آية الله الاراكي في ملتقى فكري بمحافظة قزوين : الاسلام الاميركي و التشيع البريطاني ، التحدي الاكبر للامة الاسلامية

آية الله الاراكي في ملتقى فكري بمحافظة قزوين : الاسلام الاميركي و التشيع البريطاني ، التحدي الاكبر للامة الاسلامية
آية الله الاراكي في ملتقى فكري بمحافظة قزوين : الاسلام الاميركي و التشيع البريطاني ، التحدي الاكبر للامة الاسلامية

برعاية الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية آية الله الشيخ محسن الاراكي ، عقد عصر الثلاثاء بمحافظة قزوين  شمال غربي البلاد ، ملتقى فكري حمل عنوان " شيعة بريطانيا ، و سنة أميركا " ، حضره العديد من الشخصيات العلمائية و الفكرية و الثقافية و جمع من الناشطين في احياء الشعائر الدينية و المناسبات المذهبية .  

و في كلمة لسماحته ، أشار آية الله الاراكي الى أن الاسلام الاميركي و التشيع البريطاني يشكلان تحدياً  في غاية الخطورة بالنسبة للاسلام المحمدي و التشيع العلوي ، لافتاً الى أن ظاهرة الاسلام الاميركي و التشيع البريطاني ، تعد من أبرز الموضوعات المثيرة للجدل في الوقت الحاضر ، لذا ينبغي التعاطي معها بدقة متناهية ، حتى انه يمكن القول أن معترك الحرب الناعمة بالنسبة لنا يكمن في هذه الجبهة .

و أضاف سماحته : صحيح أنه في السابق كانت لدينا معركة صعبة ، إلا أن المعركة اليوم تتسم بالمزيد من التعقيد ، و ان الذي جعل من هذه المعركة أكثر تعقيداً هو، تفعيل الجبهة الناعمة في مواجهة الاسلام المحمدي و التشيع العلوي .

 و لفت آية الله الاراكي الى مفهوم الحضارة الاسلامية موضحاً : الحضارة الاسلامية تعني اولاً عرض الاسلام هوية جديدة للبشرية و لحياة الانسان ، و في هذا الصدد ثمة اشارة في القرآن الكريم  تحت عنوان  الذين ثقلت موازينهم ( بالهوية ) ، و الذين ضعفت موازينهم ( بانعدام الهوية ) . فالذين خفت موازينهم  تعني الذين يفتقدون للهوية و ان مصيرهم  التيه و الضياع . أما من ثقلت موازينهم فهم الذين يتحلون بالهوية الرصينة .

 و أشار سماحته الى مفهوم الاستكبار قائلاً : الاستكبار يعني في الحقيقة استخدام الطاقات الانسانية  بما يخدم هوى النفس للمستكبرين ..  المستكبرون يمثلون الاقلية على الدوام ، غير أن هذه الاقلية تسعى للهيمنة على الآخرين و التحكم بهم من خلال مصادرة هويتهم . إذ أنه عندما يجرد الناس من هوياتهم و تخف موازينهم ، فأنهم يتبعون المستكبرين بكل سهولة .

و تابع آية الله الاراكي : ما لم تتم مصادرة هوية الافراد ، ليس بوسع المستكبرين الهيمنةعليهم و التحكم بهم . فإذا اراد الانسان أن يعيش ضمن النظام السائد في العالم ، و يحرص على ان تكون هويته هوية منطقية و متصلة بنظام الخلقة ، فان نظام الخلقة يتعاون معه ، و السماء تنزل نعماتها عليه ، و تعمر الارض له و تزدهر ايضاً .  
و أضاف سماحته : عندما يعمل الانسان بواجباته الالهية ، أي أن ييحافظ على علاقته مع النظام الحاكم على العالم ، فأن هذا النظام سوف يتعاون معه ، و هذا هو الصراط المستقيم .

و مضى آية الله الاراكي يقول : أننا نعيش في عالم تابع لخالق و حاكم .. الذي يحكم هذا العالم هو الله تعالى . لذا فأن احد مواضع اختلافنا مع الحضارة الغربية يكمن في هذه النقطة . لأن الحضارة الغربية تؤمن بأن هذا العالم يفتقد الى الجذور و الى الحاكم ، و لهذا فرضوا حكاماً لهذا العالم . بيد أننا نؤمن أن الله تعالى هو الحاكم ، و أن لهذا العالم حاكم و قانون ، و عليه فأن الذي بوسعه الحكم  هو الذي نص عليه الله تعالى و خوله بتولي الحكم .
و لفت سماحته : أن قانون الله و حكمه هو الصراط الالهي المستقيم . و إذا ما اراد المستكبرون أن ييحكموا هذا العالم ، ينبغي لهم أن يحرفوا  البشرية عن هذا الصراط المستقيم .

و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن تجريد الانسان من هويته يتم عن طريقين ، الافراط  و التفريط . فأما أن تكون مصادرة الهوية عن طريق التخلف عن النظام الحاكم على العالم ( التفريط ) ، أو تخطي النظام الحاكم على العالم ( الافراط ) .

 و اردف سماحته قائلاً : أننا نواجه اليوم على صعيد العالم الاسلامي هذين التحدّين الكبيرين ، التفريط و الافراط . مثلاً هناك من يقول  يجب عدم الاصرار كثيراً على التمسك بالموازين الشرعية . ليس من الضروري  مراعاة الحجاب بشكل كامل ، أو  أن نصلي على الدوام .. في الحقيقة أن هذا نوعاً من الاسلام الاميركي الذي تعمل اوروبا واميركا على ترويجه ، حيث يحاولون تربية و لفت الانظار الى مفكرين يروجون لهم هذا النوع من الاسلام . في حين أن امثال هؤلاء المفكرين لم يتحلوا  بأي تقوى أو دين ، و إنما يحاولون التنظير لايديولوجية الاسلام الاميركي باعتبارها ايديولوجية الاسلام الحقيقي .
يتبع ...............