آية الله الاراكي في ملتقى احياء ذكرى الشهيد الصدر : المجتمع الموحّد هو الذي يحتكم الى قيادة واحدة

آية الله الاراكي في ملتقى احياء ذكرى الشهيد الصدر : المجتمع الموحّد هو الذي يحتكم الى قيادة واحدة
آية الله الاراكي في ملتقى احياء ذكرى الشهيد الصدر : المجتمع الموحّد هو الذي يحتكم الى قيادة واحدة

بمناسبة حلول الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر الاسلامي الكبير آية الله السيد محمد باقر الصدر ، اقيم بجامعة الامام الصادق (ع) ملتقى احياء ذكرى العلامة الفقيد ، حضره جمع غفير من الشخصيات الدينية و الفكرية و الثقافية و اساتذة الجامعات ومريدي الفقيه الفذّ و المفكر الذي قلّ نظيره . و في كلمة لسماحته في هذا الملتقى أشار آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى موضوع فقه النظام الاسلامي موضحاً : يوجد لدينا نوعين من الفقه احدهما فقه الفرد و الآخر فقه النظام الذي يعبّر عنه بالفقه العامة ايضاً .

و لفت آية الله الاراكي الى أن الفقه يتولى مهمة بيان الاحكام الشرعية التعبدية و سلوك المكلف ، مضيفاً : هناك نوعان من المكلفين ، مكلف فردي و مكلف جمعي ، و بتعبير آخر أن بعض التكاليف تتعلق بالفرد ، و أخرى تتعلق بالسلوك الجمعي و قضايا المجتمع .
 
و تابع سماحته : التكاليف الجمعية خاصة بالسلوك الجمعي ، و ان من جملة ذلك تأسيس الحكومة . و لهذا يعد تأسيس الحكومة سلوكاً جماعياً .

و أوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية :  اذا اراد مجتمع ما ان يتحول الى مجتمع موحد ، لابد له من التحلي بالمركزية التي تأخذ على عاتقها مهمة  قيادة هذا المجتمع . و أن المجتمع ، و فضلاً عن اطاعته  لهذه القيادة ، يعمل على دعمها و مناصرتها .

و أضاف آية الله الاراكي : المجتمع يكون مجتمعاً واحداً موحّداً عندما يحتكم الى ارادة واحدة . فإذا كانت هناك قيادة واحدة في المجتمع ، فأن افراد هذا المجتمع يلتزمون باطاعة الحاكم و مناصرته .

و أشار سماحته الى قوله تعالى «واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا ،وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور» ( المائدة ، الآية 7 ) ، و « إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» ( التوبة ، الآية 111 ) ،  موضحاً : تشيرا هاتان الآيتان الى ميثاقين ، الاطاعة و النصرة ، فإذا ما تحقق هاتان العهدان في المجتمع ، يصبح  هذا المجتمع مجتمعاً واحداً .

و لفت آية الله الاراكي : أن ميثاقي الطاعة و النصرة  ماثلان حتى في الحكومات غير الاسلامية . على سبيل المثال ، المجتمع الاميركي ، الذي يقف على طرفي نقيض مع المجتمع الاسلامي ، تجد لديه هذين  العهدين ايضاً .  

و في معرض اشارته الى خصائص و سمات الحاكم في نظرية ولاية الفقيه ، قال آية الله الاراكي : يجب أن يكون الحاكم واعياً  للعدل و يتصف بالعدالة ، حتى تكون احكامه و توجيهاته عادلة . و بناء على ذلك يمكن التعامل مع هذا الحاكم من منطلق ميثاقي الاطاعة و النصرة .