وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

تناولوا بأقلامهم ذلك العهد المبكّر من عهود الدولة الإسلامية، فراحوا ـ عن تعصّب وتحزّب ـ يلغون في سيرة الزهراء ولوغ الكلاب، متكلّفين ذرائع موهومة ودّوا أن تنال من قدرها الرفيع، وتشوّه صورتها النفسية والبدنية أمام العقول والعيان. فإن لم يكن سوء النيّة هو دافعهم إلى هذا التكلّف، فأي شيء غيره يكون؟ لقد كانت لهم مندوحة[856] عن جنوحهم إلى الافتراء، بعد أن توفّرت لهم وسائل البحث والتحقيق، وبعد ما تيسّرت لهم دقّة الاستنباط، بانفساح آفاق مراجعة الرأي على أُسس علمية وموضوعية، كما تستند إلى النصّ تستند أيضاً على ما وراءه من عوامل ـ حدثية ونفسية ـ الإحاطة بها، ولمّ شتاتها يفسح المجال لإحكام التقدير. لكن الهوى غلاّب[857]، والمتحيّز لا يميّز، فانظرهم كيف يعتسفون[858] الأسباب! إنّ الزهراء ـ في رأيهم ـ إنّما عزف[859] عنها الخُطّاب سنين عدداً، لأنّها كانت تفتقر إلى ما يجعل الرجل العربي ـ أيّ رجل ـ يقبل على اختيارها شريكة حياة!! فهي ضامرة هزيلة، والأزواج حينذاك يفضّلون المرأة ممتلئة الجسم، ريّانة القوام، وهي موسومة بالحزن، مكتئبة المزاج، وما من بيت يرفرف عليه التشاؤم كبيت قعيدته لا يعرف وجهها الابتسام، وهي ليست على ذكاء ملحوظ، وبُعد نظر، وسعة حيلة!! ثم هي فوق هذا لم تكن ذات نصيب من الوسامة يمكن أن توصف معه بالجمال!! فإذا اجتمع كلّ ذلك إلى المعيشة الضنك التي كانت تحياها، فما الذي يبقى منها ليجذب إليها الخُطّاب؟ ويستند[860] أُولئك الذين كادوا يجرّدونها ممّا يزيّن الفتاة، إلى ندرة ما ورد عنها