العميد أمين حطيط في حوار مع KHAMENEI.IR
جبهات المساندة في محور المقاومة تشجّع شعب غزّة على الصّمود
ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ الحوار الذي أجراه مع العميد المتقاعد أمين حطيط حول الأسباب التي منعت الكيان الصهيوني من تحقيق أهدافه في غزّة بعد مرور قرابة المئة يوم إضافة إلى تقييم دور المقاومة وصمود أهالي مدينة غزّة في إلحاق الهزيمة والإخفاق بأهداف الكيان الصهيوني.
ـ لقد نفّذ الکیان الصهيوني هجمات وحشية على قطاع غزة في المئة يوم الماضية. في رأيكم، ما هي الأسباب والعوامل التي أدّت إلى غياب استطاعة الکیان الصهيوني تحقيق أهدافه في غزة في هذه المئة يوم؟
نفّذ العدو الصهيوني هجوماً برياً على قطاع غزة في المدّة السابقة، ولا زال متوخياً أن يحقّق ثلاثة أهداف رئيسية، الهدف الأول تحرير الأسرى من أيدي المقاومة، والهدف الثاني تفكيك المقاومة الفلسطينية في غزة، والهدف الثالث اقتلاع شعب غزة من أرضه وإجراء التغيير الديموغرافي، ولكنّه بعد قتالٍ لمئة يوم أخفق في تحقيق أيٍّ من أهدافه، فهو لم يستطع أن يصل إلى الأسرى لأن المقاومة اتّخذت التدابير الأمنية الكفيلة بإبعادهم عن متناوله ووضعته أمام خيارين، إما أن يحرق المنطقة ويقتل الجميع وهذا أمر غير متاح، وإما أن يلجأ إلى التفاوض لإطلاقه سراح الأسرى، ولكنّ العمليات العسكرية لم تؤدِّ إلى إطلاقهم ولم يستطع أيضاً أن يفكّك المقاومة التي أتقنت وضع خطة دفاع في القطاع وأنزلت به الخسائر الفادحة. أما الهدف الثالث، فقد عجز عن تحقيقه لأنّ أهل غزة متشبّثون بأرضهم، وهم الذين تُهدم بيوتهم بيد العدو ثم يجلسون فوق الركام ويقطنون في الخيام من دون أن يتركوا أرضهم، فبالتالي المقاومة في اتجاهها وعلى نمطها والشعب في مسؤوليته أجهضا خطّة العدو الذي ظهر ضعيفاً أمام قوة المقاومة، وهو عاجزٌ عن تحقيق أهدافه لأنّه لم يستطع أن يفهم الميدان وأن يسيطر عليه، فبدأ بالتراجع وكان تراجعه الأول عن القسم الشمالي من القطاع.
ـ ما هو تقييمك لدور المقاومة وصبر أهل غزة وصمودهم في إخفاق الکیان الصهيوني في تحقيق أهدافه؟ وهل يمكن عدّ هذا الصبر والمقاومة والصمود ضد أبشع أنواع الجرائم أحد العوامل المهمة في إخفاق الصهاينة في تحقيق أهدافهم؟
تمسّك شعب غزة بأرضه ورفض الانصياع لأوامر العدو ومنعه من تحقيق أهدافه، ذلك كله عائد إلى فكرة الانتماء والعقيدة المتجذّرة في هذا الشعب المميّز، ثم كان أمر آخر ينبغي تجنّب إغفاله من النظر، هو التجربة السابقة، فكلّ شعب هُجّر من أرضه لم يعد إليها، والمعضلة الرئيسية التي تعترض المسألة الفلسطينية هي مسألة حقّ العودة، ولذلك تميّز الوضع في هذه المدّة بأمرين، الأمر الأول تعلّق شعب بالأرض وانتماؤه إليها واستعداده للتضحية في سبيلها، وتجربة سابقة يرفض الشعب أن تتكرّر، ويُضاف إلى هذا وذاك شعور الشعب بأنه غير متروك، بخاصّة أنّ المكونات الأساسيّة من محور المقاومة التي تسانده مساندةً كبيرة تحتضنه، وما فتْحُ جبهات المساندة في لبنان وسوريا والعراق واليمن إلّا نوعٌ من أنواع الدعم الذي يشجّع الشعب على الصمود ويجعله يشعر بأنه غير وحيد في المواجهة وأنّ الصمود يستحقّ أن تُبذَل من أجله التضحية.