بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول الاسلام بابا الفاتيكان يزور تركيا وسط مخاوف أمنية شديدة
روما - العرب اونلان- نيكولاس ريجيللو: من المقرر أن يقوم البابا بنديكت السادس عشر بزيارة إلى تركيا فى الفترة من 28 تشرين ثان/نوفمبر إلى الاول من كانون أول/ديسمبر وسط إجراءات أمنية هائلة فى ظل مخاوف من تعرض رأس الكنيسة الكاثوليكية لمكروه خلال زيارته الاولى إلى بلد تسكنه أغلبية مسلمة.
وبرغم من عدم الكشف عن تفاصيل بعد، من المتوقع أن يتم نشر الاف من رجال الشرطة بالاضافة لوحدات خاصة من قوات مكافحة الارهاب حتى تمضى الزيارة البابوية بسلام.
وسيواجه مسؤولو الامن التركى اختبارا مسبقا لما قد يحدث خلال الزيارة وذلك يوم الاحد المقبل حيث يتوقع أن يحتشد الالاف من المسلمين فى مسيرة احتجاج فى اسطنبول دعى إليها احتجاجا على الزيارة البابوية.
وقلل الحبر الاعظم ومضيفوه علانية من مثل تلك المخاوف الامنية مؤثرين أن يصفوا الاحتجاجات التى نظمت مؤخرا ضد الكاثوليكية فى تركيا بأنها "حوادث منعزلة".
بيد أن خبراء فى روما وصفوا جدول زيارة البابا لتركيا والذى أعلنه الفاتيكان قبل أسابيع من الزيارة بأنه كان مقتضبا فى تفاصيله على نحو غير معتاد . فعلى سبيل المثال وعلى النقيض من مناسبات سابقة لم تنشر مواعيد محددة لمقابلات البابا بل ثمة تقارير غير مؤكدة ما تزال تتردد موحية بأن الفاتيكان لم يحسم بعد إمكانية إلغاء الزيارة فى اللحظة الاخيرة.
فقد وقعت عدة حوادث أسهمت فى تأجج القلق فى روما قبل مغادرة البابا لها.
ففى الثانى من تشرين ثان/نوفمبر أطلق تركى رصاصات فى الهواء أمام القنصلية الايطالية فى اسطنبول. ونقل عن الرجل لاحقا قوله بأنه يفخر بأنه مسلم وأنه لن يتردد فى قتل البابا بيديه.
وفى شباط/فبراير الماضى قتل مراهق مسلم قسا كاثوليكيا إيطاليا بالرصاص وهو يصلى فى كنيسة بمدينة ترابزون التركية المطلة على البحر الاسود. وكانت المشاعر المعادية للبابا بلغت ذروتها فى أيلول/سبتمبر عندما أثارت محاضرة ألقاها بجامعة ريجنسبرج الالمانية بدا فيها أنه ينتقد الاسلام أثار موجة احتجاجات صاخبة فى اسطنبول ومختلف أرجاء العالم الاسلامي.
ولم يتسن لاحد فى الفاتيكان أن ينسى محاولة "التركي" محمد على أغا اغتيال البابا الراحل يوحنا بولس الثانى فى ساحة سان بيتر عام 1981 .
ويعتقد أن معارضة البابا الحالى جوزيف راتيسنجر لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبى وهو رأى أبداه وقت أن كان كاردينالا لم يصعد بعد لكرسى البابوية هو أيضا من أسباب الاحتقان الحالي.
ونقلت صحيفة "ناشيونال كاثوليك ريجيستر" الامريكية الكاثوليكية فى عددها الاخير عن متحدث باسم الحكومة التركية قوله ان البابا مدعو "لتوضيح" موقفه تجاه هذا الامر.
وأشار المتحدث إلى أنه سيتم إستقبال بابا الفاتيكان بالاحرى كزعيم أجنبى وليس كزعيم دينى بغية "إضفاء قدر أكبر من الاهمية" على الزيارة وضمان "توفير الحماية له كرئيس دولة".
ومن الأمور التى لا يمكن إغفالها أن جدول أعمال البابا فى تركيا لا يتضمن لقاء مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الذى قال إنه سيكون فى لاتفيا لحضور قمة حلف شمال الاطلسى "ناتو".
وثمة شكوك تراود معلقين فى روما بأن قرار أردوغان بعدم لقاء البابا ربما اتخذ بناء على اعتبارات سياسية داخلية.
وبحسب منطق هؤلاء فان أردوغان الذى يرأس حزبا إسلاميا معتدلا لا يريد أن يشاهد مع البابا لان هذا ربما يغضب ناخبيه المحافظين قبل الانتخابات المقرر لها عام 2007.