وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أُمومة، فلقد كان أولى بخيالاته الغضّة أن تحلّق به أيضاً في عالم أشباهه من الصغار، وتنشد رفقةً أدنى إلى عمره الغضّ، وأقرب إلى قلبه النديّ الرطيب. وها هو الآن، ها هي قد ظهرت له، من وراء ستر الغيوب، أقبلت عليه. حلمه العذب تجسّد أخيراً، إنسية نورانية، كأنّها إحدى الحوريات، فلعلّه سيغدو من بعد كمثل فراشة تحوم حولها كما تحوم حول ينبوع ضياء، لعلّه من خلالهاسيحسّ البهجة تشيع في دنياه، لعلّه سينغم صوته، ويناغيها بالكلمة الحلوة والدعابة الرقيقة، ليسمع ضحكتها الغردة، ويرى ابتسامتها المضيئة..لعلّ فرحته بها ستزخرف بألوانها مرائية. ففيما بدا من تطلُّق محيّاه، وبشاشة أساريره، وتألّق نظراته، لاح وقد طاب نفساً، وقرّ[266] فكراً، ونَعَم بالاً بالوافدة الجديدة. ولاغرو أن يصبح وإنّه لبشْر وتيمّن واعتزاز. أفليست ستمحو وحشته؟ ستؤنس وحدته؟ ستسعد طفولته؟ وقبل هذا كلّه، وفوقه كلّه، أَوَ ليست بالشبه الكامل لأبيها، الماثل فيها، ستجعل محمداً خدين روحه، دائماً معه، غدا أم راح، غاب أم لاح، في كلّ لحظة من نهار، ولحظة من مساء؟ بل إنّ سعادة محمد بالوليدة، كما لم تكن له من قبل سعادة، قد انتقلت عدواها إليه، ملأت بدفئها فؤاده، نضّرت ببشرها محيّاه، أثرت بنورها دنياه. * * * حصائد الزمن السَوَالف[267] المغفية تحت أطلال الغابر، وذكريات الأماسي القريبة، المطلّة من كوى الماضي الداني على مشاهد الحاضر، ومعالم اليوم السارية، على مهل وهون، في عرق المستقبل، كلّها هي المادة التي رسمت بها ريشة الفنّ العبقري