رئیس مؤسسة دالیدرز للاعلام والدراسات في نيودلهي:
لا يمكن لأحد أن يتجاهل تاثير وقوة الأعلام في الامم والدول والمجتمعات
أكد رئیس مؤسسة "دالیدرز" للاعلام والدراسات في نيودلهي "السيد أشرف علي زيدي"، بأن "الإعلام أصبح أداة مهمة و قوية لكل القوى الفكرية التي أثرت في الأمم والدول والمجتمعات، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل أهميته وقوته في العالم".
وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، راى "زيدي" بأن "موضوع هذا المؤتمر هو دور الإعلام العالمي في وحدة العالم الإسلامي، وهو في الحقيقة نقاش جيد ومفيد لعالم اليوم".
واضاف: انني أنوي أن أتحدث عن أحد فروع هذه القضية في هذا المؤتمر الدولي وهو "الواقع الإعلامي والتربية الإعلامية"، وهي مسألة في غاية الأهمية وينبغي التطرق إليها في هذه الدورة.
واكد بأن "الإعلام أصبح أداة مهمة و قوية لكل القوى الفكرية التي أثرت في الأمم والدول والمجتمعات، ولا يمكن لأحد أن يتجاهل أهميته وقوته في العالم. وفي الدول الديمقراطية مثل الهند، يُنظر إلى وسائل الإعلام على أنها الركيزة الرابعة للديمقراطية".
وأكمل قائلا : المعلومات تلعب دوراً مهماً جداً في بنية ونشاطات جميع المجتمعات، وتلعب وسائل الإعلام دوراً أساسياً في تغطية ونقل هذه المعلومات من شخص إلى آخر أو من مكان إلى آخر. وسائل الإعلام اليوم منخرطة ومؤثرة في جزء مهم من حياتنا الشخصية أو الاجتماعية. غالبًا ما نعتمد على وسائل الإعلام لتلقي المعلومات وإيصال أي معلومات لبعضنا البعض وللمجتمع.
و أوضح السيد زيدي : يعتمد نشر المعلومات وتأثيرها على الأشخاص على وسائل الإعلام التي نختارها. لقد سهلت وسائل التواصل الاجتماعي هذه تبادل المعلومات. عادة ما نعتبر التلفزيون والإذاعة والصحف هي الوسيلة الأساسية والرئيسية لنقل المعلومات، رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي بعد إقرار قانون التحرير استطاعت أن تجد مكانها الفريد بين كافة وسائل الإعلام.
ومضى الى القول : ان جميع الأشخاص يعانون من ألم غير مرئي في رؤوسهم يظهر من وقت لآخر، على الرغم من ظهور بعض الآثار الجانبية أيضًا على المستوى الفردي أو الجماعي. ولأن هناك كميات هائلة من المعلومات الخاطئة أو غير الصحيحة وسرعة الكلام البشري عالية، فلا يمكن لأحد التحقق منها واختبارها وتصحيحها. إن الأخبار والمعلومات والشائعات الكاذبة التي تحتويها وسائل التواصل الاجتماعي لا تضعف المجتمع والوحدة الاجتماعية للدول والأمة الإسلامية فحسب، بل تضعف أيضًا كل دين ومذهب.
و أضاف أنه بحسب إحصائيات إحدى المنصات الإخبارية الهندية؛ من بين أكثر من مليون مستخدم نشط شهريًا لتطبيق واتساب في جميع أنحاء العالم، هناك 150 ألفًا يقيمون في الهند. ويقدر عدد مستخدمي فيسبوك الهنود بأربعة ملايين و800 ألف شخص، وعدد مستخدمي حساب تويتر الهندي 2 مليون و200 ألف.
و أوضح أن هناك سببان رئيسيان لانتشار الأخبار الكاذبة: الأول، الانخفاض المستمر في أسعار الهواتف الذكية في السنوات الماضية، والذي بسببه أصبحت هذه الهواتف في أيدي كل شخص من كل طبقة اجتماعية، وثانيا، الانخفاض الكبير في أسعار الإنترنت في دول مثل الهند.
ووفقا لتقرير صدر عام 2015 عن مجموعة بحثية حول تاريخ التعليم في (جامعة) ستانفورد، فإن الزيادة في عدد الهواتف الذكية والأجهزة الذكية و الحاسوبات من وصول طلاب وطالبات الجيل الحالي إلى المعلومات مقارنة بالماضي.
يحصل سكان المناطق الريفية على جميع أخبارهم ومعلوماتهم تقريبًا من وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن ما يقرب من 80 بالمئة من الطلاب الذين يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي، دون استثناء تقريبا، وحدهم لا يستطيعون التمييز بين الإعلانات التجارية والأخبار، مما يعني أنهم لا يستطيعون تحديد صحة أو عدم صحة كميات كبيرة من المعلومات، فيواجهونها ويتعرفون عليها.
صرح أن في مثل هذا الوضع تتزايد مشكلة الأخبار الكاذبة في دول مثل الهند بسبب انتشار الخلافات بين الطوائف والفرق والأديان والديانات. واليوم لا تقتصر هذه المشكلة على وسائل التواصل الاجتماعي، بل يمكن رؤيتها في وسائل الإعلام الإلكترونية وقليلا في وسائل الإعلام المطبوعة، التي خلقت تساؤلات حول صحة ودقة وسائل الإعلام وخلقت الفوضى في المجتمع، في حين يجب أن يكون هناك نظام. - خلق الانسجام والمساواة في المجتمع وتوعية المواطنين.
و أكد أن السبب الرئيسي هو قلة التثقيف الإعلامي وتحقيق الأرباح التجارية. الناس ليس لديهم نفس التصور للتعليم الإعلامي. التدريب الإعلامي لا يعني فقط تدريب كتاب الصحف والإذاعة والتلفزيون. بل يعني تثقيف الناس حول وسائل الإعلام وتوضيح الفهم المعتاد للأحداث من خلال خلق الوضوح في هذا النهج. كما يهدف إلى تثقيف الناس حول الأخلاق. يتضمن التعليم الإعلامي إجراءات تسمح للأشخاص بالوصول إلى الوسائط أو تقييمها أو التعامل معها. لا يقتصر التعليم الإعلامي على أي وسيلة إعلامية، بل يخلق فهمًا للاختلافات بين كل وسيلة إعلامية لدى الجمهور.
و أوضح أن التعليم الإعلامي أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأن طبيعة الإعلام تغيرت بشكل كبير بسبب المنافسة في السوق والتجارية. اليوم، ينشط العديد من مواطني الهند في وسائل التواصل الاجتماعي، لدرجة أنهم يقضون ما يقرب من ساعتين أو ثلاث ساعات من وقتهم اليومي فيها. لكن يجب عليهم أن يتعلموا الغرض من استخدامها .
و قال : ما هو مصدر الأخبار المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي وما مدى مصداقيتها؟ يجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن يطرحوا على أنفسهم العديد من الأسئلة، لأن الجميع يستخدمها في الوقت الحاضر. ولكن يجب أن يكون على دراية تامة بالآثار الجانبية على الجميع حتى يتمكن من التعرف على الأخبار الكاذبة والشائعات الكاذبة ويكون على دراية إعلامية كاملة. ويجب أن نؤكد على التدريب على الثقافة الإعلامية للتعرف على الأخبار الكاذبة والشائعات الكاذبة.
و صرح أن في هذه الأيام يجب أن نهتم أكثر بوسائل التواصل الاجتماعي، لأنه في هذه الأيام أصبح كل إنسان صحفياً وكل مواطن له قلم، وعلى العكس من ذلك، دخلت معظم وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية مجال وسائل التواصل الاجتماعي.في مثل هذا الوضع، نحتاج اليوم إلى التثقيف الإعلامي، لأنه في غيابه ونشر السموم الفردية غير المرئية في المجتمع وحياة الجميع، فإنه يجعل عقول المواطنين ضعيفة للغاية ومريضة ومعتمدة على طرف واحد. بسبب احتمال إنهاء فهم الصواب والخطأ، يزداد ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لدى المواطنين بالنسبة لشخص واحد.
و أوضح أن علينا أن نضيف بشكل رمزي تعليم الثقافة الإعلامية إلى نظامنا التعليمي ونتخذ التدابير المناسبة في هذا الصدد. وبغض النظر عن التكنولوجيا الرائعة والجيدة للتحقق من صحة أي معلومات، فإن الخطوة الأولى يجب أن تكون تعليم الثقافة الإعلامية لمواطني البلدان.
و أضاف : على الرغم من توفر العديد من الأدوات اليوم للتحقق من صحة المعلومات وزيفها، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الأدوات للحكم عليها وتمييزها. اليوم، في مجال الرقمنة، أصبح من السهل جدًا على الناس تحقيق مثل هذه الظروف. يجب البدء بحملة في مجال خلق الوعي لدى الجميع حول وسائل الإعلام.
و بين الناشط الهندي بأنه يجب التأكيد على زيادة الثقافة الإعلامية على مستوى المدارس الابتدائية والمراكز التعليمية، وتوعية طلاب المدارس باستخدام الوسائط الرقمية ومحتوياتها وأخبارها. دعونا نعلمهم الفرق بين الأخبار الحقيقية والكاذبة حتى يتمكنوا من فهم وسائل الإعلام منذ الصغر.
و الختام قال: إن هذا الإجراء ممكن لأن لديهم مسؤولية كبيرة في بناء الشخصية والمجتمع، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا مع راحة البال السليمة وزيادة الثقافة الإعلامية، مما سيؤدي إلى خلق مجتمع يتكون من مواطنين واعيين، والمواطنون المطلعون سوف يبنون مجتمعًا سليما.