وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

بكتب السيرة القديمة من صفات ذهنية وحسيّة تنطق بالفطنة، وتشير إلى الحُسن، فتُعلّي الشأن وترفع المقدار. ثم يخرجون من هذا إلى تزويجها بعليٍّ لأنّه أشبه بها فاقةً، وأدنى إليها دمامةً، وأحرى بأن يقبلها زوجةً، ربّما بتأثير أبيها كافله ومربّيه، وربّما لأنّه لم يكن ليجد من ترتضيه بين غيرها من النساء!! وما أكثر ما تكلّفوا من تعلاّت! ولو أنّهم ردعوا هواهم، وأخذوا بالنصف، لكان حسبهم ذلك القليل الذي جاءتهم به الأسناد دلالة على انتفاء ماتوهّموه، ولهدتهم قوانين الوراثة إلى الرأي الذي يجنّبهم الادّعاء، ولأغنتهم مظاهر السلوك الاجتماعي عن تقوّل الأقاويل ولكفّوا عن تأوّل تفسير يجانب صدق التقدير. فما كانت المرأة المكتنزة اللحم والشحم مطلوبة لمجرّد هذا الاكتناز، بل لأنّ امتلاء عودها كان معلماً من معالم شرف المحتد، وعراقة الأصل، وكرم النحيزة، وكلّها يتّصل عادةً بلين العيش ورفهنية[861] المال. وليس منبت الزهراء بالذي يُجارى حين يقارن بمنابت سواها من اللدّات والأتراب[862]. فأبوها هو من هو في الناس، شريفٌ من أشراف، وماجدٌ من أمجاد على امتداد الجدود حتّى «إسماعيل»، وما يزيد في قدره مدح مادح، ولا ينقص منه قدح قادح، لأنّنا لا نظنّ أحداً في العالمين يماري في مكارمه التي بلغ بها شأو الفضل، سواء في ذلك أعداؤه وأولياؤه، من أنكر نبوّته ومن آمن به واتّبعه على رسالته. وأُمّها هي من هي عراقةً ونبلاً وثراءً، يقرّ لها بالحسب والنسب الكبير والصغير، فإذا ذُكرت في مجالات المآثر الخُلقية والمحاسن الخلقية «فقد كانت ذات فطانة