مطالب بإقالة وزير مصري أساء للحجاب
طالبت الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين بمصر بإقالة وزير الثقافة فاروق حسني واستبداله بآخر يحترم الدستور والشريعة الإسلامية وقيم المجتمع، يأتي ذلك على خلفية تصريحات للوزير وصف فيها ارتداء المرأة المصرية للحجاب بأنه "عودة إلى الوراء".
في الوقت نفسه دعت كاتبة صحفية الحكومة المصرية بالرد المناسب على هذه التصريحات المسيئة.
وقالت صافي ناز كاظم الكاتبة الصحفية والأديبة: "تصريحات الوزير تنم عن جهل بتعاليم الإسلام وخطأ ورط به نفسه".
وشددت الكاتبة في تصريحات لإسلام أون لاين.نت اليوم الجمعة على "ضرورة قيام الحكومة بالرد؛ لأن كلام الوزير يحرجها خصوصا أنها المسئولة عن تنصيبه في هذا الموقع".
واستبعدت صافي ناز تماما أن يفرض وزير الثقافة رؤيته للحجاب على الموظفين بالوزارة، قائلة "لا يستطيع أن يمنع الموظفات المحجبات في الوزارة من الالتزام بالزي الشرعي".
وأكدت الكاتبة الصحفية على أن "الخارج عن الاستقامة لدين الله هو المنكفئ والمرتد"، مشيرة إلى أن "التيار الملتزم في مصر لا يرغم أحدا على الطاعة".
وكان وزير الثقافة قد اعتبر في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" الخميس 16-11-2006 أن ارتداء المرأة المصرية الحجاب "عودة إلى الوراء".
وقال حسني الذي يلقب بالوزير الفنان و يشغل منصبه منذ ثمانينيات القرن الماضي "نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن إلى الجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء". وأضاف أن "النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس".
مطالب بإقالة الوزير
ومن جهته طالب د. حمدي حسن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للإخوان بإقالة الوزير.
وقال حسن في بيان عاجل وجهه لرئيس مجلس الوزراء وطالب بإرساله لكل من الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ومفتي الديار المصرية لإبداء الرأي فيه: "إن الوزير الفنان أتحفنا بتصريحات حول الحجاب أرى أنها لخطورتها يجب ألا تمر مرور الكرام دون مساءلة؛ حيث اعتدى على الدستور والشريعة وكل القيم والأخلاق والتقاليد دون خجل أو أدنى شعور بالمسئولية".
وردا على ما ذكره وزير الثقافة مستنكرا بأن "العالم كله يتقدم وسنغافورة التي عمرها 100 سنة تتقدم بينما نحن مازلنا مكاننا رغم أننا نمتلك حضارة 5 آلاف سنة!".
قال حسن: "تقدم سنغافورة ليس لأنها خلعت ملابسها، ولكن لأنها خلعت الديكتاتورية، وسمحت بتداول السلطة وتحترم حقوق المواطنة، ولا تسمح حكومتها بسرقة البنوك ونهبها، ولا تحمي الفاسدين، وليس عندهم قانون طوارئ مستمر لعشرات السنوات".
سبه بحق الأزهر وفتواه
وردا على ما أشار إليه الوزير أن العالم يسير للأمام، ونحن لن نتقدم طالما بقينا نفكر في الخلف، ونذهب لنستمع إلى فتاوى شيوخ "بتلاته مليم"، قال النائب حسن "هذه سُبة والله لم تصدر عن جاهل، فضلاً عن مسئول في مقام الوزير ضد الإمام الأكبر فضيلة شيخ الأزهر وفضيلة المفتي وكبار علماء المسلمين باعتبار أن فتاواهم هي ضرورة ارتداء الحجاب الذي يرفضه سيادته ويعتبره تخلفًا لا بد من نزعه ونزع كل الملابس؛ لأن العلاقة بين العبد وربه لا ترتبط بالملابس!!.".
وكان وزير الثقافة قد أشار إلى أن "أمهاته كن يذهبن إلى الجامعة وللعمل دون حجاب".
وعلق حسن قائلا: "المعروف والمشهور أن أمهات سيادة الوزير وتصرفهن ليس من مصادر التشريع في الإسلام التي يأخذ منها المسلمون، كما لم يعرف عن أي مفت أو شيخ تحريم الحجاب وإباحة السفور بناءً واستنادًا على تصرفات أمهات وأقارب سيادته على الأقل حتى الآن!!.".
"انفتاح" محل تعجب
وأضاف النائب البرلماني عن كتلة الإخوان في بيانه: "إن أفكار الوزير وتصرفاته الشخصية كثيرة ومثيرة، وهذا شأنه وحده- يحاسبه ربه عليها- أما أن يقرر أن تتبنى وزارة الثقافة هذه التصرفات والمبادئ والمفاهيم، ويدعي أن هذا عمل محترم وانفتاح فهذا ما نرفضه وبشدة، بل نتعجب من التمسك به كوزير للثقافة طوال هذه المدة!!.".
يذكر أن المرأة المحجبة تعاني في مصر بشكل عام من بعض التمييز ضدها يكمن في حرمانها من العمل في بعض الوظائف، كما في الظهور كمذيعات في التلفزيون الحكومي.
ولفاروق حسني مواقف عديدة كانت محطا لردود فعل غاضبة ومن أبرزها؛ سماحه بإصدار رواية الكاتب السوري حيدر حيدر "وليمة لأعشاب البحر" التي تحمل ازدراء للدين الإسلامي على نفقة الوزارة قبل سنوات، وهو ما أحدث ضجة كبيرة في الأوساط الدينية والسياسية، إضافة إلى خروج التظاهرات المطالبة بإقالته.