وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أن تكون الرمّانة على شجرتها أو في الأطباق تأويلاً لمن تلّفظ بالرمّانة أو كتبها على الأوراق، وإنّما هي مصاديق لتلك المفاهيم. وكذلك النار والنور، والظلّ والحرور، لها مفاهيم ذهنيّة، ولها مصاديق عينيّة. نعم كانت المفاهيم ذات مصاديق هي مردّها في عرصة الوجود، أي تؤول إليها، وهذا يعني: الإشارة إليها، إذ كلّ اسم هو رمز عن المسمّى وإشاره إليه، وهو معنىً لغويّ بحت للتأويل، بمعنى إرجاع الشيء إلى أصله وذاته. على أنّ التأويل ـ بهذا المعنى اللغوي أيضاً ـ عمليّة ذهنيّة، وفعل للنفس، وليس ذات العين الخارجيّة المحضة، حسبما وهمه ابن تيميّة. وهل كان قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)[218] هل كان أهل الزيغ يتطلّبون أعيان المصاديق أم كانوا يحاولون التحريف في تفسير المتشابهات؟! وهل كان الراسخون في العلم[219] يعرفون أشخاص أعيان المصاديق أم كانوا على استعداد تامّ لمعرفة الصحيح من تفسير الآيات؟! فالمسألة مسألة تفسير وتبيين، وتعميق نظر، ومحاولة لدفع الشبهات العارضة لوجه الآيات. وأين ذا من التكلّف للعثور على ذوات الأعيان في عرصات الوجود؟! وقد أشاد السيد محمد رشيد رضا (منشئ مجلّة المنار المصريّة) من هذه النظرة التيميّة بشأن التأويل، وأعجبته غاية الإعجاب! إنّه ـ بعد أن نقل عن شيخه الأستاذ محمّد عبده أنّ التأويل هو بمعنى ما يؤول إليه الشيء وينطبق عليه، لا بمعنى ما