آية الله الاراكي في ندوة " اتحاد الامة " في لاهور : اتحاد الامة من أهم الواجبات

آية الله الاراكي في ندوة " اتحاد الامة " في لاهور : اتحاد الامة من أهم الواجبات
آية الله الاراكي في ندوة " اتحاد الامة " في لاهور : اتحاد الامة من أهم الواجبات

القى آية الله الشيخ محسن الاراكي الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية  ، كلمة في الندوة التي اقيمت عصر السبت بمدينة لاهور تحت عنوان " اتحاد الامة " ، و شارك فيها جمع غفير من الشخصيات الدينية و الفكرية و الثقافية من السنة و الشيعة ، استهلها بقول الله تعالى في سورة الروم : «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿۳۰﴾ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿۳۱﴾ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ﴿۳۲﴾» ، موضحاً : أن مسألة وجوب الوحدة في المجتمع الاسلامي ، تعد من أهم الفرائض ، و لا يوجد ادنى شك او ترديد في ذلك . واضافة الى القرآن الكريم ، ثمة  توجيهات في سنّة الرسول الاكرم (ص) تأمر بالاتحاد و تنهى عن التفرقة .

و أضاف آية الله الاراكي مشيراً الى النظام الاسلامي : بالنسبة للانظمة الاسلامية ، نظير النظام الاقتصادي و النظام السياسي و النظام الثقافي ، لا يوجد لدينا أية اختلاف بين الشيعة و السنة ، و أن باستطاعتنا أن ننطلق من هذه النقطة لنصل الى الوحدة .

و تابع سماحته : على سبيل المثال ألفت الانظار هنا الى أنه لا يوجد في النظام السياسي ادنى اختلاف بين علماء الدين الشيعة و السنة ، و يمكن القول أن باستطاعتنا ان التوصل الى موقف موحد بين جميع المذاهب الاسلامية  بالنسبة للنظام السياسي .

و مضى  آية الله  الاراكي يقول : في النظام  الاقتصادي ايضاً  لا يوجد اختلاف يعتد به  بين اهل السنة و التشيع ،  حيث نجد كتاب  " اقتصادنا " للشهيد محمد باقر الصدر يباع في جميع مكتبات أبناء السنة . و لهذا فأن بوسعنا  التوصل الى وجهات نظر موحدة مع اهل السنة فيما يخص النظام المصرفي .

و أكد آية الله الاراكي : و فيما يخص نظام الاسلام الاجتماعي الذي نحن بحاجة اليه لتشكيل الامة الواحدة ، لا يوجد  بين الناس اختلاف ، لا يوجد اختلاف يذكر على صعيد الاحكام الفردية ايضاً . صحيح هناك اختلافات هامشية و لكنها قابلة  للحل بالتفاهم و الحوار .

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى ان موضوع  تجسيد الامة الواحدة أمر ممكن ، مضيفاً : أننا نتقدم باسم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية باقتراح يدعو الى تشكيل اتحاد بين الدول الاسلامية شبيه للاتحاد القائم بين الدول الاوروبية ، و يكفي  أن تبادر خمس دول اسلامية  فقط  بتأسيس هذا الاتحاد ، لأن الدول الاسلامية الأخرى سوف تنضم اليه تباعاً و بالتدريج .

و أضاف آية الله الاراكي : لماذا ينبغي للمسلمين أن يقتلوا على ايدي ابناء جلدتهم ؟ لماذا ينبغي لإقتصاد و ثروات المسلمين أن تسخر لإعمار الدول الغربية ؟ في الوقت الذي تعاني الكثير من البلدان الاسلامية من الفقر ، لماذا تنفق ثرواتنا في الدول الغربية ؟ . اذا ما تم تأسيس هذا الاتحاد سوف تحل جميع هذه القضايا .

و اعرب آية الله الاراكي عن أمله بأن يتابع علماء الاسلام موضوع  تأسيس اتحاد الدول الاسلامية بالمزيد من الاهتمام و أن يشبعوه بحثاً و تمحيصاً  و عرضه  كأحد المشاريع الهامة ، كي يتسنى عرضه بمثابة مطلباً عاماً بالنسبة للشعوب الاسلامية يهدف الى  الوحدة  .

و في جانب آخر من كلمته تطرق آية الله الاراكي الى الازمة في سوريا و اليمن ، قائلاً : للاطلاع على ما يجري في سوريا و اليمن ، ينبغي أن تسألوا  علماء سوريا و اليمن كي تتعرفوا على الحقيقة .  بالنسبة لكم  يجب ان لا تثقوا بما تتناقله وسائل الاعلام المنصاعة  للغرب .

و أضاف سماحته : أن وسائل الاعلام الغربية لا تألوا جهداً في تصوير أي حدث يشهده العالم الاسلامي بمثابة صراعاً بين الشيعة و السنة . و في هذا الصدد أضرب لكم مثلاً  بالنسبة لسوريا . الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي كان احد كبار علماء الدين السنة  في سوريا ، و كان في المسجد يفسر القرآن اثناء استشهاده . و هذا يشير الى ان المسلحين الذين يقاتلون في سوريا  اشخاص لا يفرقون بين الشيعة و السنة .

و تابع سماحته : أن هدف الارهاب  من استهداف العلامة البوطي هو  لأن الشهيد البوطي كان يدعم المقاومة و كان يقاوم اسرائيل و يتصدى لها .

و آوضح آية الله الاراكي : أن الحرب في سوريا هي حرب بين اسرائيل و اميركا من جهة ، و المقاومة الاسلامية من جهة أخرى ، و  لأن الحكومة السورية تدعم المقاومة الاسلامية ، فقد شنوا الحرب ضد هذه الدولة . و انا هنا اقترح عليكم  أن تدعوا  علماء الدين في سوريا  لتتعرفوا على حقيقة ما يجري في هذا البلد عن كثب .

و تابع سماحته : كذلك في اليمن الاوضاع  بهذه الصورة  ايضاً . أن ما تتناقله وسائل الاعلام الغربية  هذه الايام عن اليمن بعيد عن الحقيقة ، و لهذا ينبغي لكم أن تجلسوا  عم علماء الدين في هذا البلد  و تتعرفوا على حقيقة ما يجري هناك .