اعطاء صبغة دينية للقضايا السياسية مؤامرة استكبارية
أجرى الأمين العام للمجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية آية الله محمد علي التسخيري حديثاً مطولاً حول اهمية الوحدة في العالم الاسلامي وفي الظروف الراهنة وخطط الاعداء لايجاد الاختلافات في المنطقة.
ونقل مراسل الوكالة الدولية لأنباء التقريب ان آية الله التسخيري تطرق في حديثه الى أهم التحديات التي تواجهها امتنا الإسلامية ومنها: الفتنة الطائفية ومحاولات الاعداء لتثبيت وتمزيق العالم الاسلامي وثانياً التخلف السياسي والعلمي والاقتصادي والتحدي وثالثاً هي أبعاد الأمة الاسلامية عن تعالميها الدينية.
وأكبر هذه التحديات واخطرها هي بث الاختلاف والفرقة بين صفوف المسلمين الذي يخطط لها الاستكبار العالمي وتدعمها بعض الانظمة الرجعية في المنطقة.
على سبيل المثال كانت مساعينا في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية ناجحة الى حد ما حيث استجاب لنا كثير من العملاء ولكن المؤامرة الأخيرة جاءت لتجعل من اللذين كانوا يتعاونون معنا بأنهم استشيعوا وان بعض علماء الشيعة اعتنقوا مذهب أهل السنة والهدف من هذه المؤامرة ابعاد وفصل العلماء عن القاعدة الشعبية.
ومن المواضيع المطروحة الأخرى هي رسالة القائد الى الحجاج حيث اكد فيها الى اي محالة تأجيج الخلافات تعتبر الذنوب الكبرى والتاريخية.
واضاف: خصوصاً في نداء الإمام الخامنئي لحجاج بيت الله الحرام المهم جداً وقد نال ترحيباً واسعاً من قبل المسلمين في موسم الحج وكان المسلمون هناك يستمعون بكل ترحيب وثناء لهذا النداء. نحن نواجه مؤامرة كبرى فالعلماء اليوم امام مسؤولية عظمى وهي ارجاع الظروف المتردية الراهنة الى حالتها الطبيعية السابقة.
الحالة الطبيعية عبارة عن ان جميع المذاهب الاسلامية يشكل اجزاء الأمة الاسلامية الواحدة ولهم حقوق متساوية والكل مسؤول ان يتخذ موقف واحد امام التحديات التي تواجهها امتنا الاسلامية.
واستمر قائلاً: ان الصحوة الاسلامية هي احدى الطرق لتحقيق هذه الوحدة، والصحوة الاسلامية من بركات الرحمن واعظم ما قام به الإمام الخميني الراحل (ره) هو قيادة هذه الصحوة الاسلامية العالمية والتي وسعت ورسخت هذه الظاهرة المباركة.
وبرأيي ان واجب علماء العالم الاسلامي اليوم هو نشر الصحوة الاسلامية وترسيخ مفهوم الوحدة في نفوس المسلمين لكي نستطيع أن نبطل مفعول هذه المؤامرة الكبرى للاستكبار العالمي.
وفي رده على سؤال حول أهداف الدول الاستعمارية في الكشف عن عداءها للحكومة الاسلامية واستخدامها لسياسة التفرقة في المنطقة قال: هذه الأساليب هي من السياسات القديمة للاستعمار الغربي حتى في الوقت الذي كانت تسيطر مباشرة على العالم الاسلامي في النصف الأول من القرن العشرين كانت سياستها هي زرع بذور التفرقة وجعل هذه الشعوب متخلفة علمياً وابعاد الامة الاسلامية عن قيمها الدينية ونشر المفاهيم العلمانية.
ومن الطبيعي إذا تمزقت الأمة الاسلامية على شكل كتل متفرقة ومتباعدة عن بعض فسوف يسهل سيطرة الاستعمار عليهم وبذلك يقضي على ثقافة وحضارة هذه الأمة.
قاعدة الاستكبار في المنطقة عبارة عن الكيان الصهيوني والدول الرجعية التابعة للثقافة الغربية ولكي يستطيع الاستكبار تمرير استراتيجيته عليه ان يدعم ويقوي هذه الأنظمة.
واعتبر آية الله التسخيري أن القرآن الكريم هو سر تعالي وقوة الأمة الاسلامية وان تصعید الفتنة الطائفية والتفرقة سيؤدي الى فشلها قائلاً:
أمرنا القرآن الكريم في الآية الشريفة "ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، فإذا استطعنا ان نعمم الوعي على كافة القاعدة الشعبية ونحسس انصار المذاهب الاسلامية بانهم جزء من أمة واحدة عظيمة وان حقوقهم متساوية وان عليهم ان يتخذوا موقفاً واحداً تجاه التحديات التي يواجهونها بذلك، استطعنا أن نخطو نحو التقدم والرقي والتخلص من التخلف والوصول الى أهداف القرآن الكريم.
وسئل سماحته حول رأي الشيعة بالنسبة الى أهل السنة أجاب قائلاً: نحن نعتقد ان اخواننا الشيعة واخواننا السنة يشكلون الأمة الاسلامية الواحدة. كلنا اخوة وإذا كان هناك اختلافاً ففي مجال الاجتهاد، حيث يعتبر من مستلزمات الفقه الشيعي والسني والذي يجب ان نؤكد على هذه النقطة، اي انه لاخلاف بين المذاهب الاسلامية الاّ في هذا المجال.
وفي مؤتمر عمان العالمي والذي حضره 180 عالماً قرأت الفتوى التي أصدرها المرحوم الشيخ "محمود شلتوت" في النصف من القرن العشرين والتي جاء فيها ان جميع انصار المذاهب الاسلامية يعتبرون جزءً من الأمة الاسلامية، حصلت هذه الفتوى على تأييد هؤلاء العلماء المشاركين في هذا المؤتمر وفي الاجتماع العالمي لمجمع الفقه الاسلامي خطت هذه الفتوى على تأييد المشاركين.
وكذلك في الاجتماع الطارئ لرؤساء الدول الاسلامية بمكة المكرمة جعلوا هذه الفتوى ضمن استراتيجيتهم للعشر السنين القادمة وقرروا ان تكون من اولويات سياساتهم لتحقيق وحدة الأمة الاسلامية. أي ان فكرة وحدة المذاهب الاسلامية من الناحية النظرية مقبولة من قبل الجميع ولكن مع الأسف دسائس الاستكبار العالمي جعلت بعض الاشخاص والفئات المتطرفة والتكفيرية والجهلة، لأجل تحقيق بعض المطامع السياسية المنحرفة ان تفرق بين السني والشيعي وتجرهم الى التناحر والاقتتال.
من هنا ادعو جميع مخلصي العالم الاسلامي ان يتكاتفوا ويفصلوا المسائل السياسية عن المسائل المذهبية. البعض يتصور ان ما يجرى في لبنان هو نزاع مذهبي بينما النزاع هناك نزاع سياسي.
والنزاع في العراق كذلك سياسى ولكن البسوه ثياباً مذهبية وطائفية لكي يحققوا المؤامرات الاستكبارية العالمية.