وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

القدري بأزهى الألوان، تلك اللوحة الرائعة التي تألّقت على ديباجتها الطاهرة الأحرف الخمسة للاسم الذي أعلموا به الصغيرة. من نافذة تراث الأسرة أطلّت «فاطمة» بنت عمرو، ثم بعده «فاطمة» بنت زائدة، ثم بعدهما «فاطمة» بنت أسد. ثم ترجع كلّها إلى الوراء، أجيالاً عدّة من الآباء حتّى تلتقي في لؤي بن غالب، وتمعّن القهقَرَى[268] في غوصها إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل. ثلاثة أفرع من نهر واحد، ثلاث فواطم من نبع ثريٍّ معطاء، ثلاث نسوة كنيران القمم، من بين نساء عهودهنّ كنّ أمّهات الفضائل، كنّ طاهرات الذيول والأصول، كنّ بارزات بين الأتراب، بالسيرة والاسم، بالصفة وبالرسم، لا تخطئهنّ الأذهان والعيون. ثم ها هي الرابعة! ها هي «الزهراء»! أمّا الأُولى: فاطمة بنت عمرو، فأُمّ جدّ الوافدة الصغيرة: عبدالله. وأمّا الثانية: فاطمة بنت زائدة، فأُمّ والدتها خديجة. وأمّا الثالثة: فاطمة بنت أسد، فأُمّ ترب طفولتها، وصاحب رفقتها: علي بن أبي طالب، الذي حنّ إلى من يؤنس حياته، فجاد عليه يُمن طالعه بمبعث الحنين. ولم ينكر امرؤ من الناس يوم مولد الصبيّة الحوراء أنّ الفواطم الثلاث كنّ المرايا التي انعكس على صفحاتها اللامعة المصقولة، اسم الأخيرة، لكنّ كثرة القوم يومئذ جرى في حسبانهم أنّ ابنة أسد هي التي كانت، من بينهنّ، أجلى مرآة. وحقّ أن يجول هذا في الخاطر جولان يقين، ولا عجب أن يجري ويكون، وهل غاب عن بال أحد أنّ زوج أبي طالب كانت الأم الثانية لمحمد اليتيم وهو بعد طفل لم يجاوز من عمره الغضّ ستة أعوام، ولم يناهز غلومة الغلمان، ما أن غربت شمس أُمّه آمنة وغابت عن دنياه؟