وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

واسم الرب : هو ما يدل على ذاته وجماع صفاته وهو اسم الجلالة أي بأن يقول : سبحان الله فالتسبيح لفظ يتعلق بالألفاظ .
ولما كان الكلام موضوعا للدلالة على ما في النفس كان التسبيح الاسم مقتضيا تنزيه مسماه وكان أيضا مقتضيا أن يكون التسبيح باللفظ مع الاعتقاد لا مجرد الاعتقاد لأن التسبيح لما علق بلفظ اسم تعيين أنه تسبيح لفظي أي قل كلاما فيه معنى التنزيه وعلقه باسم ربك فكل كلام يدل على تنزيه الله مشمول لهذا الأمر ولكن محاكاة لفظ القرآن أولى وأجمع بأن يقول : سبح الله . ويؤيد هذا ما قالته عائشة Bها إنه ما أنزل قوله تعالى ( فسبح بحمد ربك وأستغفره ) كان رسول الله A يقول في سجوده : " سبحانك الله ربنا وبحمدك اللهم أغفر لي يتأول القرآن " أي يتأوله على إرادة ألفاظه .
والباء الداخلة على ( اسم ) زائدة لتوكيد اللصوق أي اتصال الفعل لمفعوله وذلك لوقوع الأمر بالتسبيح عقب ذكر عدة أمور تقتضيه حسبما دلت عيه فاء الترتيب فكان حقيقا بالتقوية والحث عليه وهذا بخلاف قوله ( سبح اسم ربك الأعلى ) لوقوعه في صدر جملته كقوله ( يا أيها الذي آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) .
وهذا الأمر شامل للمسلمين بقرينه أن القرآن متلو لهم وأن ما تفرع الأمر عليه لا يخص علمه بالنبي A فلما أمر بالتسبيح لأجله فكذلك من علمه من المسلمين .
والمعنى : إذا علمتم ما أنزلنا من الدلائل وتذكرهم ما في ذلك من النعم فنزهوا الله وعظموه بقصارى ما تستطيعون .
و ( والعظيم ) صالح لأن يجعل وصفا ل ( ربك ) وهو عظيم بمعنى ثبوت جميع الكمال له وهذا مجاز شائع ملحق بالحقيقة ؛ وصالح لأن يكون وصفا ل ( اسم ) والاسم عظيم عظمة مجازية ليمنه ولعظمة المسمى به .
( فلا أقسم بمواقع النجوم [ 75 ] وإنه لقسم لو تعلمون عظيم [ 76 ] إنه لقرآن كريم [ 77 ] في كتاب مكنون [ 78 ] لا يمسه إلا المطهرون [ 79 ] تنزيل من رب العالمين [ 80 ] ) تفريغ على جملة ( قل إن الأولين والآخرين لمجموعون ) يعرب عن خطاب من الله تعالى موجه إلى المكذبين بالبعث القائلين ( أإذا متنا وكنا من ترابا وعظاما إنا لمبعوثون ) انتقل به إلى التنويه بالقرآن لأنهم لما كذبوا بالبعث وكان إثبات البعث من أهم ما جاء به القرآن وكان مما أغراهم بتكذيب القرآن اشتماله على إثبات البعث الذي عدوه محالا زيادة على تكذيبهم به في غير ذلك مما جاء به من إبطال شركهم وأكاذيبهم فلما قامت الحجة على خطئهم في تكذيبهم فقد تبين صدق ما أنبأهم به القرآن فثبت صدقه فلذلك تهيأ المقام للتنويه بشأنه .
A E والفاء لتفريغ القسم على ما سبق من أدلة وقوع البعث فإن قوله ( قل إن الأولين والآخرين لمجموعون ) إخبار بيوم البعث وإنذار لهم به وهم قد أنكروه ولأجل استحالته في نظرهم القاصر كذبوا القرآن وكذبوا من جاء به ففرع على تحقيق وقوع البعث والإنذار به تحقيق ان القرآن منزه عن النقائض وأنه تنزيل من الله وأن الذي جاء به مبلغ عن الله .
فتفريع القسم تفريع معنوي باعتبار المقسم عليه وهو أيضا تفريع ذكري باعتبار إنشاء القسم إن قالوا لكم : أقسم بمواقع النجوم .
وقد جاء تفريع القسم على ما قبله بالفاء تفريعا في مجرد الذكر في قول زهير : .
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله ... رجال بنوه من قريش وجرهم عقب أبيات النسيب من معلقته وليس بين النسيب وما تفرع عنه من القسم مناسبة وإنما أراد أن ما بعد الفاء هو المقصود من القصيد وإنما قدم له النسيب تنشيطا للسامع وبذلك يظهر البون في النظم بين الآية وبين بيت زهير .
و ( لا أقسم ) بمعنى : أقسم و ( لا ) مزيدة للتوكيد وأصلها نافية تدل على أن القائل لا يقدم على القسم بما أقسم به خشية سوء عاقبة الكذب في القسم .
وبمعنى أنه غير محتاج إلى القسم لأن الأمر واضح الثبوت كما كثر هذا الاستعمال فصار مرادا تأكيد الخبر فساوى القسم بدلي قوله عقبه ( وأنه قسم لو تعلمون عظيم ) وهذا الوجه الثاني هو الأنسب بما وقع من مثله في القرآن