بن لادن صيغة استعمارية لمواجهة الاسلام الثوري
على هامش منتدى العلاقات الثقافية الايرانية – العراقية الذي أشرف على عقده مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الايرانية التقت وكالة أنباء التقريب (تنا) بآية الله الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ووجهت اليه الأسئلة التالية:ما هي توقعاتكم لمستقبل العالم الاسلامي بعد مقتل بن لادن؟
لقد كان بن لادن صيغة ثورية اصطنعها الاستعمار لتكون بديلا للصيغة الثورية الاسلامية الايرانية، والغريب أن الاستعمار ساهم في ايجاد هذه الصيغة والرجعية في عالمنا ساهمت بدورها في ايجاد هذه الصيغة، والتعصب الطائفي أيضا ساهم في ذلك ولكنهم اكتووا بهذه الصيغة التي اوجدوها ومن ثم قضوا عليها، وأنا أعتقد أن ظاهرة بن لادن ظاهرة منحرفة وأن الاسلام الذي تبناه بن لادن وحركة طالبان صورة منحرفة عن الاسلام، وعلينا العودة الى الصورة الأصيلة للاسلام التي دعا اليها الكتاب والسنة، باعتبارهما جامعان للعالم الاسلامي برمته.
هل أن مقتل بن لادن حقق مكسبا للدول الاسلامية أم أنه سيضيف تحديات جديدة لهذه الدول؟
أعتقد أن مقتله يشكل بداية النهاية للصورة المنحرفة للاسلام، وهي صورة اسلام العنف والقتل واهدار الأموال والدماء واسلام التطرف وقد أضرت الاسلام والمسلمين كثيرا بدل أن تنفعهم، والاستكبار العالمي هو الذي صنع هذه الصورة وهو الذي اكتوى بنارها وربما سيعمل على ايجاد صور مزيفة وبديلة أخرى، مما يستدعي من العالم الاسلامي أن ينتبه لذلك.
بخصوص منتدى العلاقات الثقافية الايرانية – العراقية الى أي حد سيسهم هذا المنتدى في تطوير العلاقات بين البلدين؟
لا ريب أن هذا اللقاء يشكل خطوة جيدة جدا في مسيرة توطيد العلاقات الثقافية بين الشعبين الشقيقين العراقي والايراني، وتعريف النخبة والمثقفين في البلدين على آفاق هذه العلاقات وعلى السبل التي يمكنها أن تؤدي الى تمتين العلاقات، وأنا أعتقد أن هناك الكثير من المجالات التي ما زالت خافية حتى على المثقف والمؤرخ العراقي فضلا عن عامة الناس، والحقيقة أن بعض الشخصيات شكلت رابطا بين الشخصية الثقافية العراقية والايرانية وقامت بدور كبير في هذا المجال، ولكن بقي هذا الدور مجهولا.
وتابع قائلا: هناك سؤالات كثيرة في هذا الاطار من بينها على سبيل المثال، ما هو دور ابن ميثم البحراني شارح نهج البلاغة في ايجاد العلاقة بين الحوزات العلمية في العراق وايران والبحرين، وما هو الدور الذي لعبه رجالات ايران في العراق أو العراقيين في ايران، ودور الرحلات التي قام بها مراجع العراق كالمرجع كاشف الغطاء وغيرهم في زياراتهم لايران، وكيف استطاعوا تأسيس علاقات ثقافية، فأنا أعتقد أن هناك الكثير من الأسئلة المطروحة والاجابة عليها سيرسم صورة جديدة للعلاقات الثقافية، ولا ريب أن العلاقات الثقافية عندما تتعزز وتقوى فان العلاقات السياسية والاقتصاية والتجارية بدورها ستتعزز وتنمو مما عليه الآن.
ألا تعتقدون أن هناك من يتعمد وضع العصي في عجلة العلاقات بين البلدين؟
لا ريب أن أعداء الشعبين كثيرون، كما أن هناك الأفكار الشوفينية الضيقة سواء القومية أو غيرها التي تظهر في العراق أو ايران وكذلك الأفكار اليسارية المعادية للتوجه الديني الواحد للشعبين، وهناك عملاء الاستعمار الذين يسعون الى ايجاد الهوة بين الشعبين، وهؤلاء يثيرون قضايا شوفينية وقومية من قبيل النفوذ الفارسي أو الصفوي وغير ذلك، فكل هذه الأفكار والاثار تلعب دورا سلبيا، ولكنني أعتقد أن مكانة العلاقات أقوى من كل هذه الأساليب التمزيقية.
أجرى الحوار: صالح القزويني