المؤتمر الدولي السادس والثلاثون للوحدة الإسلامية
الدكتور آذرشب : تحديات الامة الاسلامية تزعزع الأمن والاستقرار في العالم الاسلامي
قال الاستاذ الجامعي الدكتور محمد علي آذرشب ان التحديات التي تحيط بأمتنا الإسلامية هدفها الأول والأخير هو زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا كي لا تستطيع أن تحقق أهداف شعوبنا في التقدم والتنمية وبناء الحضارة الإسلامية الحديثة.
وأضاف في كلمة له في المؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية عبر المجال الافتراضي، إن السبب الأول في تمزق العالم الاسلامي يعود إلى ما ساد في أمتنا من شعور بالهزيمة والذل بعد عصر السيطرة الاستعمارية والواقع أن السيطرة الاستعمارية على بلادنا الإسلامية جاءت بعد أن ساد بين المسلمين القابلية للاستعمار وبعد أن فتحنا بأنفسنا ثغرات لينفذ منها الأعداء ليعبثوا بمقدراتنا.
وأعرب عن اعتقاده بان العامل الأول للسيطرة الاستعمارية داخلي وهو العامل الذي وفر فرصة للعامل الخارجي الذي دخل من خلال ما ساد في أمتنا من ظروف تاريخية معروفة ومن عيوب.
وأوضح ان العوامل الداخلية لازالت توفر الأرضية اللازمة ليعبث العابثون بمقدراتنا وأهم هذه العوامل هو ابتعادنا عن المثل الأعلى الذي أكد عليه القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ».
و أكد على ان التوحيد بمعناه الحضاري هو القادر على أن يعيد إلى الامة الاسلامية وحدتها ويجنبها الفرقة والنزاع ثم ان المجتمع الحي تواق إلى المعرفة يطلبها أينما كانت ولو كانت في أقصى الأرض من هنا نرى أن المجتمع الإسلامي في أيام حياتنا الحضارية كان دائما في طلب المعرفة.
وأشار في هذا المجال الى رحلات العلماء من الشرق إلى الغرب من خراسان إلى الأندلس ومن الأندلس إلى خراسان قد ملأت صفحات من كتاب، وطلب المعرفة بين المسلمين هو ما أكد عليه القرآن الكريم إذ قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا».
واعتبر آذرشب التعارف هو التبادل المعرفي القادر على أن يشد أجزاء العالم الإسلامي برباط عقلي وروحي وإنساني ويجعل المجتمعات الإسلامية ترفض التفرقة والتنازع وتتعالى على الفوارق القومية والطائفية.
وفي نفس السياق قال الاستاذ الجامعي آذرشب ان المجتمع البشري الحي متعطش إلى المعرفة إلى الحركة وإلى السعي كما عطشت هاجر وهاجر هي النموذج الرمزي للإنسان الذي يطلب المعرفة يطلب الماء الذي يروي عطشه كما عطشت هاجر وكانت نتيجة سعيها أن إنفجرت زمزم لتُروي الأجيال على مر العصور .
وفي ختام كلمته دعا الله سبحانه وتعالى أن يوفق الامة الاسلامية إلى أن تعيش التوحيد بفهومه الحضاري الذي أراده الله سبحانه وتعالى وأن تعيش العطش المعرفي الذي يدفعها إلى الحركة والوحدة والكمال .