التحریر:
كما تعرفون ان من اهم اهداف الثورة الاسلامية في ایران هي دعوة المسلمين الی الوحدة والسعي الی تحقيق هذا الهدف بشتی السبل منذ انطلاق الثورة الاسلامية الی الانتصار بقیادة الامام الخمینی الراحل حتی انتقال القیادة الی الامام الخامنه اي. فقد وضعت الاسس والقواعد المتینة لترکیز وترسیخ عملیة التقریب وتحقق الوحدة الاسلامیة،السؤال هنا بالذات عن دور المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الا سلامية في ترسيخ و تقوية الفكرة التقريبية في المجتمع الاسلامي بشکل عام؟ 

• آية الله التسخيري:
كما تفضلتم الجمهورية الاسلامية اعلنت منذ انطلاقتها ان الوحدة الاسلامية هي احدی اهم اهدافها وعملت علی تحقيق ذلك، من خلال التركيز علیها في دستورها و من خلال الدعوة ونشر ثقافة الوحدة و اعلان الاسبوع الوحدة الاسلامية في الربيع الاول وكذلك في كل المناسبات كانت تعلن هذا المعنی و تقيم المؤتمرات العالمية سواء في الداخل أو في خارج البلاد للدعوة الی الوحدة و التركيز علی القضايا المشتركة ومن اهم خطواتها تشكيل المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية بامر من الامام الخامنئي "حفظه الله" ليواصل عمل دارالتقريب بين المذاهب في القاهرة و اُنتخب احد العلماء البارزین امينا عاما لهذا المجمع العالمي و سُجل لها نظام اساسي يؤكد ان اهدافه و اهداف المجمع تتلخص في ما يلي: 

اولاً: المساعدة في امر احياء ونشر الثقافة والتعاليم الاسلامية والدفاع عن ساحة القرآن وسنة النبي الاكرم.
ثانياً: السعي في سبيل تحقيق التعارف الاكثر بين العلماء و المفكرين والقادة الدينيین من العالم الاسلامي في المجالات العقائدية والفكرية والاجتماعية والسياسية .
ثالثاً: اشاعة فكرة التقريب بين المفكرين والشخصيات النخبوية في العالم الاسلامي ونقل ذلك الی الجماهير المسلمة وتوعيتها بمؤامرات الاعداء المفرقة بين الامة.
رابعاً: السعي لتحكيم واشاعة مبدأ الاجتهاد و الاستنباط في المذاهب الاسلامية.
خامساً: السعي لايجاد التنسيق و تشكيل الجبهة الواحدة في قبال التآمر الاعلامي والهجوم الثقافي لاعداء الاسلام وفقاً للمبادئ الاسلامية المسلم بها. واخيراً نفي موارد سوء الظن و الشبهات بين اتباع المذاهب الاسلامية.
هذه هي الاهداف التي اُنشأ لأجلها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وعُينت لها استراتيجية و خطّ عشرية وفي كل عام يقوم المجلس الاعلی بالموافقة علی الخطّة السنوية وله جمعية عمومية بلغ عدد اعضائها لحد الآن ٢٣٥ عالما من علماء المذاهب الاسلامية المختلفة . هذه خلاصة عن المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية. 

• التحریر:
ما هی أهم النشاطات التي قام بها المجمع خلال مايقارت العقود الثلاثة؟
• آية الله التسخيري:
تتلخص الاعمال التي قام بها هذا المجمع بالامور التالية
اولاً: عقد المؤتمرات المختلفة التي تطرح قضايا تهم الامة الاسلامية واهم هذه المؤتمرات هو مؤتمر الوحدة الاسلامية الذي ينعقد في كل عام في اسبوع الوحدة الاسلامية الممتد بين الثاني عشر الی السابع عشر من ربيع الاول وقد عقد لحد الآن ثلاثة وعشرين مؤتمراً درس في هذه المؤتمرات قضايا مهمة منها
الوحدة الاسلامية و معطيات هذه الوحدة والتقريب بين المذاهب واساليبه .
رواد الوحدة والتقريب.
اسس التقريب من وجهة نظر المذاهب الاسلامي.
الحكومة من وجهة نظر اسلامية.
خصائص الاسلام العالمي.
الاسلام والامة الاسلامية في القرن الحادي والعشرين.
الامة الاسلامية آلامها و آمالها.
مكانة اهل البيت عند الامة.
الاصالة والمعاصرة في فقه المذاهب الاسلامية.
عالمية الاسلام والعولمة.
الصحوة الاسلامية آفاقها وترشيدها.
 
وامثال ذلك من المواضيع، وحضر في هذه المؤتمرات عدد كبير من العلماء والمفكرين الاسلاميين من اقطار العالم و جمع فيها من علماء الدين والمثقفين علی اختلاف مذاهبهم  وقدمت بحوث قیمة. وقام المؤتمر بنشر هذه البحوث باللغة العربية واللغة الفارسية والانكليزية وفي الواقع شكل هذا المؤتمر تياراً اسلامياً واسعاً. وايضا الندوات التي يعقدها المجمع في خارج البلاد وفي داخلها حول هذه القضايا وعقد ندوات كثيرة في انحاء العالم الاسلامي، كما عقد ندوات كثيرة في داخل البلاد حيث يجتمع كثير من العلماء و يتحدثون عن مسائلهم بكل حرية ولايمكن احصاء هذه الندوات في هذه المقابلة. 

العمل الثالث في مجال المؤتمرات هو ارسال الوفود و العلماء والحضور في المؤتمرات العالمية وطرح الفكر التقريبي، اعتقد ان هذه المؤتمرات تجاوزت لحد الآن الاربعمائة مؤتمرا.
وقد اقیمت هذه المؤتمرات في شتی انحاء العالم الاسلامي، هذا هو الخط الاول لعمل مجمع التقريب وهو اقامة الندوات و المؤتمرات أو المشاركة في المؤتمرات في انحاء العالم الاسلامي.
العمل الثاني أو الخط الثاني الذي عمل عليه المجمع العالمي هو ارسال وفود الی الدول المختلفة لتبيین فكرة المجمع و شرح اهداف التقريب عبر اللقائات المشتركة مع مختلف الشخصيات و الفئات الاجتماعية . 

الخط الآخر هو خط دعوة الوفود من انحاء العالم واللقاء معها و فتح قضايا التقريب. وقد التقینا في هذا المجال بعشرات الوفود التي زارت الجمهورية الاسلامية بدعوة من المجمع أو بدعوة من مؤسسات اخری، ومن الاعمال التي قام بها المجمع تأسيس مركز للبحوث و الدراسات العلمية والتحقيقیة. وقد قام هذا المركز بدراسة كثير من المشاريع ، وقدم نتاجاً قوياً في هذا المجال،حیث انتج في حقل التفسير وعلوم القرآن و الاحاديث النبوية وایضا في مجال الفقه المقارن واصول الفقه المقارن والعقائد الاسلامية والوحدة الاسلامية ، تاريخ الاسلام، حياة اهل البيت (ع)، وفي كل هذه الدراسات ينظر الی الآراء المشتركة الموجودة لدی المذاهب الاسلامية . 

الخط الآخر نشر هذه الكتب في انحاء العالم حيث بلغت هذه الكتب لحد الآن اكثر من ثلاث مئة عنوان طبعت بطبعات متكررة وبلغات مختلفة، و کان لها الاثر الكبير في مجال نشر ثقافة التقريب في كافة بقاع الارض .
والخط الآخر الذي قام المجمع بالعمل فيه هو خطّ التعليم . فالمجمع يقوم علی مستوی الدراسات الدینیة التقلیدیة والحوزوية بعقد دورات تعليمية لمختلف الطلاب كما انشأت جامعة المذاهب الاسلامية وهي تدرس مختلف المذاهب وتعمل علی تربية الطالب تربية تقريبية. 

الخط الاخر الذي عمل فيه المجمع هو خطّ نشر الاعلام التقريبي وفي هذا المجال أسس وكالة انباء التقريب بين المذاهب الاسلامية التي قامت بدور كبير في نشر الفکر والخبر التقريبي وبلغات مختلفة كماقام بدعم قناة الوحدة التلفزيونية التي تعمل علی تنظيم برامجها في هذا الاطار.
للمجمع ايضا نشاط في الانترنت والفضاء المجازي كما يقال وله العشرات من المواقع التي تنشر اخبار التقريب و فكر التقريب ونتاج مجمع التقريب واخبار ونشاطات مجمع التقريب بلغات ربما وصلت الی ثمانية عشر لغة،و في هذا الخط ايضا نعمل بالحضور والاستجابة للمقابلات الصحفية والمقابلات التلفزيونية في شتی القنوات في انحاء العالم الاسلامي، هذه هي الخلاصة. 

طبعاً هناك نشاطات كثيرة اخری بالتعاون مع مختلف المؤسسات يقوم بها المجمع لتحقيق اهدافه،و للمجمع نشاطات عملية لحل بعض المشكلات كما كان له دور في فظّ بعض النزاعات الدموية في الباكستان والاختلافات الكبيرة التي حدثت في العراق و...فالمجمع قام بدور ما بتأليف القلوب وحل هذه المشاكل. 

• التحریر:
الاسئلة كثيرة لكن مراعاة للاختصار والوقت المحدد سوف نختصر الاسئلة؛المعروف ان هذه المسيرة واجهت تحديات و عقبات كبری من حيث الفكر ومن حيث المجتمع الذي لايتقبل الحركة التغييرية بسهولة، الحركة التقريبية هي قدتکون نوع من الحركة التغييرية الاصلاحية لهداية المجمتع الی المسير الصحيح بعد ان حاولت الأيادي الداخلية والاجنبیة لحرفه عن مسيرته، هناك عقبات هناك تحديات بدون شك واجهتكم في هذا المجال لو تفضلتم علینا بذكر بعض العقبات المهمة قدر ماتتیح الفرصة ؟
• آية الله التسخيري:
اهم العقبات هي المنافع السياسية لبعض الحكومات التي لاترضی بهذا الاسلوب و العمل وكذلك العقبات التي يضعها بعض المنتسبين للعلم دون وعي للاهداف الذي يرمي بها المجمع وبعض العادات الاجتماعية كانت تقف عقبة امام عمل المجمع، من قبيل الاهانات التي توجه لرموز هذه المذاهب من اتباع المذهب الآخر وايضا من قبيل التكفير من قبل المنتسبين للعلم للمذاهب الاخری و اعتقد انه من اكبر العقبات جهل الكثيرين باهداف التقريب وعدم تعرف بعض المسلمین علی حقيقة البعض الآخر، هذه كلها كانت تقف عقبة بوجه عمل المجمع ولكننا نعتقد ان هذه العقبات الی زوال لأن الطبيعة الاسلامية مع التقريب و لأن الطبيعة الانسانية تتفق مع أسس التقريب ، و البشرية تسير يوما بعد يوم نحو التفاهم والتعايش والعقلانية والحوار المنطقي وكل هذه الامور تدعم مسيرة التقريب دعماً كاملا ولانری في هذه العقبات ما يمنع من مواصلت السير بقوة نحو تحقيق هذه الاهداف. 

• التحریر:
واخيراً نظراً الی ما يحدث في عالمنا الاسلامي والذي يطلق عليه انتفاضة الشعوب في الصحوة الاسلامية المعاصرة كيف تجدون آفاق الحركة التقريبية في هذه الظروف الجديدة و خاصة نحن نشاهد هناك تغييرات اساسية في الانظمة التي تحكم البلدان الاسلامية شيئا فشيء ؟
• آية الله التسخيري:
نحن نعتقد ان هذه الحركة ، حركة مباركة وتسير في الاتجاه الصحيح لتصحيح الاوضاع و انقاذ الامة من الاستبداد و تهميش الشعوب و الذيلية للغرب و التبعية لمخططات الغرب الاستكباري الصهيوني ، و بالتالي اعطاء الامة دورها في تقيیم مسيرتها وفي حكم نفسها بنفسها، انا اعتقد ان هذه الحركة تنطلق من منطلقات اسلامية أو بالاحرى منطلقات تنسجم مع التعاليم الاسلامية كما انها تؤدي الی ان ينتشر الوعي القرآني بشكل اكبر فهي حركة مباركة.
 
وايضا إن الدعوة الی التقريب بين المذاهب الاسلامية والوحدة الاسلامية، اثرت في خلق هذا الوعي الذي انتج هذه التغييرات وايضا ان هذه التغييرات تؤدي الی تحقيق اهداف الدعوة الاسلامية شاء البعض او ابی، طبعاً نحن نتخوف علی هذه الحركة من مؤامرات العدو التي تعمل عل تحريف افكارها وعلی ركوب هذه الموجة و سوقها نحو اهداف مشؤومة. 

التحریر:نشکر سماحتکم علی هذه الفرصة الثمینة التي منحتموها ایانا ونتمی لکم دوام الصحة والعافیة وطول العمر لخدمة الاسلام والامة الاسلامیة والبشریة جمعاء؛ إن شاء الله. 

المصدر : رسالة التقریب العدد ٩٢