وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكذلك الإنسان قد يعرف الحجّ والمشاعر; كالبيت والمساجد ومنى وعرفات والمزدلفة، ويفهم معنى ذلك، ولا يعرف الأمكنة حتّى يشاهدها، فيعرف أنّ الكعبة المشاهدة هي المذكورة في قوله: (وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ)، وكذلك أرض عرفات هي المذكورة في قوله: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَات فَاذْكُرُوا الله)، وكذلك المشعر الحرام ـ المزدلفة ـ هي المذكورة في قوله: (فَاذْكُرُوا الله عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ)[216]. قال: «فللتأويل معنيان: أحدهما: تفسير الكلام، وبيان معناه كما تعارف عند السلف، واعتاده محمد بن جرير الطبري، فيعبّر بالتأويل يريد به التفسير. والمعنى الثاني للتأويل: هو نفس المراد بالكلام، فإنّ الكلام إن كان طلباً كان تأويله نفس الفعل المطلوب، وإن كان خبراً كان تأويل نفس الشيء المخبر به. وبين هذا المعنى والذي قبله بون، فإنّ الذي قبله يكون التأويل فيه من باب العلم والكلام، كالتفسير والشرح والإيضاح، ويكون وجود التأويل في القلب واللسان، له الوجود الذهني واللفظي والرسمي. وأمّا المعنى الثاني فالتأويل فيه نفس الأمور الموجودة في الخارج، سواء كانت ماضية أو مستقبلة. فإذا قيل: طلعت الشمس، فتأويل هذا نفس طلوعها»[217]. وخلاصة الكلام: أنّ العلم بمفاهيم الكلام الذهنيّة علم بتفسيرها; لتكون مشاهدة مصاديق تلك المفاهيم بأعيانها الخارجية علماً بتأويلها. هذا ما فرضه أبو العباس أحمد بن عبدالحليم ابن تيميّة الحرّاني (المتوفّى سنة 728هـ ) بشأن التأويل حسب مصطلحه الخاصّ. ومن ثمّ فقد أغرب في مصطلحه، حيث جعل المصداق تأويلاً للكلام; إذ لم يعهد