استاذة بجامعة المصطفى (ص) العالمية : المراة الفلسطينية تحدت المحتل ولم تترك الارض
اكدت السيدة "ايمان محمد حرب"، الاستاذة بجامعة المصطفى (ص) العالمية، وناشطة الثقافية من لبنان، على ان "المراة الفلسطينية المجاهدة، تحدّت المحتل ولم تترك الأرض، وبقيت صامد صابره حتى ارتفع منهن الكثيرات شهيدات، وفقدن الكثير من فلذات الأكباد. ورغم قسوة المحتل، فلم يزدن الا قوه وصبرا وصموداً.
جاء ذلك في مقال الاستاذة "ايمان حرب"، خلال ندوة طوفان الاقصى الـ 18 " التي عقدت برعاية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عبر الفضاء الافتراضي الاربعاء 7 شباط / فبراير 2024م، حول "دور النساء في تعزيز المقاومة الاسلامية والفلسطينية"، و"مقارنة بين طوفان الاقصى في فلسطين والثورة الاسلامية في ايران"و.
وفيما يلي نص هذا المقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز و جل في كتابه الكريم :
(فاستجاب لهم ربهم أني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض) صدق اللہ العلی العظیم
أن أجر العمل عند الله لا يضيع سواء كان من رجل أو إمرأة ، لكن الشرط الوحيد لقبول العمل هو الإخلاص لله عز وجل، ومن هنا نفهم ان دور المرأة في كل المجالات لا يقل اهمية عن دور الرجل، وخصوصاً في الأعمال الخاصة بالنساء مثل الإنجاب والتربيه، وكما قال الشاعر : "الأم مدرسة إذا اعدتها أعددت شعبا طيب الأعراق".
ان المرأة الواعية المؤمنة هي التي تصنع الرجال وترضع ابناءها مع الحليب "حب الله وحب الأرض والوطن"، وكما قال الإمام الخميني قدس سره : المرأة كالقرآن كلاهما أوكل إليهما صنع الإنسان، والمقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمه" تثبت ان هناك عظماء استمدوا القوة والصبر والصمود من نساء معلمات مضحيات ملهمات، اتخذن من السيدة الزهراء والسيدة زينب (سلام الله عليهما) القدوة الحسنة. فكن كذو نساء جبل عامل وقفن بجانب المجاهدين وحققن بعض الأدوار المهمة الداعمة للمقاومين مثل نقل السلاح والمراقبة. واعداد الطعام ومداوات الجرحى والمشاركة في المسيرات والاعتصامات في مواقف العز والصمود فكان منهن الأسيرات والجريحات والشهيدات.. حتى منّ الله علينا بالنصر و التحرير.
اما المرأة الفلسطينية منذ عقود وهي تواجه المحتل الصهيوني ، فهي المرابطه في الأقصى الى جانب المرابطين، وهي الأسيره المظلومة القابعة في ظلمات السجون، وهي المربية العظيمة التي ربت اولادها على التثبت بالأرض وحب الوطن .. وما نراه اليوم على شاشة التلفاز من مواقف بطوليه يشهد لها التاريخ، هو نتيجه هذه التربيه وهو حتما ما يبشر بالنصر الموعود [ان تنصروا الله ينصركم]، يقال ان "في فلسطين، المرأة تحمل ابنها مرتين، مرة في بطنها ومره في نعشه" ولسان حالها يقول : فداء لفلسطين .. فداء للأقص، اطفالنا ومالنا فداء للأقصى ارضيت يا رب خذ حتى ترضى.
وقالوا ايضا : الأرض أرضنا والعدو مالو شبر فيها يا بيرحل منها يا بيندفن فيها .. هكذا وقفت نساء فلسطين، "ام احمد العابد" تقول "انا فخورة بابني وهذه أرضى، الرباط واجب نحررها و مادام الموت مصير کل حي فلیکن موت شهادة، فالشهداء احياء عند ربهم يرزقون"، وعندما تسمع هذه الام باستشهاد ابنها الثالث تسجد لله شاكرة وتقول : هنيئاً له الجنه.
وفي موقف آخر لام شهيد تقول : يكفي انه كان مجاهداً مقبلاً غير مدبر، الله اكبر ولله الحمد، وتدعو للمجاهدين بالنصر وللأعداء بالهلاك..
وما قالته ام الشهيد "صالح العاروري" هو درس يحتذى به، حيث قالت للنساء الباكيات "لا تبكين انا ابارك له هذه الشهادة، هو طلبها ونالها".
نعم هذه هي المراة الفلسطينية المجاهدة، تحدت المحتل ولم تترك الأرض بقيت صامد صابره حتى ارتفع منهن الكثيرات شهيدات، فاق عددهن عن ٢٥٠٠ شهيدة، وفقدن الكثير من فلذات الأكباد. ورغم قسوة المحتل وهذه الإبادة الجماعية، لم يزدن الا قوه وصبرا وصموداً وهذا الصبر وهذه الدماء الطاهر ثمنها غال عند الله وأدت الى صحوة عالمية كبيره حتى تعرّف الكثير إلى الإسلام وأسلموا وعلموا أن وراء هذه القوة والصمود دين عظيم قيم. علينا اتباعه.
هذه قطرة صغيرة من طوفان الأقصى الذي سيرتفع بإذن الله ليعرف الصهاينة الأنجاس - [فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً].