد مبلغي" : التقريب ليس امرا هامشيا او اقتراحا على درجه ثانويه، بل هذا الاقتراح ياتي على راس قائمه الاقتراحات والمشاريع التي لابد للمسلمين ان يهتموا بها، ولابد ان نفهم بان التقريب لو لم يتحقق فلا السنه تتمكن فعل شيئ لخدمه الاسلام وخدمه الامة، ولا الشيعة تتمكن وتستطيع ان تفعل شيئا.
جاء ذلك في مقال "اية الله مبلغي"، خلال الاجتماع الافتراضي لمؤتمر الوحدة الاسلامية الدولي الـ 37، الذي بدا اعماله برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية اعتبارا من 28 سبتمبر لغاية 3 اكتوبر 2023؛ حيث قدم التهاني والتبريكات بمناسبة میلاد النبي الأکرم وحلول أسبوع الوحدة الإسلامیة. وفيما يلي نص هذا المقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للة رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا ابا القاسم محمد و على ال بيته الطيبين الطاهرين و على صحبه الميامين المنتجبين.
ان التقريب مشروع كبير بامكانه ان يفعّل الكثير من الطاقات التي تمتلكها هذه الامه ولكنها لم تفعل بعد.
هذه الطاقات الموفورة في ديننا وفي امتنا وفي هذا الاسلام الحنيف القوي، بامكانها ان تبرز امام المجتمع الدولي وبامكانها ان تلعب دورا فاعلا اساسيا حيا تجاه القضايا المعاصره، ولكن هناك شرط لابد من توفيره وهذا الشرط عبارة عن عدم التباعد بين المسلمين بل ان يكون هناك تقارب قوي وتعايش جذري بين ابناء هذه الامه.
هذا الشرط لو لم نحققه فنحن لا نستطيع ان نجعل دين الاسلام وطاقاته وامكانياته وقابلياته في خدمه المسلمين والمجتمعات البشريه.
اذا التقريب ليس امرا هامشيا او اقتراحا على درجه ثانويه، بل هذا الاقتراح ياتي على راس قائمه الاقتراحات والمشاريع التي لابد للمسلمين ان يهتموا بها، ولابد ان نفهم بان التقريب لو لم يتحقق فلا السنه تتمكن فعل شيئ لخدمه الاسلام وخدمه الامة، ولا الشيعة تتمكن وتستطيع ان تفعل شيئا.
هناك سؤال اساسي يطرح علينا، من انه "لماذا لا نستطيع ان نفعل هذا التقريب بشكلا شامل وجامع؟ ولماذا التقريب دائما الفرص التي تتاح امامه هذه الفرص لا نستطيع تفعيلها وانجازها واغتنامها؟ ولماذا التقريب لم يصبح المشروع الاكبر في الامه الاسلاميه؟".
وتوجد العديد من علامات الاستفهام بهذا الخصوص التي تلزم على علماء الامة ان تبادر الى تحليلها ودراستها بشكل جاد وعن كثب.
وفي الجواب يمكن طرح الكثير من الامور، وانا اركز في هذا المقال فقط على عامل من العوامل التي اربكت مشروع التقريب من القيام بدوره المنشود.
نعم التقريب قائم والحمد لله المسلمون يتفهمون ويؤمنون به، لكن هناك ضرورة للبحث والتحليل حول اسباب عدم فعالية التقريب على المستوى العالمي، بحيث يلعب دوره الاساسي بالنسبه الى اهم القضايا التي تواجه العالم الاسلامي اليوم.
نحن نريد التقريب لحل المشاكل وازاله حاله التباعد والتنافر احيانا هنا وهناك.
قلت هناك اسباب عديدة، ومن جملة تلك الاسباب، عدم تركيز العلوم الانسانيه على التقريب وبتعبير اخر عدم ارتداء التقريب لباس العلم الديني ولباس العلم الانساني، هذه مشكله كبيره لابد ان نتحرك في اطار العلوم ولابد ان ننطلق من العلوم الاسلاميه ونسعى لكي تغطي مشروع التقريب. ولابد ان ننشئ تلك العلوم التي يمكن انشاؤها وتفعيلها وتاسيسها لتعزيز دور التقريب داخل الامة.
اذا نحن بحاجه ماسه الى مشروع العلم وتحديد نسبته مع التقريب، اي العلم في مجاري التقريب وتبيين النسبه المنطقيه التي تكون قائمه بين فكرة التقريب وفكرة العلم وفكرة الحركة العلمية.
لان التقريب من دون ان يكون علميا ومعتمدا على الاسس العلمية فهذا لا ينجح كما نتوقع، وكما قلت ان هذا التقريب احيانا لابد من طرحه على طاوله العلوم الاسلاميه مثل الفقه الذي يتمتع بطاقات كبيرة وقدرة عظيمة وله امكانيات دينيه مهمه بهذا الشأن، وفي اطار الفقه بامكاننا ان نتقرب اكثر ونطرح التقريب بشكل اقوى وانفع.
ان الفقه هو الذي يتولى العمل، والمسؤوليات والتكاليف، وطالما لا ننظر الى التقريب بعين التكليف والمسؤولية، لا نستطيع ان نعتمد على صرف وصايا وتوصيات اخلاقيه. لابد ان نطرح هذا ويمكن ان نقوم بهذا في اطار فقه الامه.
اذا اقتراحي ان ناتي ونركز على اعطاء جوانب علميه رائعه واعطاء طابع علمي بالنسبه الى فكرة التقريب لكي يخرج من حيّز الكلمات والشعارات والعبارات التي وان كانت هي مهمة ولكنها لا تنفع ولكنها لا تشق الطريق.
ليس بامكان هذه الشعارات البحتة التي لا تعتمد على قضايا علميه ان تقوم بدورها في سياق التقريب، وان كانت مهمه، ولكن نحن علينا ان نبتعد عن هذه الحاله وبحاجه قبل الشعار الى الشعور والى الهويه الاسلاميه.