الدكتورة منال فنجان : دور الاعلام في خلق التضامن الانساني لمواجهة جائحة كورونا
الاعلام المعاصر له دور اساسي في توجيه السلوك المجتمعي وتسويق الافكار . هذا ما اكدت عليه الدكتورة منال فنجان استاذة القانون الدولي في العراق خلال مشاركتها عبر الفضاء الافتراضي في المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للوحدة الاسلامية تحت عنوان "التضامن الاسلامي لمواجهة جائحة كورونا" ، مشيرة الى ان الاعلام اصبح اليوم ضمن العلوم الاكاديمية ويسمى بالسلطة الرابعة اما له من دور في كافة مجالات الحياة .
واوضحت الدكتور فنجان الى ان الاعلام اليوم تحول الى سلاح ذو حدين يستغل في الحق والباطل والصحيح والخطأ وتضخيم امور وقضايا هامشية وغير مهمة واستهجان قضايا ومبادئ مهمة لمجتمع ما ، مشيرة الى تنوع مجالات الاعلام ليشمل اليوم المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي .
واكدت ان الهدف الرئيسي للاعلام في العصر الحاضر هو توجيه وتسويق سلوك المجتمع وافكاره اي تثقيفه في اتجاه معين بحيث اصبح ضمن العلوم الاكاديمية يدرس في الجامعات ، بحيث اصبح اليوم يسمى بالسلطة الرابعة ولربما السلطة الاولى والرئيسية في بعض البلدان حسب الظروف السياسية لذلك البلد .
واشارت الى ان الاعلام اليوم اصبح يلعب دورا مهما ليس فقط على الصعيد السياسي وانما على الاصعد الاجتماعية والاقتصادية والعقدية .
من هنا تحذر الدكتور فنجان من خطورة هذه السلطة في تحريف الراي العام وتسويقه بالاتجاه المعاكس لمبادئه ومصالحه من خلال تركيزه على قضايا مستهجنة وغريبة ليست لها اي اهمية في ذلك المجتمع لتحول بعد فترة الى الموضوع الاول والرئيسي للراي العام لذلك المجتمع .
وهنا تسائلت الدكتورة منال فنجان هل سخر الاسلامييون الاعلام بالشكل الصحيح وبالمستوى والحجم المطلوب الى جانب الجهود المبذولة حاليا في هذا المجال من قبل التيار المقابل ، ولكن هل يمكن مقارنة هذه الجهود بالحجم الذي يسخره العدو ضدنا في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والتربوية وحتى في مجال انتاج الدراما الذي من خلاله استطاع الاعداء تحريف وتزوير كثير من الحقائق العقائدية والتاريخية ، متسائلة هل استطاع الاسلاميين الوصول الى هذا المستوى في انتاج الدراما ؟
واشارت الى ان الدراما وخاصة التاريخية منها لها الاثر الكبير على تسويق افكار المجتمع بسبب انه ليس بمقدور كافة افراد المجتمع من اجراء عملية تحقيق وتتبع علمي لصحة ومصداقية ما تطرح من افكار وروايات تاريخية في دراما قنوات الاعداء .
واما بالنسبة لجائحة كورونا فقد انقسم الاعلام الى حكومي ينقل فقط عدد الاصابات واعلام غير حكومي يحاول تضخيم الخطر وينقل صورة سوداوية عن الاوضاع والظروف التي تعيشها المجتمعات ، وهناك اعلام توجيهي تثقيفي اي يقوم بتوصيات توجيهية لافراد المجتمع وواجبهم لمواجهة هذا المرض .
وفي هذا الخصوص انتقدت الدكتورة فنجان خلئ الاعلام التثقيفي والموحد للاراء والتوصيات لمواجهة هذا الوباء المتفشي حيث يجعل من هذا المرض مجال لخلق الوحدة وتغيير المفاهيم والعمل على توحيدها سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً من خلال وجود خطراً عام داهم جميع صنوف المجتمع في كل العالم من غني وفقير ومسلم وغير مسلم ، سياسي كان او غير سياسي .
واوضحت استاذة القانون الدولي ان هذا الوباء فتح مجالا جديدا للاعلام لخلق اطر فكرية جديدة ورؤية موحدة لجمع الشتات المتفرقة بسبب التناحر السياسي ، وعلى الاعلام في مثل هذه الظروف ان تكون مهمته هو نشر الحقائق بالشكل الذي لا يخلق الفوضى والتذمر واعطاء صورة سوداوية للظروف المعاشة ويطرح موضوع الاستفادة من التجارب البشرية بغض النظر عن المواقف السياسية .
واستخلصت الدكتورة ما اوضحته من مسؤولية الاعلام في هذه الظروف من خلال خلق ثقافة جديدة حول مفهوم التعاون والتضامن المجتمعي لمواجهة هذه الجائحة التي طالت جميع صنوف المجتمع وكيف لنا ان نخلق وعيا انسانيا موحدا لمواجهة هذه الكارثة بعيدا عن التجاذبات السياسية التي احيانا تفرق بدل ان توحد .
واستنتجت ان الكوارث والاوبئة تخلق وعيا انسانيا مشتركا وتكسر الحواجز والتنافر السياسي للانظمة السياسية خلق رؤية مختلفة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي واكدت ان الاعلام باستطاعته وبسبب هذه الظروف الاستثنائية ان يخلق حقبة جديدة من التاريخ الانساني .