وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومناسبة الانتقال من الاستدلال بخلق الماء إلى الاستدلال بخلق النار هي ما تقدم في مناسبة الانتقال إلى خلق الماء من الاستدلال بخلق الزرع والشجر فإن النار تخرج من الشجر بالاقتداح وتذكى بالشجر في الاشتعال والالتهاب .
وهذا الاستدلال على تقريب كيفية الإحياء للبعث من حيث إن الاقتداح إخراج والزند الذي به إيقاد النار يخرج من أعواد الاقتداح وهي ميتة .
وفي قوله ( التي تورون ) إدماج للامتنان في الاستدلال بما تقدم في قوله ( أفرأيتم الماء الذي تشربون ) .
وهو أيضا وصف للمقصود من الدليل وهو النار التي تقتدح من الزند لا النار الملتهبة . وضمير شجرتها عائد إلى النار .
وشجرة النار : هي جنس الشجر الذي فيه حراق أي ما يقتدح منه النار وهو شجر الزند وأشجار النار كثيرة منها المرخ بفتح فسكون والعفار بفتح العين والعشر بضم ففتح والكلخ بفتح فسكون ومن المثال " في كل شجر نار واستنجد المرخ والعفار " أي أكثر من النار .
وتورون : مضارع أورى الزند إذا حكه بمثله يستخرج منه النار كانوا يضعون عودا من شجر النار ويحكونه من أعلاه بعود مثله فتخرج النار من العود الأسفل ويسمى العود الأعلى زندا " بفتح الزاي وسكون النون " وزنادا بكشر الزاي ويسمى الأسفل زندة بهاء تأنيث في آخره شبهوا العود الأعلى بالفحل وشبهوا العود الأسفل بالطروقة وقد تابع ذو الرمة هذا المعنى في وصفه الاقتداح للنار فقال على شبه الألغاز : .
وسقط كعين الديك عاورت صاحبي ... أباها وهيأنا لموقعها وكرا .
مشهرة لا تمكن الفحل أمها ... إذا نحن لم نمسك بأطرافها قسرا وحذف العائد على الموصول لأن ضمير النصب يكثر حذفه من الصلة وتقديره : التي تورونها .
وتعدية ( تورون ) إلى ضمير ( النار ) تعدية على تقدير مضاف أي تورون شجرتها كما دل عليه قوله ( أأنتم أنشأتم شجرتها ) قد شاع هذا الحذف في الكلام فقالوا : أورى النار كما قالوا أورى الزناد .
وجملة ( أأنتم أنشأتم شجرتها ) الخ بيان لجملة ( أفرأيتم النار ) الخ كما تقدم في قوله ( أأنتم تخلقونه ) .
( نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين [ 73 ] ) الجملة بدل اشتمال من جملة ( أم نحن المنشئون ) أي أن إنشاء النار كان بفوائد وحكما منها أن تكون تذكرة للناس يذكرون بها نار جهنم ويوازنون بين إحراقها وإحراق جهنم التي يعلمون أنها أشد من نارهم .
والمتاع : ما يتمتع أي ينتفع به زمانا وتقدم في قوله ( قل متاع الدنيا قليل ) في سورة النساء .
A E والمقوي : الداخل في القواء ( بفتح القاف والمد ) وهي القفر ويطلق المقوي على الجائع لأن جوفه أقوت أي خلقت من الطعام إذ كلا الفعلين مشتق من القوى وهو الخلاء . وفراغ البطن : قواء وقوى . فإيثار هذا الوصف في هذه الآية ليجمع المعنيين فإن النار متاع للمسافرين يستضيئون بها في مناخهم ويصطلون بها في البرد ويراها السائر ليلا في القفر فيهتدي إلى مكان النزل فيأوي إليهم ومتاع للجائعين يطبخون بها طعامهم في الحضر والسفر وهذا إدماج في الامتنان في خلال الاستدلال . واختير هذان الوصفان لأن احتياج أصحابهما إلى النار أشد من احتياج غيرهما .
( فسبح باسم ربك العظيم [ 74 ] ) رتب على ما مضى من الكلام المشتمل على دلائل عظمة القدرة الهية وعلى أمثال لتقريب البعث الذي أنكروه خبرا وعلى جلائل النعمة المدمجة في أثناء ذلك أن أمر الله رسوله A بأن ينزه خاصا معقبا لما تفيضه عليه تلك الأوصاف الجليلة الماضية من تذكر حديد يكون التنزيه عقبة ضربا من التذكر من جلال ذاته والتشكر لآلائه فإن للعبادات مواقع تكون هي فيها أكمل منها في دونها فيكون لها من الفضل ما يجزل ثوبه فالرسول A لا يخلوا عن تسبيح ربه والتفكر في عظمة شأنه ولكن لاختلاف التسبيح والتفكر من تجدد ملاحظة النفس ما يجعل لكل حال من التفكر مزايا تكسبه خصائص وتزيده ثوبا .
فالجملة عطف على جملة ( قل أن الأولين والآخرين لمجموعون ) إلى قوله ( ومتاعا للمقوين ) وهي تذييل .
والتسبيح : التنزيه وقد تقدم عند قوله تعالى ( ونحن نسبح بحمدك ) في سورة البقرة