ألمانيا.. 800 مسجد تفتح أبوابها لغير المسلمين
أحمد المتبولي - إسلام أون لاين.نت
في تقليد بدأ قبل نحو 10 أعوام، فتح نحو 800 مسجد في ألمانيا أبوابها الثلاثاء 3-10-2006 أمام غير المسلمين؛ للتعرف على حياة المسلم داخل المسجد، والحصول على المعلومات التي يريدونها عن الإسلام.
واختارت الأقلية المسلمة لليوم المفتوح هذا العام الثالث من أكتوبر، وهو يوم احتفال الألمان بالوحدة، في تأكيد من المسلمين على تمسكهم بالوحدة الوطنية مع بقية أطراف المجتمع.
ويتيح اليوم المفتوح للزائرين من غير المسلمين الفرصة للتعرف على حياة المواطن الألماني المسلم داخل المسجد، والحصول على معلومات عن الإسلام.
ويتخذ هذا اليوم في كل عام من القضايا المطروحة على الساحة محورًا له، حيث تعرض في الأعوام الماضية لقضايا الحجاب ومكافحة العنصرية والإرهاب.
أما هذا العام فمحوره هو التعريف بشهر رمضان وسلوك المسلمين في التعامل اليومي بصورة عامة، وفي شهر رمضان بصفة خاصة.
90 ألف زائر
وعن هذا اليوم المفتوح يقول مروان عزاوي، المتحدث الإعلامي باسم المجلس الأعلى للمسلمين، لـ"إسلام أون لاين.نت": "يشارك في يوم المساجد المفتوحة هذا العام نحو 800 مسجد، زارها (حتى بعد الظهر) نحو 90 ألف ألماني من المهتمين بالإسلام".
واستطرد: "تم تنظيم حلقات نقاشية تعرض فيها السائلون للأحداث الجارية بألمانيا، وما يرتبط بالدين الإسلامي ومضمونه. كما خصصت بعض المساجد جانبًا منها كمعارض للتعريف بالدين الإسلامي بالكلمة والصورة، إلى جانب الجولات داخل المساجد والتعريف بمحتويات المساجد وكيفية الصلاة ومكانة المسجد وأهميته في حياة المسلم".
ولفت عزاوي إلى أن تزامن يوم المسجد المفتوح هذا العام مع شهر رمضان خلق فرصة طيبة لدعوة غير المسلمين الذين يزور معظمهم المسجد للمرة الأولى، إلى مأدبة الإفطار في العديد من المساجد.
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن "صلاة التراويح والتكلفة المادية لإعداد مأدبات الإفطار أديا إلى تراجع عدد المساجد المشاركة هذا العام".
وتزامن يوم المسجد المفتوح هذا العام مع أحداث عديدة، من بينها تصريحات البابا، ومؤتمر الإسلام الأول الذي استضافته ألمانيا الأسبوع الماضي، وأشار عزاوي إلى أن هذه القضايا حظيت ببعض الاهتمام من قبل الزائرين، مشيرًا إلى أن "الاهتمام الأول انصبّ على التعرف على الإسلام والمسلمين بعيدًا عن الحوارات السياسية".
وأضاف: "منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة يطرح على المسلمين أسئلة عديدة داخل مجتمعاتهم الغربية، فالزائرون عادة ما يسألون عن وضع المرأة في الإسلام وقضية الحجاب"، كما أن "العديد من الألمان يطرقون أبواب المساجد للمرة الأولى للاطلاع على حياة المسلمين وأفكارهم دون وسيط، وهو الأمر الأهم بالنسبة لهم ولنا أيضًا".
المسجد يدعم الاندماج
وعن انطباعات الزائرين هذا العام، يقول المتحدث الإعلامي باسم المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا: "الكثير منهم فوجئوا بأجواء المساجد وطريقة الحياة الإسلامية، وأعربوا عن أملهم في تحقق المزيد من الاتصال بين المسلمين والشارع الألماني".
وشدّد عزاوي على أن يوم المساجد المفتوحة هذا العام يهدف كذلك إلى توضيح حقيقة أن المسجد بجانب كونه مكانًا روحيًّا للتعبد، فهو أيضًا عامل فاعل في دفع عجلة اندماج المسلمين في المجتمع الألماني، "فالمسجد مقر اجتماعي يشكل مركزًا للتواصل بين أبناء الأقلية المسلمة من جهة وبين المجتمع من جهة أخرى، حيث تنظم العديد من النشاطات داخل المساجد، منها التعريف بالوطن الذي نعيش فيه، بجانب دورات اللغة الألمانية التي تشهد إقبالاً من رواد المساجد".
يوم الوحدة
واختار المجلس الأعلى للمسلمين ليوم المساجد المفتوحة هذا العام الثالث من أكتوبر، وهو يوم الاحتفال بإعادة توحيد ألمانيا، وذلك تأكيدًا على تمسكهم بالوحدة الوطنية مع بقية أطراف المجتمع.
وفي موقعه على الإنترنت، اعتبر المجلس أن هذا اليوم على أهميته ليس كافيًا للتواصل مع الجيران والمهتمين بالإسلام، إلا أنه "يحمل رسالة مفادها أن المسلمين متضامين مع مجتمعهم الألماني".
ويوجد بألمانيا نحو 2500 مسجد ومصلى، معظمها تابع لمؤسسات دينية تركية نتيجة للعدد المتنامي للمسلمين الأتراك الذين يمثلون غالبية مسلمي ألمانيا. ومن بين هذا العدد يوجد ما يزيد على 140 مسجدًا ذا مآذن وقباب.
ويرجع أول تواجد المسلمين في ألمانيا إلى عام 1739 في عهد الملك "فريدريك فيلهالم" الأول ملك بروسيا، وسبق ذلك تأسيس أول مسجد للجنود الأتراك في مدينة بوتسدام عام 1731 في عهده أيضًا.
ويعيش بألمانيا نحو 3.2 ملايين مسلم من إجمالي تعداد السكان البالغ حوالي 82.4 مليون نسمة. ويبلغ عدد المسلمين العرب بألمانيا نحو 250 ألف نسمة، يقيم معظمهم في الولايات الغربية، حيث تتوافر فرص العمل.