وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أَفَكان ينعم إذ يطالع في محيّاها سماحة محمد أبيها صفيّ روحه وقلبه، ومربّيه وراعيه، ذلك الذي كفله ليخفّف بعض عبء العيش عن كاهل أبي طالب أبيه؟ أم كان يراها أمنيةً عزيزةً شهيّةً، حقّقها له القدر، بعد أن طالما تاقت نفسه، وصبا وجدانه، وحنّت روحه إلى من يبدّد عنه ضباب وحدته ويؤنس وحشته، ويملأ عليه ما يحسّه من فراغ الطفولة؟ أم لعلّه اجتذبه إلى الوافدة الجديدة أن قد تبيّن فيها شيئاً من أُمه الغالية «فاطمة» بنت أسد، إذ تشاركتا في الاسم وإن تباينتا في الرسم. أيّاً ما كان ذلك النضج المبكر الذي دلّت ليه قسمات «علي» من خلال جبهة عريضة مشرقة، وعينين تومضان بالذكاء، وملامح قوية بارزة، وطلعة مضيئة مهيبة، فإنّ براعة الطفولة كانت حريّة بأن تسفر عن خباياها فيما يخالجه من مشاعر أمثاله الصغار. وكيف لا وإنّه يومئذ لم يكن قد سار بعد على درب حياته سوى خطوات قصيرات: بضع سنوات؟ أغريب أن يحنّ منذ دخل هذا الدار، إلى أنيس لعب، أو أنيسة، حتّى لقد غدا حنينه هذا مطمع نظره، ومهوى فؤاده، وحلم لياليه؟ أَو ليس أولى به، وهو المشغوف بأُمه ـ التي فارقها فراق ضرورة والتزام أقرب شيء إلى الرغبة والطواعية ـ أن يخال من فرط ولعه بها وشوق لقربها أنّه يراها دائماً في كلّ سمت حلو، ويسمعها في كلّ صوت جميل؟ لَكَم كان يشيم[264] في فضائل ابن عمه وسجاياه أُمثولة بطولة لم ير مثلها في من عرفهم من كبار، أو بلغته من سيرهم شذور[265]، حتّى لأعظمه كلّ الإعظام، وأحبّه حبّاً ليس مثله حبّ، جعله يحسّ بأنّه ـ بكل طاقات شعوره ـ يفنى فيه. فإذا كان ـ بمستقرّه هذا ـ قد وجد في محمد أكرم أبوّة، وفي خديجة أحنى