آية الله الاراكي في مؤتمره الصحفي بمناسبة الذكرى الـ 25 لتأسيس مجمع التقريب : مفهوم الوحدة و التقريب اضحى اليوم حوار العالم الاسلامي
لفت الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى أن المجمع و المؤسسات التابعة له والمتعاونة معه ، بذلوا جهوداً قيمة في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية ، مؤكداً ان حوار الوحدة والتقريب بين المذاهب أضحى اليوم حوار العالم الاسلامي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده آية الله الشيخ محسن الاراكي بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة و العشرين لتأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، استهله بالاعراب عن تعازية بمناسبة ايام عاشوراء وكارثة منى واستشهاد العديد من حجاج بيت الله الحرام، مؤكداً ضرورة تشكيل لجنة لتقصى الحقائق حول هذه الكارثة للحيلولة دون تكرارها في المستقبل.
و أوضح آية الله الاراكي : أن قضية أمن الحجاج و مشاعر الحج تعد احد اهم مسؤوليات المسلمين ، و من الواجبات التي يعتبر العالم الاسلامي بأسره معنياً عنها .
و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : إذا ما ثبت للجنة تقصي الحقائق تهاون و تقصير المسؤولين السعويين ، فأنه يتحتم على المجتمع الاسلامي - دون شك - اتخاذ التدابير اللازمة لتوفير الأمن للحجاج ، لأن أمن الحج مسؤولية شرعية و انسانية .
و تابع سماحته : إذا ما عجز المتصدون لشؤون الحج في السعودية عن توفير الأمن للحجاج و ضمان سلامتهم ، فأنه يتحتم على الدول و المنظمات الاسلامية التفكير جدياً بالسبل الكفيلة لتحقيق ذلك و الحرص على سلامة الحجاج اثناء ادائهم للمناسك و المشاعر .
و في جانب آخر من مؤتمره الصحفي ، اشار آية الله الاراكي الى الذكرى الخامسة و العشرين لتأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، الى المراحل التي تخللتها أنشطة المجمع موضحاً : توزعت انشطة مجمع التقريب على ثلاث مراحل . و أن المرحلة الاولى كانت قد تمحورت حول توضيح مفهوم التقريب و تدوين نظرية وحدة المجتمع الاسلامي ، و التعريف بالوسائل و الآليات التي تخدم مشروع التقريب .
و أضاف سماحته : خلال هذه المرحلة استطاع مجمع التقريب ، بالتعاون و تضافر جهود المؤسسات البحثية التابعة للمجمع ، أن ينجز خطوات هامة في مجال التنظير لمفهوم التقريب و اعداد بحوث و دراسات قيمة للغاية في هذا الصدد .
و مضى سماحته يقول : أما المرحلة الثانية فقد تم تكريسها لنشر و ترويج مفهوم و ثقافة التقريب على صعيد العالم الاسلامي ، و في هذا الصدد تم تحقيق انجازات ملفتة و هامة ايضاً .
و أثنى آية الله الاراكي على جهود كل من آية الله واعظ زاده خراساني الذي تولى الامانة العامة للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في السنوات الاولى من تأسيسه ، و آية الله الشيخ محمد علي التسخيري الامين العام الثاني لمجمع التقريب ، لافتاً الى جهودهما المضنية و القيمة في نشر ثقافة التقريب في مختلف انحاء العالم الاسلامي .
و تابع آية الله الاراكي : أما المرحلة من نشاط المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية فقد تمحورت حول الترجمة العملية للمشاريع و الآليات ، حيث تم تأسيس الاتحاد العالمي للنساء المسلمات ، و لجنة المساعي الحميدة ، و الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة ، و اتحاد رجال الاعمال و التجار، و رابطة اساتذة الجامعات و المعلمين ، و رابطة الاحزاب و المقاومة ، و العديد من التكتلات التي تنشط في مجال التقريب .
و لفت آية الله الاراكي الى أن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة يضطلع اليوم بدور فاعل و مؤثر على أكثر من صعيد ، و كان له دور هام جداً بالنسبة للقضية الفلسطينية و تنوير الرأي العام الاسلامية بالدور الذي تضطلع به المقاومة الاسلامية في الدفاع عن القدس الشريف .
و أشار سماحته الى حرص مجمع التقريب على تعميم انشطته في مختلف انحاء العالم الاسلامي ، و الى وجود مراكز و مؤسسات تنشط في مجال التقريب حالياً في العديد من الدول و البلدان . مضيفاً : ثمة جهود تبذل لافتتاح مكاتب لمجمع التقريب في كل من العراق و سوريا و مصر ، و نأمل أن يتعاون المسؤولون في هذه الدول في هذا المجال . و مما يذكر في هذا الصدد أن خطوات قيمة تم انجازها في الكثير من البلدان الاسلامية ، بما في ذلك اندونيسيا و ماليزيا . كذلك لدينا العديد من الانشطة التقريبية في عدد من الدول الاوربية منها بريطانيا و المانيا و السويد .
و أضاف آية الله الاراكي : ثمة نشاطات أخرى يقوم بها مجمع التقريب في أكثر من صعيد . و مما يذكر في هذا الصدد أن المجمع يقوم بالتحضير لاقامة مهرجان فيلم الوحدة ، و الذي نامل أن يقام بالتزامن مع ذكرى المبعث النبوي الشريف . كذلك يسعى المجمع الى افتتاح فروع لجامعة المذاهب الاسلامية داخل البلاد و خارجها ، إذ أن بوسع هذه الجامعة ان تضطلع بدور فاعل و مؤثر في نشر ثقافة التقريب .
و في جانب آخر من مؤتمره الصحفي ، تطرق آية الاراكي الى الزيارة التي قام بها مؤخراً الى باكستان موضحاً : لقد كانت زيارة مثمرة للغاية حيث التقينا خلالها العديد من الشخصيات الدينية و العلمية النافذة في هذا البلد ، بما فيهم رئيس الجماعة الاسلامية ، و كانت لنا حوارات مفيدة و بناءة لتعزيز التعاون و التنسيق في مختلف مجالات التقريب .
يتبع...........