وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقرأ الجمهور ( إنا لمغرمون ) بهمزة واحدة وهي همزة ( إن ) وقرأه أبو بكر عن عاصم ( أأنا ) بهمزتين همزة استفهام وهمزة ( أن ) .
( أفرأيتم الماء الذي تشربون [ 68 ] أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون [ 69 ] ) هذا على طريقة قوله ( فرأيتم ما تحرثون ) الآية تفريعا واستفهاما وفعل رؤية .
ومناسبة الانتقال أن الحرث إنما ينبت زرعه وشجره بالماء فانتقل من الاستدلال لتكوين النبات إلى الاستدلال بتكوين الماء الذي به حياة الزرع والشجر . ووصف ( الماء ) ب ( الذي تشبون ) إدماج للمنة في الاستدلال أي الماء العذب الذي يشربونه فإن شرب الماء من أعظم النعم على الإنسان ليقابل بقوله بعده ( لو نشاء جعناه أجاجا فلولا تشكرون ) .
والمراد ماء المطر ولذلك قال ( أأنتم أنزلتموه من المزن ) والمراد : أنزلتموه على بلادكم وحروثكم . وماء المطر هو معظم شراب العرب المخاطبين حينئذ ولذلك يقال للعرب : بنو ماء السماء .
والمزن : جمع اسم مزنة وهي السحابة .
ووجه الاستدلال إنشاء ما به الحياة بعد أن كان معدوما بأن كونه الله تعالى في السحاب بحكمة تكوين الماء . فكما استدل بإيجاد الحي من أجزاء ميتة في خلق الإنسان والنبات استدل بإيجاد ما به الحياة عن عدم تقريبا لإعادة الأجسام بحكمة دقيقة خفية أي يجوز أن يمطر الله مطرا على ذوات الأجساد الإنسانية يكون سببا في تخلقها أجسادا كاملة كما كانت أصولها كما تتكون الشجرة من نواة أصلها وقد تم الاستدلال على البعث عند قوله ( أم نحن المنزلون ) .
وقوله ( أأنتم أنزلتموه من المزن ) جعل استدلالا منوطا بإنزال الماء من المزن على طريقة الكتابة بإنزاله عن تكوينه صالحا للشرب لأن إنزاله هو الذي يحصل منه الانتفاع به ولذلك وصف بقوله ( الذي تشربون ) . وأعقب بقوله ( لو نشاء جعلناه أجاجا ) فحصل بين الجملتين اتباك كأنه قيل : أأنتم خلقتموه عذبا صالحا للشرب وأنزلتموه من المزن لو نشاء جعلناه أجاجا ولأمسكناه في سحابته أو أنزلناه على البحار أو الخلاء فلم تنتفعوا به .
( لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون [ 70 ] ) موقعها كموقع جملة ( لو نشاء لجعلناه حطاما ) والمعنى : لو نشاء جعلناه غير نافع لكم . فهذا استدلال بأنه قادر على نقض ما في الماء من الصلاحية للنفع بعد وجود صورة المائية فيه . فوزان هذا وزان قوله ( نحن قدرنا بينكم الموت ) وقوله ( لو نشاء لجعلناه حطاما ) .
وتخلص من هذا التتميم إلى الامتنان بقوله ( فلولا تشكرون ) تحضيضا لهم على الشكر ونبذ الكفر والشرك .
وحذفت اللام التي شأنها أن تدخل على جواب ( لو ) الماضي المثبت لأنها لام زائدة لا تفيد إلا التوكيد فكان حذفها إيجازا للكلام .
A E وذكر الشيخ محمد بن سعيد الحجري التونسي في حاشيته على شرح الأشموني للألفية المسماة " زواهر الكواكب " عن كتاب " البرهان في إعجاز القرآن " هذا الاسم سمي به كتابان أحدهما لكمال الدين محمد المعروف بابن الزملكاني والثاني لابن أبي الأصبع أنه قال : فإن قيل لم أكد الفعل باللام في الزرع ولم يؤكد في الماء قلت : لأن الزرع ونباته وجفافه بعد النضارة حتى يعود حطاما مما يحتمل أنه من فعل الزارع أو أنه من سقي الماء وجفافه من عدم السقي فأخبر سبحانه أنه الفاعل لذلك على الحقيقة وأنه قادر على جعله حطاما في حال نموه لو شاء وإنزال الماء من السماء مما لا يتوهم أن لأحد قدرة عليه غير الله تعالى اه .
وحذف هذه اللام قليل إلا إذا وقعت ( لو ) وشرطها صلة لموصول فيكثر حذف هذه اللام للطول وهو الذي جزم به ابن مالك في التسهيل وتبعه الرضي كقوله تعالى ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم ) وإن قال المرادي والدماميني في شرحيهما إن هذا لا يعرف لغير المصنف قال الرضي : وكذلك إذا طال الشرط بذيوله كقوله تعالى ( ولو أن ما في الأرض من شجر أقلام والبحر يمده من بعدة سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) أي وأما في غير ذلك فحذف اللام قليل ولكنه تكرر في القرآن في عدة مواضع منها هذه الآية . وللفخر كلام في ضابط حذف هذه اللام ليس له تمام .
( أفرأيتم النار التي تورون [ 71 [ أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون [ 72 ] ) هو مثل سابقه في نظم الكلام